قال المفكر السياسي الدكتور عبد الله النفيسي، أستاذ العلوم السياسية وعضو مجلس الأمة الكويتي السابق: إن «صنعاء ستسقط في حضن إيران، وقد حدث هذا للأسف، وجماعتنا الآن يشقون الجيوب ويلطمون الخدود»، في إشارة منه إلى دول الخليج. وأكد النفيسي، في تصريحات نشرتها صحيفة «شؤون خليجية» أن إيران تعرف ما تريد وتركب كل المراكب للوصول إلى هدفها، وهو الهيمنة على العرب، مشيراً إلى أن اليمن محطة للانطلاق إلى مكة والمدينة، وجماعتنا يلوثون في عالم السياسة الدولية كما تلوث البقر. وعن مجلس التعاون الخليجي ولماذا تعثرت مسيرته بالمقارنة بالاتحاد الأوربي، رغم القواسم المشتركة بين دول المجلس، قال أستاذ العلوم السياسية: «الأوروبيون كانوا جادين عندما شكلوا اتحادهم ووراءهم شعوبًا تحاسبهم، أما جماعتنا في الخليج فكانوا مضطرين لإنشاء مجلس التعاون 1981، لتلافي تداعيات الحرب العراقية الإيرانية، وليس وراءهم شعوب تحاسبهم على التقصير». وأضاف: إن «سلطات الخليج لا تتفهم موضوع الخلافات بينها، لأنها سلط شبه أمية ولم تعتد على الحوارات والمطارحات الفكرية، ولذلك سرعان ما تضيق بأي خلاف فتنقاد إلى حل أسهل وهو القطيعة وذلك بالإشارة إلى مرحلة الخلافات الخليجية، التي أدت إلى سحب السفراء بين بعض الدول». وحول موقف دول مجلس التعاون الخليجي من ثورات الربيع العربي، ولماذا تتدخل بعضها وبشراسة لإجهاضها بشكل علني وسافر؟، أوضح الدكتور النفيسي قائلاً: «تعارض بعض دول التعاون الخليجي ثورات الربيع العربي مصداقًا لقول الحق (يحسبون كل صيحة عليهم)، ولا أعتقد بأن ثورات الربيع العربي تهدد أنظمة الخليج في المدى المنظور من السنوات وعلى المدى البعيد، فالتهديد- إن وجد – فهو نظريًا وليس عمليًا». وحول موقف مجلس التعاون الخليجي المتباين من انقلاب الحوثي في اليمن وانقلاب العسكر في مصر، قال إن «الغريب فعلًا أن تؤيد دول الخليج الانقلاب على الشرعية في مصر وتعارضه في اليمن، هذا دليل مادي على غياب السوية الفكرية». وكان الدكتور النفيسي، قد أوضح في تصريحات سابقة في برنامج حراك على فضائية فور شباب، أن مؤشرات السياسة السعودية في العهد الجديد تبنئ بأن العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز، سوف يرسم مشهدًا جديدًا للشرق الأوسط، مضيفًا: «أشعر منذ فترة حكم الملك فهد بن عبد العزيز، ان المملكة اكتسبت خبرة سياسية وتكاد تدخل ساحة البرجماتية، وأكاد أجزم أن هناك روحًا من البرجماتية التي أتمنى أن تثمر شيئًا جديدًا». وتابع النفيسي: «ناديتُ منذ زمن بتحالف سعودي- تركي؛ لأن هذا التحالف سيتمكن من إنقاذ المنطقة في مواجهتها أمام التمدد الشيعي الصفوي». وشدد على ضرورة عدم إضاعة الفرصة للتأسيس لحلف بين المملكة العربية السعودية بصفتها قطب رئيسي في العالم الإسلامي السني ، وتركيا التي تحمل إرثًا سنيًا وإسلاميًا منذ دولة الخلافة العثمانية، مشيرًا إلى أنه في تصوره فإن اللقاء السعودي – التركي هو الوحيد الذي يمكن أن يعطي الأمل في إيجاد حل للوضع الراهن الآن إقليميًا وحتى خليجيًا، وأن التحالف مع تركيا هو الذي يمكن أن ينقذ الخليج، مما وصفه بالتمدد الصفوي الذي تشهده إيران في الفترة الراهنة.