منذ تفوق (المرشح الرئاسي سابقا) الرئيس الأميركي لاحقاً على أقرانه من المنافسين، صار مالئ الدنيا وشاغل الناس، ومزعج مملكات وإمارات النفط العربي.. إنه الرئيس دونالد ترامب، من صرنا نتابع نشاطه وتصريحاته وأحاديثه بقدر من الاهتمام، وفي مساء الجمعة الماضية 20 يناير 2017م كان محط اهتمام ومتابعة الجميع، بمن فيهم المنزعجون من دخوله المكتب البيضاوي، في البيت الأبيض والذين يصفون تلك الجمعة ب(الجمعة الحزينة). كنت أحد المتابعين لحفل تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، بصورة مختلفة عن متابعاتي لتنصيب من سبقه، ليس حُباً ولا إعجاباً به، وليس لأنه يأتي بعد أول رئيس أميركي أسود –بكل ما تعنيه الكلمة- ولأب مسلم، ويتحذر من أسرة حديثة الهجرة؛ ولكن لأنه -أي الرئيس ترامب- خلال حملته التنافسية الرئاسية، كشف الكثير من مساوئ، بل جرائم سلفه الرئيس أوباما، المصنف عند معظم دول العالم وجميع مستضعفي الأرض، كأسوأ أميركي يدخل البيت الأبيض ويخرج مطارداً بلعنات ضحاياه في كثير من بقاع الأرض، وبشهادة الأميركيين أنفسهم، والتي لا تتوقف على ما قاله عنه الرئيس ترامب، ولا على اقتران اسمه وإدارته بجرائم ودمار العنف والإرهاب والتطرف، من داعش إلى جيوش (النصرة) و(التحرير) وتحريك أموال دول خليجية في هذا المجال، كما لا يتوقف الأمر على ما قالته وسائل إعلام أميركية وبريطانية عن انغماسه في دماء بعض الشعوب ومنها اليمن. ووفقاً لما ورد في مجلة (بيست ماجازين) الأميركية، بأن ستة وعشرين ألف قنبلة أميركية ألقيت على اليمن خلال عام واحد هو العام 2016م، ولم يتوقف الأمر أيضاً على انتقادات نواب بريطانيين حكومتهم لمشاركتها أميركا والسعودية وتحالفها في قتل اليمنيين، بل هذه هي شاهدة من أهله هي باربرا بودين، السفيرة السابقة للولايات المتحدة لدى اليمن، والتي كانت رؤوفة بذلك الرئيس الأميركي غير المأسوف عليه، عندما قالت: أميركا متورطة في حرب اليمن حتى النخاع، وشريك أساسي منذ الطلقة الأولى. أو اليوم الأول للحرب. ليس من باب الاستعجال أو المصادفة، أن يمنح الرئيس الأميركي باراك أوباما جائزة نوبل للسلام عقب تنصيبه وقبل أن يقدم على أي عمل له صلة بالسلام وحقن الدماء، وكأن من شرَّفوه بتلك الجائزة يعرفون أنه سيخرج من البيت الأبيض وهو يقطر بدماء وخراب ودمار في أكثر من بلد عربي وأفريقي وآسيوي، وكانت الجائزة التي يستحقها هي المُقدمة من رئيس جهاز الاستخبارات الأميركية وهو يستعد لمغادرة موقعه مع رئيس إدارته أوباما، حيث ظل يعتذر ويعتذر عما فعلته إدارة باراك أوباما، ويصفها بالخطأ الذي أقدمت عليه فيما أسموه ب(الربيع العربي). لن نطيل هنا، بل نختتم بالقول لو لم يكن لأسوأ رئيس دخل البيت الأبيض إلَّا أنه لم يجد من يشيد بإنجازاته سوى من انبرى للاعتذار عن مساوئ إدارته لكفى، أو أنه لكي يحسن الوضع الاقتصادي الأميركي، اتجه نحو إشعال الحرائق، وتدمير شعوب بأكملها وجعل من بيع الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً مصدر الدخل الأول، كما جعل من الدويلات الراعية للإرهاب تحتل المراتب الأولى في شراء الأسلحة.. ولهذا نقول للمتخوفين من الرئيس الجديد ترامب، لا تقلقوا فأسوأ رئيس أميركي مرَّ من هناك.