لا شك بأن الشعب الجنوبي يتابع كل صغيرة وكبيرة والكثيرون يتفاعلون معها بمشاعر وتحليلات شخصية بعيده عن العمل السياسي فمنهم من يري السلبيات ومنهم من يري الإيجابيات وهذا شيء لاخلاف فيه ولكن المشكلة بأن نستمر بالغباء السياسي وهو أن نطلق احكام علي كل صغيرة وكبيرة تصل إلى التخوين والعمالة والعنصرية و سرعان ما يتفاعل معها أو ضدها الكثيرون لتوافقها مع رغباتهم وتوجهاتهم الشخصية وهذا هو الغباء السياسي المقصود بهذا المقال لأنه يجب أن يعي الجميع أننا في حالة طوارئ وأن الرغبات الشخصية والمثالية لا يعمل بها متي ما تعارضت مع الواقع السياسى الحالي ولذلك يجب أن نتفاعل مع كل حدث من منطلق المرحلة الإنتقالية التي نعيشها وعلي سبيل المثال تحدث معي صديق معترض علي تعيين اللواء الزبيدي محافظ عدن واللواء شلال مدير الأمن وقدوم أبناء الضالع لحماية عدن. وقال: ماصدقنا غيرو المحافظ اليافعي جابوا لنا ضالعي هذة عدن يجب أن يكون المحافظ ومدير الأمن من أبناء عدن . قلت له : البكري لم يترك عدن عندما هرب الجميع لكن بتقول أنا يافعي أدافع عليه . قال : لا انت من عدن . حينها ضحكت لأن تصنيف الأشخاص يجب أن نتجاوزة إذا أردنا وطن . قلت : أنامعك عدن يجب أن يكون المحافظ من أبناء عدن أعطينا البديل عنه من يستطيع من عدن أن يكون محافظ ومعه قوة عسكرية لحمايتها في هذا الظرف الإستتنائي الذي وصلنا فية الي إستشهاد المحافظ ابن عدن. هنا سكت لذلك اقولها بكل صراحة نحن بحاجة الى مراجعة أنفسنا و التكيف مع الوضع الإستتنائي وأن لا ننقاد وراء القيل والقال الذي يؤدي الي الفرقة والتشرذم فيتوجب علينا أن نساند كل من يخدم الجنوب بغض النظرمن اين يكون وأن نتقبل الرأي المخالف ونحاورة بأدب وإحترام إماأن يقنعنا او نقنعه بالرأي وإن اختلفنا فلايجب أن يؤدي ذلك للتخوين فنحن بحاجه أن نعمل سوياً لخلق بيئة صحية للعمل السياسي لإخراج الجنوب من حالة السكون والترقب لإنتظار المجهول وأن نستفيد من التجارب السياسية السابقة فالسياسة تبعد أميال عن الواجب والأخلاق . فمن كان يصدق في يوم من الأيام أن نتوحد مع الشمال أو أن قيادات الحزب الإشتراكي بعد الحرب علية في 1994سيتحالف مع الإصلاح بإسم كتلة المشترك. ومن يصدق أن المؤتمر الشعبي العام الذي أقام حربين علي الجنوب أن يرضى عنه فلازالت قيادات في المؤتمر تحكم عدن . وهنا اقولها بصراحة جميع الأحزاب السياسية التي حكمت الجنوب لم نري ولن نري فيها خير للجنوب ولكن ذلك لايعني أن كل الحزبيين لا خير فيهم للجنوب فهناك اشخاص انحني امام أخلاقهم أكانوا من الإصلاح أو المؤتمر أو الاشتراكي فهم محل احترام وتقدير ووطنية ولا يزايد عليهم إلا جاحد ولكن هذه المرحلة الاستثنائية نحتاج الي من يعمل لصالح الجنوب فقط وليس لصالح حزب أو جماعه أو قبيلة . كما اري أن اي تكتلات قبلية او سياسية او مقاومة لاتنفتح علي الجميع في عدن فهي لا تخدم الجنوب بل أنها ستهدمه بقصد أو بدون قصد . وايضا من أبشع صور الغباء السياسي الموروث من الماضى المشؤوم عندما نسمع تخوين جنوبي أو وصفه بالعنصرية أو أنه عميل لأنه قابل فلان او تخوين فلان لأنه قال رأي مخالف لرأينا وتخوين فلان لأنه كان يعمل مع فلان . والأبشع من ذلك الغباء و التخلف عندما نري شخص يقيم منطقة بأكملها بناءً علي تصرف شخصي قام به فرد او افراد من تلك المنطقة . يجب علينا أن نترفع عن تصرفات الماضي التي تصيب الواحد بالغثيان فحرب 94 انتصر فيها عفاش بسبب كره الجنوبين لأفعال الماضي فلا نكررها وإلا لكرهنا بعضنا وانهزم الجنوب . لذلك يجب أن نتعامل مع كل شخص بإحترام و تقدير بغض النظر عن موقفه ومن يثبت عليه شيء ضد الجنوب نترك القضاء يقول كلمته و أن نقبل الرأي والرأي الآخر. وإن وجدت مخالفات لاترضينا فهي مؤقتة فدولة الجنوب قادمه لامحالة إن غيرنا نفوسنا وسلوكنا وافكارنا بترك مخلفات الماضي فحينها لن يصح إلا الصحيح . آما إذا استمرينا ببقاء الحال على ماهو عليه فإننا سنهزم ولن نري الجنوب متعافي ولو بعد ألف عام . المحامي فؤادمحمدالجرادي