* سواءً صاغت الدستور خالتي فرنسا أو عمَّتي ألمانيا.. المؤكَّد أن اليد الطولى للصياغة ستكون خارجية.ليس في الأمر انتقاص من السيادة لسببين : الأوَّل أن الانتقاص صار من الأمور التي لم تعد تثير أيّ حساسية عند الصغير والكبير معاً.. وثانياً لأننا سنكتب دستورنا ونحن في وضع ربع ثورة وربع انقلاب وربع سيادة وربع مؤامرة.. وأزمة كاملة الأركان.. وعلى مَنْ فاتته المتابعة أن يقوم بجولة على عناوين صحف الصباح. * ثم إن أيَّ دستور في العادة يستند على مرجعيتين : التراث الدستوري المحلِّي.. والمرجعية الدستورية العالمية التي علَّمت بعضنا استخدام مفردتي «العقد الاجتماعي» عند الحديث عن الدستور. * وحيث ما يزال بعض المواطنين الطيِّبين يعتقدون أن مَنْ يكتب في الصحافة أبو العرِّيف ويفهم في كل حاجة حتى لو كان لا يفرِّق بين السيادة وبين «المحدادة» ،كثيراً ما أتعرَّض لأسئلة من نوع : هل سينجح الحوار وسينجح الدستور؟ فأدعوهم إلى التفاؤل بالخير وسيجدونه. * وما لم تحدث مفاجأة تقلب طاولة الحوار رأساً على عقب أجزم في اليقين أن المتحاورين سينجزون لنا دستوراً يمزج بين أهمّ ما في الدساتير.. خاصَّةً إذا تمَّت مراعاة أننا في وضع أزمة ووضع ثورة.. وأن البلد في وضع حمل داخل الرحم وخارجه. وسواءً كتبه المتحاورون أو تمَّت الاستعانة بأسلوب القطع واللصق أو حتى الإملاء فإن الكل سيرفع يده.. لأنه ليس في الساحة من طرف سياسي يحبّ لنفسه أن يكون في موقف المعرقل حتى لا تطارده تهمة أنه معرقل للتسوية.. وبالتالي سيقوم الرعاة الإقليميون والدوليون بمعاقبته ربَّما بأخذ «العدَّة» في بلد كل شيء مقبول عند ذكوره إلاَّ «الخصي».. بدليل الحكم الصارم الذي صدر في حقِّ المتطفِّل الذي أخطأ العملية الجراحية فبتر العضو الحسَّاس لأحد أطفال محافظة تعز. * جميع المتحاورين سيوقِّعون على مخرجات مؤتمر الحوار بقضِّها وقضيضها.. بالرضى أو بالخوف.. لكن المشكلة ستبقى في حقيقة أنه كان عندنا دستور.. لكن الجميع - بِمَنْ فيهم أعضاء مؤتمر الحوار الوطني وهيئة رئاسته - لم يعملوا على تطبيقه.. وكانت عندنا قوانين لكل شيء.. لكن الكل لم يحبِّذ تطبيقها كلما كانت في غير صالحه. * سيكون لمؤتمر الحوار مخرجاته وتوجُّهاته المغمورة بالعسل والسمن البلدي.. لكن الخوف هو أن نؤسِّس ونشرِّع في مؤتمر الحوار لأمور تقود إلى هروب اليمنيين من الجرب إلى الدمامل. * واللَّهُمَّ لطفك ببلاد تكسب القبيلة نطاحها مع بقايا الدولة ويتعرَّض القاضي فيها للضرب المستمر... و... دستور يا اسيادنا..!