شن الجيش مطلع شهر مايس 2014 هجوما من ثلاث جهات في محافظتي أبينوشبوة ضمن حملة عسكرية واسعة يدعمها سلاح الجو الحربي واللجان الشعبية للسيطرة على مناطق جبلية عدة يتخذ منها القاعدة منطلقاً لشن هجماته. وأفادت مصادر عسكرية، أن قوات الجيش استطاعت دحر القاعدة في مدينة عزان في شبوة. العمليات كانت باشراف مباشر من قبل وزير الدفاع اليمني محمد ناصر أحمد ورئيس جهاز الأمن القومي على حسن الأحمدي. وشاركت وحدات في تنفيذ حملة عسكرية في بلحاف باتجاه رضوم ميفعة في شبوة، فيوقت شنت وحدات عسكرية وأمنية عملية عسكرية أمنية باتجاه عقبة النقبة حبان في شبوة. وتزامن عمليات الجيش الواسعة مع انعقاد مؤتمر اصدقاء اليمن، جلسات الاجتماع السابع، الذي عقد يوم 29 ابريل 2014 في مقر وزارة الخارجية البريطانية في لندن بمشاركة 39 دولة ومنظمة إقليمية ودولية. القاعدة في اليمن بديلا للتنظيم المركزي القاعدة في اليمن هي الأخطر وهي تختلف تماما عن بقية فروع التنظيم، فأن لم تكن اقواها فهي الأكثر تجذر في تعاليم القاعدة المركزي وهي الإكثر قربا ايدلوجيا وروحيا من زعاماتها ابرزها اسامة بن لادن وألظواهري. فألحديث عن القاعدة في اليمن يعني الحديث عن تنظيم يعتبر إمتدادا للتنظيم المركزي وممكن أن يكون بديلا لمعقله في افغانستان. وتأتي اهمية فرع اليمن من خلال قياداته ابرزها زعيمه ناصر الوحيشي والذي كان مقرب جدا من اسامة بن لادن. أن تنظيم ألقاعدة في اليمن وشبه الجزيرة العربية يعتبر من اخطر التنظيمات الفرعية او المحلية للقاعدة وربما يمكن اعتباره بانه البدييل الى التنظيم المركزي في افغانستان ،بعد ان تعرضت قيادات التنظيم المركزي هناك الى التراجع. القاعدة تستهدف الموانيء والبحر شبكة القاعدة كانت حاضرة في ثورة التغيير 2011 واستيلاء التنظيم على مدينة زنجبارابينجنوباليمن ولم تاتي عمليات القاعدة هذه من فراغ بل تعود الى مطلع التسعينيات بعد عودة المقاتلين الاسلامين من حرب افغانستان ضد السوفيت وانسحابه 1989 وفي حربه ضد الجنوب عام 1993 والتي كانت بداية لدخول القاعدة القصور الرئاسية. إن تنظيم القاعدة في اليمن يعتبر قريب من خطوط الملاحة في البحر العربي ويهدد دائما بضرب السفن الاميركية. أما خلال الاشهر الاخيرة وفي وسط تحديات الحوار الوطني في اليمن 2013 2014 وتهديدات القاعدة فقد صعدت الولاياتالمتحدة العمليات خاصة عند محافظة مأرب. هذه العمليات رغم أنها تستهدف اقتناص قيادات القاعدة لكنها، لا تخلو من أعداد الضحايا الابرياء من السكان المحليين، يذهبون ضحية أستهداف القاعدة. إن تنظيم أليمن يحتل الاهمية عن باقي التنظيمات المحلية للقاعدة، فالتنظيم ممكن أعتباره بديلا للتنظيم المركزي الذي بات غائبا عن الساحة واختصر دوره بالرمزية ورسائل الظواهري يعني تحوله الى ظاهرة اعلامية. إستهداف مجمع وزارة الدفاع هاجمت مجموعة مسلحة من أثني عشرمسلحا، منتنظيم القاعدة،مجمع وزارة الدفاع في صنعاء باب اليمنيوم 5 ديسمبر 2013، مما أسفر عن سقوط 56 قتيلا وعشرات الجرحى. ونفذ التنظيم خلال شهرمايس 2012 عملية انتحارية ربما كانت الاعنف، عندما فجر إنتحاري نفسه وسط سرية من الجنود خلال تمارين لعرض عسكري فيميدان السبعين بوسط صنعاء ما أسفر عن مقتل 96 عسكريا واصابة حوالي 300آخرين. القاعدة تعتمد الأغتيالات لقد غيرت القاعدة من إستراتيجيتها مابعد مجيء هادي عبد ربه، فبراير 2012 فأتبعت إسلوب الإغتيالات لأفراد القوات المسلحة وعمليات تصفية، كانت تهدف من ورائها تصفية حسابات وإثارة الرعب عند اجهزة الأمن وألدفاع. تحول اليمن الى ارض “جهاد” اليمن كانت ارض” مدد”وتدريب للمقاتليين، وتتمتع اليمن برمزية إستثنائية وهي إنها مسقط رأس بن لادن حضرموت، لكن خلال السنتين الاخيرة من حكم صالح ماقبل 2010 2011 تحولت اليمن الى ارض جهاد في المنظور العقائدي التنظيمي. القاعدة سبق ان اتجهت الى الملاذات الجبلية منتصف عام 2012، بعد العمليات الواسعة للجيش اليمني انذاك، اي ان التنظيم غير إستراتيجيته من إعلان محميات إسلامية خاصة في الجنوب بالتنسيق مع انصار الشريعة الى اتباع الكر والفر، اي بضرب المقرات العسكرية وغزوات الدوريات ونقاط التفتيش والانسحاب الى معاقله بدل من مسك الارض، هذه السياسة هي السياسة والتكتيك التي تتبعه القاعدة في مواجهاتها مع خصومها، التي تقوم على هدف إستنزاف الخصم ومطاولة المواجهة. مايقوم به الجيش اليمني الان، هي خطوة بالأتجاه الصحيح، لكن من يفهم إن هذه العمليات تقضي على تنظيم القاعدة وخصوصا تنظيم بحجم تنظيم اليمن يكون خاطأ. لقد اجمعت الدراسات والمراقبون لشأن تنظيم القاعدة و”الجهاديون” انه لايمكن حسم المواجهة مع القاعدة عسكريا او من خلال معركة. القاعدة تختفي خلال العمليات الواسعة لتعود تظهر من جديد في تكتيك بات معروفا في السوح القتالية هو الكر والفر. إن توقيت العمليات الواسعة من قبل الجيش في هذا الوقت، ومع انعقاد مؤتمر اصدقاء اليمن في لندن، يثير الكثير من التسائولات، حول جدية إستمرار هذه العمليات وامكانيات الجيش اليميني واللجان الوطنية من إعادة مسك الارض، خاصة في المناطق الجبلية. الرئيس اليمني كان يخاطب في كلمته الى مؤتمر اصدقاء اليمن بلغة ارقام المقاتلين الاجانب الموجودين في اليمن خاصة من اوربا. اليمن يتجه الآن في المسار الصحيح وضمن خارطة طريق سليمة ابرز ماتضمنتها هو الوصول الى حل توافقي حول مشكلة الجنوب وصعدة ، الحوثيين، ونجاحه في إعادة هيكلة الأمن والدفاع ليكون قادرا في تنفيذ الخطط والأستراتيجيات لمواجهة التحديات على المدى القريب والبعيد ابرزها تنظيم القاعدة في اليمن.