في ريف أبين وحتى في شبوة ومناطق أخرى قدمت كرة القدم كثير من الأسماء الجميلة التي وضعت لنفسها شكلا جميلا مع اللعبة على مدار سنوات طويلة ، بعيدا عن الأضواء وعن عدن على وجه التحديد بصفتها حاضنة الموهوبين وصناع الفارق بألوان التلال والوحدة والشعلة وشمسان والميناء .. ففي سنوات ماضية مقابل العام 90م ، لم يكن باستطاعة احد أن يأتي ليرتدي تلك الألوان بسهولة ليخوض مشاور برفقة نجومها الكبار أصحاب المراتب العالية . ومع أن الحديث عن أبين وأريافها حيث يقال أنها ولادة النجوم ، فان سطوري هذه المرة تنتسب إلى النجم العرفاني في مدينة لودر سلال علوان .. الذي قدم مشوار كرويا امتد بين عقد الثمانينات وقليلا من التسعينات ، وكان فيه اسما يرتبط بجزئية اللمسة الجميلة في وسط الملعب كصانع العاب ماهر تميز بأدائه وكانا اسما يمر إلى قلوب العشاق بمساحة كبيرة وان لم تصل إلى المدى البعيد باعتبار أن أبناء الريف في تلك السنوات كانوا يجدون الصعوبة في الذهاب إلى عدن لأسباب كثيرة ، ثم أن غيابهم عن الأضواء يحرمهم من حقوق عدة . عرفت هذا النجم الكبير في أروقة الرياضة الابينية ، في سنوات مبكرة من عمري حين سنحت لي الفرصة بان أخوض تجربة بالوان نادي عرفان برفقة لاعبون عدة منهم السلال والإخوان البارك ومحمدي درعان وإبراهيم الصارطي ومحمد العنبري ومحمد البلة وآخرون ، وحينها رأيت بأم عيني لاعبا بقدرات عالية تبرز جمال اللمسة في أداءه ، تشعر من خلاله بأنه يلعب للمتعة التي لا يرضى فيها بان يعامل الكرة إلا بروح اللاعب الكبير الذي يقدم سيمفونية جميلة برفقة زملائه في تشكيلة الفريق العرفاني .. هذا السلال كان متميز ولاعب من ذوي القدرات الرائعة وان لم يذهب صوب الشهرة والأضواء ، فقد كان خصلة من خصال روعة الأداء العرفاني القوي الذي كان حين تسنح الفرصة بالقدوم إلى عدن ليواجه التلال والوحدة والفرق الأخرى ن لأي قبل إلا أن يكون نداء وخصما يثير الرعب في صفوف هذه الفرق حتى حين يخسر بهدف أو هدفين أمام نجوم وأسماء كبيرة جدا. في ذكرياته الجميلة مع مشاوره الكروي الطيب بألوان صفراء في لودر ، يتذكر النجم ألسلالي ، هدفا أحرزه يوما في شباك فريق شمسان العريق بلعبة أكروباتية انتسبت إلى قدرته على صناعة الجمال وهو يتعامل مع اللحظة واللعبة والكرة المرسلة من الزميل ، فيومها كان له موعدا رائع في ملعب حسين باوزير في المعلا ، يخدش شباك حارس شمسان حسين الميسري بأناقة وروعة صفق لها كل من التزم مدرجات ملعب المباراة .. حتى انه يوما كشف عن موهبة طيبة كانت تضعه في تشكيلة مختارة لمنتخب الناشئين في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية " الجنوب" لولا ظروف قاهرة منعته من التواجد والعبور ربما إلى محطة أكثر تألقا مادام في المخزون موهبة وقدرات عالية. كثيرة هي محطات التميز في رفقة نجم السطور العرفاني المتألق في سنوات مضت ، فقد كان من ذوي المزايا الرائعة في رفقة جيلا لم يأتي الزمان بمثله في عرفان ، فزمن السلال وعلي درعان لم يكرر ولن يكون له شبيه .. وتبقى السطور التي وضعناها هنا ، ماهي إلا حديث عن نجومية لاعب قدم نفسه وأداءه ليبقى في الأذهان شاهدا على نجومية كبيرة عانقت كرة القدم هناك في لودر وأبين حيث نكهة اللعبة ذات سمه خاصة . يتذكرون في لودر وفي أبين وحتى في عدن ، هذا اللاعب بإعجاب شديد ، لان مقارعة النجوم الكبار في الأندية لكبيرة كان له مواعيد خاصة تأتي فيه فرق مغمورة محملة بقدرات لاعبين كبار ، هذا النجم العرفاني واحدا منهم ومن كانوا يستحقون أن يمروا إلى ظروف أفضل ليقدم الأفضل مع اللعبة التي امتلك قدرات عالية فيها . كل الحب والتقدير للعرفاني الجميل صاحب الأخلاق الدمثة والرائعة " سلال علوان" ستبقى ذكرياتك مع كرة القدم ذكريات لنا ففيها اجتمعنا ومن خلالها التقيت أنت بكثير من الأسماء اللامعة زميلا وخصما ..أدام الله صحتك.