تطل علينا غدا الذكرى ال 49 ليوم الإستقلال الوطني 30 نوفمبر 67م يوم تم فيه إعلان قيام دوله الجنوب الحرة المستقلة جمهوريه اليمن الجنوبية الشعبية ولذلك بقدر ماهذه المناسبة عزيزة على قلوبنا بقدر ماتتطلب مننا وقفة تأمل للمقارنة بين ثورة وثوارا لامس وثورة وثوار اليوم مع قناعتنا وادراكنا لاختلاف الزمان والظروف الا أننا ان خضعنا الثورتين والثوار لمثل هذه المقارنة والمفاضلة فان النتجة سوف تكون بدون شك لصالح ثورة وثوار الامس وسوف نحاول هنا ان نورد بعض من هذه المقارنات كما يلي. . 1 .. ثورة الأمس كانت واضحة الأهداف والوسائل وعلى سبيل المثال فقد امتلكت الجبهة القومية ميثاق واضحة الأهداف بينما ثورة وثوار اليوم لم يستطيعون أن يتفقون عن ماهي الدولة التي يناضلون من أجلها ولم تستطيع ان توحد لا برامجها ولا شعاراتها ..
2.. ثورة الأمس لاتتجاوز كل فصائلها 5 فصائل تقريبا بينما اليوم أكثر من سبعون مكون..
3.. ثوار الأمس قادوا الشارع بينما ثوار اليوم يقودهم الشارع وظلوا ولا زالوا يلهثون خلفه
4.. ثوار الأمس كان يجري انتقاؤهم وفق مواصفات لشروط العضوية بما في ذلك اداء القسم وشكلوا مجموعة متجانسة بينما ثوار اليوم لا توجد اي ضوابط او موصفات العضوية بل وأصبح كل من يرفع علم الجنوب ثائر. .
5.. ثوار الامس كانوا يؤمنون في مبادئ ويبحثون عن وطن بتجرد من الذات عكس بعض ثوار اليوم .
6.. ثوار أمس تميز الغالبية منهم بالنزاهة فلم نسمع عن اي منهم أنه اختلس او ارتشي بل رحل الكثير منهم فقيرا لم يترك لأسرته شيء عكس بعض ثوار اليوم الذين حولوا القضية الجنوبية إلى تجارة
7.. ثوار الامس كانوا قمة في الإخلاص والتفاني في خدمة الوطن وفي الموقف من العمل والحفاط على الممتلكات العامة وروح المبادرة الخ .. وهي أمور قل ماتجدها في ثوار اليوم ..
8.. ثوار الامس كانوا يمتلكون مشروع دولة لذلك استطاعوا أن يوحدون أكثر من 23 سلطنه وإمارة ومشيخة في دولة مركزية واحدة على كل تراب الجنوب واستطاعوا بناء وإيجاد أجهزة ومؤسسات الدولة في كل قرى وارياف الجنوب ونقلوا كل قبائل الجنوب إلى المجتمع المدني ودولة النظام والقانون. .
الخلاصة ان مايميز ثوار الامس وشكل مصدر قوتهم هي النزاهة والإخلاص والتفاني للثورة والوطن وحب العمل بغض النظر عن بعض الأخطاء والسلبيات التى رافقت مسيرة النظام السابق..
فتحية لثورة أكتوبر المجيدة وتحية لكل الثوار الابطال فما أحوج الجنوب اليوم إلى مثل هولاء الثوار المتجردين من الذات عشاق الوطن ...