اثبتت المرحلة الحالية من ثورتنا في الجنوب وخصوصا بان القيادة الجنوبية لم تنال رضا الشارع الجنوبي على الاطلاق واصبحت هي العقبة الوحيدة امام تقدم ثورتنا نحو الامام وذلك نتيجة كثرة المكونات الثورية التي اصبحت عباء كبير على ثورتنا وافرزت قيادات ثورية اكتظ بها الشارع في الجنوب واصبحت تتناحر مع بعضها البعض وسلطت سهامها نحو بعضها البعض , ومع كل هذا اليوم الفرصة ذهبية وسانحة للجنوبين لمواجهة تآمرات صنعاء والتي تتنصل من أي اتفاق يوقعونه على انفسهم واخر هذه الاتفاقات التنصل من مخرجات الحوار والذي حظي برعاية اقليمية ودولية يرغم تزوير ممثلين شعب الجنوب بالحوار الا ان من استنسخوهم اليوم يهربون من صنعاء الى عدن , وما مؤتمر الحوثين الذي عقدوه خلال اليومين الماضين الا مرحلة جديدة لتامر على قضيتنا لدفنها ولو ادى ذلك لاجتياحهم الجنوب مرة اخرى مثلما اجتاحوه في العام 94م , وليس امامنا في الجنوب بعد قرارات مؤتمر الحوثيين من وجهة نظري الا الاتي : 1- الاتفاق على مجلس رئاسي بواقع تسعة افراد ستة يمثلون المحافظات الجنوبية يم الاداري قبل العام 90م يضاف الى الستة ممثل لمحافظة الضالع وممثل لسقطرى والتاسع هو الرئيس الشرعي المتفق علية من قبل شعب الجنوب وهو الرئيس على سالم البيض بحيث تتفق المحافظات على مندوبيها الثمانية بالتوافق فالجنوب اليوم بحاجة لمجلس رئاسي تتمثل فيه جميع محافظات الجنوب بالتساوي وليس بحاجة لزعيم واحد فقط وهذا يجب ان يكون ردا على مخرجات مؤتمر الحوثين وسيحظى بأجماع وتايد دولي وخليجي واقليمي وعربي واسلامي بل ليس امام الشمالين المعارضين للحوثي الا تايد المجلس الرئاسي الجنوبي ليس حباء للجنوب وشعبة او احترام لعدالة قضيته ولكن لا فشال مخططات الحوثي للاستحواذ على السلطة في الشمال وتهميش بقية القوى السياسية , وعلى الجنوبين اليوم ان يفهمون ان على عبدالله صالح من اجتاح الجنوب في العام 94م هو الوجه الخلفي للسيد عبدالملك الحوثي والذي ينوي اجتياح الجنوب اليوم ليعيد نفس السيناريو بل سيكون سيناريو اسوا من سيناريو 94م , ولهذا على ابناء الجنوب القبول والتنازل لبعضهم البعض مثلما ظلوا يقدمون التنازلات لصنعاء اليوم مطلوب منه التنازلات لبعضهم البعض ان كانوا مؤمنين بقضية شعبنا وحقة في الاستقلال وتقرير المصير. 2- الخيار الثاني هو العودة الى الحكومة الجنوبية التي تم تشكيلها في فترة الحرب في 94م مع استبعاد كل من لازال مرتبط بالاحتلال ارتباط وثيق جدا واستبداله من قيادات الحراك ومن المحافظات التي لم تتمثل في حكومة 94م واخذ بعين الاعتبار الابطال من تركو صنعاء وحددوا قراراهم مع شعب الجنوب وايضا الشباب والمرأة وتطمين العالم ان دولة الجنوب القادمة لن تكون لا قبل ولا بعد العام 67م . اعتقد اليوم غير هذا الامر اصبح مضيعة للوقت وتامر على القضية الجنوبية وعلى الجنوبين القبول بان يكونون مرؤوسين وليس رؤساء فقط ولتنظر كل القيادات الى الشهداء اللذين قدموا ارواحهم رخيصة ولا ينتظرون الا حياة كريمة وعز ورفعة لهذا الشعب الصابر , كما ان عليهم ان يعلمون ان الوقت من ذهب فالملعب اليوم والكرة برجل الجنوبين وعلى الجنوبين الاسراع في تسديد هذا الهدف في مرمى صنعاء فاذا خرجت الكرة خارج الشباك فمعناة الانتظار للعب اشواط اضافية قد تسدد صنعا اهداف في مرمى الجنوب اذا رتبت صنعاء اوراقها , واليوم العالم جميعا سيرفض وسيعزل الحوثين في الشمال عزلا سياسيا , يضاف الية القوى السياسية في الشمال والتي اطاح بها الحوثين ولا تعترف باي شرعية للحوثين سنرى هذه القوى تقف الى جانب ابناء الجنوب وتدعم مطالبهم امام المجتمع الدولي و سيقف الى جانبنا بكل ما اوتي من قوة ولكن اذا ظلت قيادتنا تتباطأ في الخروج بقيادة جنوبية موحدة وظلت تتناحر فالعالم العربي والدولي والاقليمي بكل تأكيد سيجبر بالتعامل مع الحوثين والتطبيع معهم لكونهم فرضوا انفسهم كأمر واقع على الجميع وسنرى المواقف تتغير ضد ثورتنا .