أفرج النائب العام، - وبناء على توجيهات رئيس الجمهورية كما هو شائع- عن متهمين بالمشاركة في تفجير مسجد مجمع الرئاسة، فقرعت الطبول فرحا، وكتبت لافتات تهانٍ بالمناسبة، وفيها أيضا تشفّي، ومن بينها اللافتة المعروفة في حي العصبة التي خلعت على الإرهابيين جائزة "أسود الثورة".. ووصفت المؤتمريين بالكلاب.. وكان يكفي القوم عبارة " نبارك لأسود الثورة الإفراج من السجن المركزي.." التي كتبوها بخط كبير على لافتة عريضة طويلة في الحصبة، ورفعوها أمام اللجنة الدائمة التي سموها "خرابة اللجنة الدائمة".. لكن القوم استكلبوا في الحصبة، وأضافوا إلى تلك العبارة " وهارد لك للمقلوع وكلابه".. الله يقلعهم والفضيحة الكلبية التي لا سابقة لها! الكلب- كما هو معروف- شيخ الصفيقين، لأنه لا يستحي، ولا يدفن بولته وخرأته كما يفعل القط، وإنها صفاقة ما بعدها صفاقة أن يخرأ أناس تلك الخرأة ثم يرفعونها إلى الأعلى كي يراها كل من يمر في الشارع. القلع في لغتنا العربية تعني أيضا الرجل البليد، وواحدة من معاني كلمة الكلاب تعني ذهاب العقل، وتلك اللافتة في الحصبة مثال لأدب البليدين وضعاف العقول والأحلام، في حي المكلبة (كثير الكلاب).. زعموا أنهم بتلك السفاهة والخفة سيغضبون المؤتمريين، فدلوا الناس بتلك اللافتة الكريهة على فجورهم وسوء أدبهم وخبث نفوسهم ومقدار الحقد الذي يغلي في صدورهم. ما تفعل لهم كلمة "المقلوع" أمام القلعة العظيمة والحصينة؟ وما تفعل لهم كلمة "كلابه" أمام الأسود والصقور؟.. وكيف لكلب عقور يتمرغ بقمامات الثرى أن ينال من الثريا في السماء بعيدة المنال؟.. إن تلك اللافتة القبيحة تأباها أخلاق سائس كلاب! وزادوا كتبوا داخل الإطار الذي على طرف اللافتة عبارة "الربيع العربي أمام خرابة اللجنة الدائمة".. لقد حول "التبيع القبلي" مبنى اللجنة الدائمة في الحصبة إلى خرابة بالفعل بمتفجراته وصواريخه ومدافعه ولصوصيته وهمجيته، ولا يزال يتباهى بذلك إلى اليوم، وكأن عامين وأكثر لا تكفي للشفاء من جنون البقر أو جنون الكلاب. لقد كتب زملاء، وأحدهم زميلنا أمين الوائلي، عن تلك اللافتة الجيفة، وعاب على الذين سمحوا بها، أو لم يسارعوا إلى إزالتها، أو كانوا سببا في كتابتها ورفعها، وبالنسبة لنا لا نطالب بإزالتها، بل نتمنى بقاءها لكي يراها من لم يرها بعد، وليعرف الناس من أين خرجت تلك الجيفة.. دعوا الجيفة في مكانها شاهد على السفاهة والصفاقة والقبح والحقد، وأخلاق سائسي الكلاب.