وفي الليلة الظلماء يُفتقَدُ البدرُ.. تذكَّرت هذا الشطر الشعري لأبي فراس الحمداني، وأنا أقرأ خبراً عن خاطفي الصحفيين الخمسة الذين كانوا في طريقهم إلى المهرة، فاختطفهم محمد صالح المسلمي. وحين أراد مصوِّر صحيفة "اليمن اليوم" أن يلتقط صوراً للصحفيين المخطوفين رفَضَ الخاطفون، وقال كبيرهم للمصوِّر: صوِّرني أنا.. ونُشر الخبر في الصحيفة بصورته واسمه الثلاثي!! وأيضاً بتهديده أنه سيفجِّر أنبوب النفط إذا لزم الأمر!! الخاطف وصورته واسمه!! أي أن الصحيفة وفَّرت على وزارة الداخلية البحث عن معلومات الخاطفين، ومع ذلك لا حسّ ولا خبر!! يا لهذه الجرأة التي يتمتَّع بها الخاطفون، وينشرون صورهم ويهدِّدون الدولة بتفجير أنبوب النفط!! ويا لهذه الدولة العاجزة التي لم تحرك ساكناً!! تذكَّرت المرحوم يحيى المتوكل التي لم تعرف وزارة الداخلية أكفأ منه، وتساءلتُ: لو أن يحيى المتوكل ما يزال وزير داخلية، ما الذي كان سيفعله تجاه تهديد كهذا، خاصة وأن صورة الخاطف تتصدَّر الخبر، واسمه الثلاثي معروف!! بالتأكيد ستصدر الصحيفة في الخامسة فجراً، وسيقرأ الوزير المتوكل هذا الخبر في السابعة صباحاً، وبالتأكيد أيضاً أن الخاطف لن يتناول إفطاره إلا في وزارة الداخلية في الثامنة صباحاً. ولو أن يحيى المتوكل ما يزال وزير داخلية، هل كان ضاربو الكهرباء سيتجرَّأون على ضرب الأبراج بصورة مستمرة، وهل كان سيساومهم ويدفع لهم المبالغ التي يطلبونها أو ينفِّذ لهم المطالب التي ضربوا الكهرباء لأجلها!! وهل كان قُطَّاع الطرق سيفعلون ما يفعلونه اليوم!! وهل كانت وزارة الداخلية ستتعرَّض للانتهاك الذي تعرضت له في حرب الحصبة، أو في احتجاجات أفراد النجدة، التي أسفرت عن نهب كرسي وزير الداخلية، ففقدت الداخلية هيبتها وأصبحت عبارة عن مبنى مُنتهَك يقع بعد جولة الساعة على خط المطار.