مثلما يعتبر فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي هو القائد لمعركة التغيير والتصحيح والتحرير والتجديد والانقاذ والانتصار لليمن ، يعتبر ايضاً هو القائد لمعركة التغيير والتصحيح والتجديد والانقاذ والانتصار لحزب المؤتمر الشعبي العام . فالمؤتمر يعتبر الحزب الرائد في اليمن بميثاقه الوطني وفكره الوسطي وقواعده الشعبية ، ويعتبر هو الدعامة القوية في بناء مستقبل اليمن ، ومثلما عانت اليمن من انظمة وقيادات واعداء في الداخل ، عانى حزب المؤتمر ايضاً من تيارات وقيادات واعداء داخله والتي جمعت بين الحرب لليمن كقضية وطنية ومصلحة عامة ، والحرب للمؤتمر كحزب وطني ونجاح منهجي . والمعركة التي يخوضها الرئيس هادي داخل المؤتمر وابرازه في الوقوف مع الشرعية ، هي عملية لانقاذ المؤتمر ونهجه وميثاقه من السرطان الذي في داخله ، وتحويله من المسار المنحرف الذي يتجه نحو سراديب الظلام إلى مسار الحقيقة والنور والصواب والحق . ولا تزال المعركة التي تدور بين حزب المؤتمر الحقيقي وحزب المؤتمر المنحرف مستمرة ، وهي متزامنة مع المعركة التي تدور بين الشرعية والانقلاب ، واظن ان النصر يجب ان يكون متزامن ايضاً ، فموعد تحرير اليمن كاملاً من الانقلاب ، يجب ان يكون موعد لتخليص حزب المؤتمر من السرطان . من جهة اخرى ، مثلما يمتلك الرئيس هادي شرعية قيادة الدولة اليمنية ، يمتلك ايضاً شرعية قيادة حزب المؤتمر . فالحق القانوني يمنحه رئاسة اليمن عبر لوائح الانتخاب والاقتراع . والحق القانوني ايضاً يمنحه رئاسة حزب المؤتمر عبر اللوائح الداخلية للحزب التي تتضمن تمكين الشخص الذي يتولى موقع رئاسة الجمهورية من موقع رئاسة الحزب . وهذا يعني ان صالح لا يمتلك حالياً شرعية رئاسة حزب المؤتمر ، ومثلما يعتبر انقلابي على شرعية الدولة ، يعتبر ايضاً انقلابي على شرعية الحزب ، وهذا ماجعل المعركة تعتبر معركة بين الشرعية اليمنية والانقلاب ، وبين الشرعية المؤتمرية والانقلاب الداخلي ، ويفترض ان لا نسمي صالح بالقيادي المؤتمري ، ولكن يجب ان نسميه بالانقلابي على المؤتمر . ما ارتكبه صالح من مخالفات ، تتطلب فصله وعدم بقاءه في المؤتمر كعضو عادي فما بالكم ببقاءه كرئيس للحزب . فالفصل والمحاكمة والاحالة للقضاء مفروضه من خلال مخالفته للوائح الداخلية وعدم تسليمه لرئاسة الحزب للشخص الذي اصبح رئيس للدولة ، ومن خلال مخالفته لمبادئ الحزب واهدافه وميثاقه الوطني ، فاتخاذه الوقوف مع الانقلاب والتحالف مع إيران ، يتعارض كل التعارض مع اهداف ونهج وفكر حزب المؤتمر وهويته وقوميته واستراتيجياته الديمقراطية ورؤيته للدولة ، وثوابته التي لا يمكن ان تطرأ عليها اي متغيرات . حزب المؤتمر ليس فندق او عقار او مشروع استثماري حتى يصبح في ملكية صالح والاستحواذ على هرم قيادته ، وليس هناك اي اعتبار قانوني او عقلاني يمنح صالح ذلك ، فإذا كان صالح يدعي انه مؤسس الحزب ، فهذا لا يعني انه أسسه لوحده ، ولكنه فرداً من ضمن ألف فرد قاموا بتأسيسه ، والمؤسس يجب ان يكون اكبر من يلتزم بالاهداف واللوائح ، ولا يعفى من المخالفة بل تطبق عليه الاجراءت وتتخذ ضده العقوبات بطريقة صارمة . فالاحزاب وجدت في العالم من اجل التعددية ، والتعددية يجب ان تكون داخل الحزب ذاته من حيث التعدد في القيادات ، والتبادل في التربع على رأس الهرم وفسح المجال لمن خلفه . ولا يوجد حزب ديمقراطي في العالم يدعي شخص ملكيته ويسيره حسب مزاجه الفردي ويستثمره في مشاريعه الشخصية . الرئيس هادي يقود معركة الانتصار للمؤتمر تخلصه من ديكتاتورية صالح ومشروعه الفردي البائد ، فالمؤتمر وجد من اجل الوطن والشعب والثورة والجمهورية والوحدة ، وليس من اجل صالح ونجله وعائلته . وصالح لا يجوز ان نسميه حالياً مؤتمرياً ولكنه متمرد وانقلابياً على المؤتمر . ومن يناصرون صالح تحت مسمى المؤتمر ، فهؤلاء هم المغرر بهم والمخدوعون والمضللون . وعليهم ان يعرفوا ان ما يقوم به صالح ليس المؤتمر وبعيد كل البعد عن نهج وفكر هذا الحزب . ويجب على كل مؤتمري مساندة المؤتمر الذي يقف مع الشرعية بقيادة الرئيس هادي ، لكي نحرر المؤتمر من الانقلاب الداخلي عليه ، ونحرر الوطن من الانقلاب الذي اصبح الانقلاب الداخلي في المؤتمر طرفاً فيه . الانتصار لليمن مرهون بالانتصار للمؤتمر ، والانتصار للمؤتمر مرهون بتخليصه من صالح وعائلته ، وبعدها سيصبح المؤتمر يخدم مشروع وطن ويبني مشروع دولة حقيقية في المستقبل ، وليس مسخراً لخدمة فرد وفاشلاً في خدمة مشروع وطن وبناء دولة متقدمة كما كان في الماضي . على المؤتمريين الذين يقفون مع الشرعية ان لا يسعوا لخلق الخلافات بينهم وبين بقية الاطراف الداخلية في الشرعية ، ولكن عليهم ان يوضحوا للجميع سواءً الذين مع الشرعية او ضدها ، ويقولوا لهم ان صالح ومواقفه وسياساته ومن معه ليسوا المؤتمر . المؤتمر الحقيقي هو الميثاق الوطني والهوية اليمنية والقومية العربية والشرعية اليمنية والدولة . وعلى جميع انصار الشرعية ان تعرف من هو المؤتمر الحقيقي. وعلى جميع المؤتمريين المغرر بهم من قبل صالح ان يعودون للمؤتمر الحقيقي . اخيراً قولوا لصالح مهما فعلت من الانشطة والفعاليات لن تستطيع ان تستمر في الخداع والتضليل ، فالفوضى والانانية والانتقام والحقد حجج ضعيفة ، ومؤتمر الشرعية اقوى منك حجة ودليلاً وموقفاً ، لأن الوطن والشعب والنظام والقانون حجتهم . المؤتمر ليس انت يا صالح ، وانت لست المؤتمر .