ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يطلع علينا فيها جنرال الدمار وقائد الميليشيات والأب الروحي لعناصر القاعدة الشقيق الأكبر للدواعش، قائد الفرقة المنحلة سابقاً وعسكري المملكة اليوم ومعول الهد والهدم للشعب اليمني وبلاد اليمن من أطلق والده محسن عليه اسم علي فأصبح بعد حين علي محسن ولم يعرف الكثيرون أن نسبه يرجع إلى القاضي بعد أن التحق بالأحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد والذي كان محسن يتمنى بعد أن تخرج ضابطاً فاشلاً غير منضبط من الكلية الحربية أن يكون أحد مرافقي الأحمر لا غير. بالأمس القريب تحدث عجوز الخيانة ومنبع الدماء عن علاقته بالقائد العسكري الشهيد علي بن علي الجايفي قائد قوات الحرس الجمهوري رحمة الله، وبدون خجل وبلا أدنى حياء ولا شيء من الوجل يتحدث عن اختلافه مع الشهيد وكأنه يتحدث عن اختلاف أبناء عمومه على قطعة أرض كانت نصيب أحدهم من ميراث جدهم، ناسياً ومتناسياً أنه حاول استهداف اللواء الجايفي أكثر من مرة، بل إن محسن أول الداعمين لاستهداف قيادة قوات النخبة اليمنية "الحرس الجمهوري" وهو اليوم المتهم الأول في جريمة استهداف الصالة الكبرى التي كان اللواء أحد أوائل شهدائها، وبنفس الوجه الذي لا يعرف الخجل يتذكر العجوز الفار والجنرال المختبئ محاسن الشهيد وفضله في الحفاظ على العتاد العسكري والعُدَّة القتالية التي طالما كان يشكو منها محسن ومن إليه حين كانوا أقزاما بالداخل خوفاً من أن تطاله وطأتهم القانونية وتبطش به عصاهم العسكرية وحتى اليوم وبعد أن أصبح مطية المطايا في أحد الدواوين الملكية لا تزال القوة الضاربة ممثلة بجيش الجمهورية اليمنية وفي مقدمتها ألوية حرس الجمهورية وقوات النخبة وكل المنتمين إلى المؤسسة العسكرية الوحدوية هي الصخرة الصماء التي تُدمر مؤامراته وربّته السعودية وكل المتحالفين والحاقدين علينا، وبكل حقد لا زال يود أن ينتقم منها ويُجهز عليها ويمزقها شر ممزق، ذلك أنه كان -وسيظل حتى هلاكه- مُعتقداً بل ومؤمناً الإيمان المطلق بأن من كانوا سبباً في وجود وخلق هذه الترسانة البشرية العسكرية هم أنفسهم من شردوه ومن بلاده أخرجوه وعن بيوته وأرضه ومن بين أبنائه رحلوه، وصدى صيحات من كانوا في الساحة التي أعلن عن حمايتها لا زال يتردد وضجيج الشعارات لا زال يلاحقه وأصوات المايكروفونات التي ما كانت لتهجع ولو لساعات تملأ كل مكانٍ يصله وكابوساً يزعجه وتلك العبارة التي أطلقها ثوار الأمس ثيران اليوم تحز في نفسه، وغصة ارحل، ارحل، ارحل تشتت فكرة المتشرذم، وحينها يطلق من رحل عن دارهِ وبجلدة فر شهقةً كل من سمعها يظنها النهاية له وكل من لامس صداها أذنيه ذكر الله خاشعاً مُحتسباً وفؤادهُ كُلُّه ُ وجلٌ مردداً "الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيراً من خلقه". محسن الذي تاجر بدماء أبناء الجيش وأزهق أرواح مغرر بهم وبعض من اختلفت الدولة مع آرائهم في صعدة وأول من لبى داعي الجهاد بعد فتوى الإخوان في صيف 1994م، والقاتل لشبابٍ غُرر بهم من وراء ظهورهم، قاطِع العهد لتنظيم الإخوان والصديق الأكثر وفاءً لكل من اعتنق دين القاعديين ولبى نداء الداعشيين، هرقل الإخوان، كما كان للإغريقيين هرقل - وهو ابن إلههم الذي كانوا يؤمنون به- أما محسن الهلامي فلم يكن ابن الإله ولم يكن حتى واحداً من حجابه، وإن أراد أحدنا أن يعرف ما كان مُحْسن فليسأل عنه زعيم اليمن الصالح، فإن لم يكن لأحدنا ذلك فليسأل كُلُّ جاهلٍ عن جواب ذلك واحداً ممن كانوا يحرسون الصالح وسيجيبه متبسماً يقول : لم يكن محسن سوى عسكريٍ مراجع برتبة لواء، يبحث عن بعض الترقيات ويلهث وراء مصالح من كان يظنهم أظفاره وينبش علّه يمنح ولو الفتات لمن أعتقد بأنهم سيكونون أنيابه، وفي آخر المنوال يتمتم محسن الذي لم يُحسن البتة في أذن الصالح الذي طالما أحسن إليه وجعل منه شيئاً مع أنه لا شيء وهو يسأل الأخير أن يُعطيه شيئاً مما أعطاه الله..! لم يكتفِ بما كان يختلسه ولم تشبع نفسه اللئيمة رغم ما أعطاه الصالح ومنحه ولم يهنأ العيش في ظل رعايته وكنفه حتى أغواه إبليس فعصى ربه حين خان رئيسه وباع ضميره وارتضى أن يُدنِس محتلون مرتزقة تراب بلاده ووطنه، وحينها استحق لعنة خيانته ونزل غضب الخالق فيه فلفضته أرضه ورفضه أبناء بلده واليوم يقسم الملايين إلاّ أن يستقصوا منه ويثأر كُلٌّ بما حق له أن يثأر منه. أخيراً ليعلم الفأر الخائن من يختبئ اليوم في مزرعة للفئران أنه آخر من يمكن له الحديث عن الوطنية وعن الحفاظ على المؤسسات العسكرية وليتنبه أن مصطلحاتٍ كهذه وأشباهها مُحرَّمة عليه وأمثاله بعدما محوهن من معجماتهم الخاصة التي لن يجد فيها كل من يتصفحها غير السوء وكل السوءات، وإن تاه مصطلحٌ سيّئ من أحدنا فلا يتعب حاله بحثاً ولا يجهد نفسه نبشاً -فقط - كل ما عليه أن يتصفح معجمهم وقواميسهم وحتماً سيجده لدى محسن ومن إليه، فلا شيء معوج به وأقرانه يمكن أن يُعاد إلى ما يصح أن يكون عليه شأنه أكان بالطرق أو السحب أو حتى الدعس، ليس لصلابتهم ولا لمرونتهم ولكن لأن قانون "التشكيل" الذي عرفناه لم يكن في يومٍ ما لمطايا ولن يكون كذلك، فالمطايا لا يمكن لها أن تستقيم أبداً..!