منذ سنوات تكرَّم الرئيس علي عبدالله صالح بمنح أعضاء اتحاد الأدباء والكتَّاب اليمنيين قطعة أرض كبيرة توازي 4000 لبنة، ليكون نصيب كلِّ عضو منها بواقع عشر لبنات.. وهي مكرمة رئاسية جعلت الأدباء يستبشرون خيراً بأن القيادة السياسية ستضع حداً لمعاناتهم مع بيوت الإيجار والتشرُّد.. ظل الأدباء يحلمون بهذه الأراضي وينتظرون استلامها، ثم سمعوا خبراً عن وجود مشاكل على هذه الأرض، كان الخبر بمثابة "سطل" ماء بارد، أيقظ الأدباء والمثقفين من حلمهم.. ثم جاء خبر أنهم بصدد تخطيط الأرض وسيتم توزيعها خلال أشهر معدودة، بحسب تصريح أمين عام الاتحاد، حينها هدى أبلان، التي تابعت الموضوع مشكورة، وكان لها بصمات واضحة تُحمد عليها، وقد تابعت أيضاً موضوع وظائف الأدباء والمثقفين وتم توظيف أكثر من مائة عضو من أعضاء الاتحاد، وهذا ما لم تفعله قيادات الاتحاد السابقة منذ تأسيس الاتحاد. في شهر فبراير 2013م، أجرى "ملحق اليمن اليوم الثقافي" حواراً مع أمين عام الاتحاد سابقاً- نائب وزير الثقافة حالياً- هدى أبلان.. وتطرَّق إلى سؤالها حول مصير الأراضي، فقالت:"إن الذي ينقصنا هو إمكانية الحماية والتقسيم.. وأعتقد أن المرحلة السياسية الراهنة التي تدعو إلى تثبيت دعائم الدولة، ستقف مع هذا الحق وسيخرج إلى النور قريباً". الأمر الآن بين يدي حكومة الثورة، التي وضعت في آذانها قطناً كثيراً لكي لا تستمع لمعاناة الأدباء والكتاب والمثقفين والمفكرين، ما يجعلني أؤمن بمقولة "الزمن لا يأتي بأحسن". كنا نراهن في السابق بأن ما مرَّت به اليمن في ثورتها كفيلٌ باجتثاث منظومة الفساد، وها هو الرهان يخسر يوماً تلو الآخر، وليس ببعيد أن نفقد كلَّ شيء، مادمنا نقبل بهذا الوضع المتردي والمشين.. ويبقى السؤال موجَّهاً للحكومة: متى سيستلم أعضاء اتحاد الأدباء أراضيهم، أم أن أحداً من النافذين قد قام بالسطو عليها