الحرب التي لا تنقضي وتتمدد في حلقه مفرغه دون تحقيق اهدافها تدخل اطوار العبث من دونما جدوى ولو وجدت الخيارات البديلة لحسمها والتي لطالما تغيرت حسب اولويات ما تفرضه تطورات الحرب التي لاتنتهي كما ابتدأت مطلقآ..وحرب السعودية في اليمن الشمالي الى الان حرب بدأت تلفظ انفاس النهاية المجهولة وهي تارة تفضل استمرارها وتاره تفعل السلام المشروط في ضمان الامن على تماس حدودها المترامية الطويلة في مستقبل لا تثق الرياض فيه بصنعاء التي لم تعد كما كانت منذ سقطت بيد الحوثيين.. ومع هذا لا يبدي السعوديين اي ممانعة في صنع سلام دائم ينهي الحرب ويضمن الامن في المستقبل ولعل تصريحات وزير الخارجية السعودي الأخيرة فيها من المرونة الدبلوماسية كموقف يتماهى كثيرا مع الواقع الذي مازالت الحرب تتعثر في حسمه كثيرا حين قال الجبير ان بلاده والتحالف العربي انجزوا الكثير في سبيل حمايه الحكومة الشرعية من الانقلاب! وهنا تبرز اشكاليه المأزق العسكري للرياض وتحالفها الذي شن الحرب قبل عامين لأعاده الشرعية واسقاط الانقلاب!!وفي تصريح الجبير اكثر من اشاره على تراجع وتيره الحسم الذي لم يتحقق في الشمال حتى الساعة والذي يجعل لخيار السلام مع خصوم السعودية الانقلابيين الحوثيين وصالح متسعآ لتدشين مرحله من السلم الكامل متى ما تنازل الانقلابيين لبعض ما تريده الرياض مستقبلآ!! بيد ان ازدواجيه الانقلاب تجعل من السلام الذي بات من الصعب تحقيقه على المدى القريب تجعل منه سلامآ قد لا يكترث كثيرا للالتزام الحتمي المطلوب من مليشيات عبدالملك الحوثي وقوات صالح القوتان الآتي لم تنل منهما ضراوة ضربات القصف الجوي للسعودية وتحالفها الذي يمر بأسوأ مراحل التحالف منذ بداية الحرب! ولم يعد التباين الذي يطفوا على السطح مابين فتره واخرى بين الرياضوابوظبي خفيآ في اليمن الجنوبي! الرياض ترى ان لا فائدة ترجئ من حسم عسكري وشيك في الشمال وهي تتحالف مع قوى شماليه مناوئة للانقلاب تتعهد بتحقيق النصر مقابل تعزيز وجودها في الجنوب! وابوظبي لا تثق بتاتآ بتلك القوى التي تتخذ ضدها موقفآ عدائيآ ايدلوجيآ يتمثل في فكرها السياسي العضوي كقوى لها انتماء اقليمي عربي ودولي يتبنى الاسلام السياسي! ولا تجد ابوظبي في تحالف الرياض مع تلك القوى عبر شرعيه الرئيس هادي اي جدوى قد تدفع بحسم الحرب عسكريا في الشمال وهي تدعم وبقوه اي الامارات الجيش الوطني للشرعية في الجنوب بعد انتصارات المخاء والساحل الغربي فارضه تقدم الجنوبيين الذين باتوا على مشارف منطقه الخوخة الشمالية في الحديدة والهدف اسقاط الحديدة ومينائها بالكامل! وفي هذا يكمن حجم الفشل الذي تدركه السعودية وقوات الجيش الوطني الشمالي للشرعية عاجزه على تحرير تبه كتبه المصاري التي لا تربوا مساحتها عن كيلومترات ضئيلة المدى!!
واذا توقفنا امام آخر مستجدات الوضع القائم شمالا وجنوبا نجد من المفارقات مالا قد يتصور من التطورات التي قد تعد مؤشرات خطيره في ضل استمرار الحرب وتراجع فرص السلام التي هي كذلك لا يبدوا انها تصب لصالح الشرعية التي يدفع التحالف العربي اثمانآ باهظه في سبيل انتصارها الكامل في الجنوب والمنقوص في الشمال! ومع هذا ورغم ماحققه التحالف حتى الان في اليمن الا انه يخوض غمار مرحله مازالت تبقي على الحوثيين والمخلوع الذين مازالوا هناك في شمال الشمال دون ان تصلهم قوات الجيش الوطني الشمالي الذي مازال يجدد عهده في اسقاط الانقلاب وتحرير صنعاء! وقد لايتغير شيء يذكر في معادله يجيد لاعبوها في اليمن الشمالي مالايجيده لاعبوها في اليمن الجنوبي! ومابين الحرب والسلام اليوم في اليمن حقيقه اقرب الى المنطق الذي تتباين الرياضوابوظبي عليها كثيرآ وهي ان الحرب شماليه جنوبيه لا تختلف كثيرآ عن حرب ما بعد وحده العام تسعين التي ادارت الرياض لها ظهرها بعد ان وضعت اوزارها التي تراكمت بعد اكثر من عشرين عام لتندلع من جديد تزامنآ مع تطورات اقليميه جعلت السعودية تخوض حربآ ومازالت خشيه أقلية زيديه تبنتها طهران في غفوه سعودية تدفع لها الرياض اليوم ثمنآ كبيرآ والخطر مازال قائمآ..!!