ان ما حدث من تغييرات واقالة محافظ محافظة عدن لم يكن مفاجئا كما تصوره البعض.. وكنا نود ان لا يشارك الحراك الجنوبي ممثلا بقيادته ورموزه المتعددة في السلطة وان يبتعد عن الفخ المرسوم له منذ عام 2010م. ووفع الحراك في شراك خطط له بأحكام وعناية . وتم ذلك من خلال توزيع المناصب السياسية والعسكرية واغراء الجميع بشهوة النفوذ ولذة المال والمسؤولية لإغراقهم في وحل الازمات الطاحنة والمتراكمة منذ اعوام وتحميلهم كافة المسؤولية ازاء تدهور اوضاع المجتمع وسوء حالة الجموع . بل لقد حذرنا من حدوث ذلك منذ عام و نصف وكنا نتمنى من رموز وقادة الحراك الجنوبي الابتعاد تماما عن الوقوع في هذا الفخ المرسوم له تم التخطيط له بدهاء ومكر وخبث. فقبل ان يكون شريكا ومتحالفا مع قوى وسلطة غارقة في وحل ومستنقع الفساد واستخدم كورقة سياسية آنية لإغراقه في آتون صراعات مستمرة لا تنتهي وللأسف وقع هؤلاء القادة ورموز الحراك في الشرك المرسوم لها. . لقلة خبرتها السياسية وعدم الرؤية والحنكة الواقعية وحسن ظنها وطيبة نواياها كل هذه الامور جعلته مطيه وقمه سهله الابتلاع فوزعت لهم المناصب واغرقتهم في سياستها المعلنة وهي سياسة الفساد والافساد المنظم والممنهج. فاستطاعت شرعية الفساد بتوزيع الادوار ورسم الخطط لتفكيك الحراك وتمزيقه وتفكيك بنيانه وصلابته وتاريخ نضالاته الوطنية وكبح جماحه بإغراءات ومناصب ومغانم جعلته ينساق اليها بوعي او دونه وصارت قيادات ورموز الحراك غارقه في لهثها المحموم خلف السلطة والنفوذ فتاهت وسط هذه التيه والفساد ففقدت البوصلة الحقة وضاعت معها احلام كل الجنوبيين الاحرار بحق تقرير مصيرهم واستعادة دولتهم المسلوبة منذ عام 1190م. ان قادة ورموز الحراك الجنوبي قد ارتكبوا اكبر خطا تاريخي في حياتها.. وهاهي اولى مؤثرات نتائج ما أقدمت علية من اخطاء تراكمت من خلال انغماسها وموافقتها في اشراكها مع سلطة مازومة وفاسدة فدعت مجاميع هائلة من شباب وكوادر الحراك الى دفعها في حروب مستمرة.. واستغلت ظروف العديد منهم ماديا فوزعت لهم حفنة من الريالات الممزوجة بدم هؤلاء الشباب الضحايا اللذين تم سوفهم لمعارك ومهالك ومستنقع لانهاية له فاستشهد العديد منهم وجرح الكثير منهم وكأنهم عبيد فقط في محرقة الشرعية الفاسدة. لقد مورس بحق الحراك سياسية جهنمية.. ضمن سيناريو محكم رافق ذلك حملات ماكنه اعلامية شوهت مدارك عقول شبابنا الخير.. فوقعوا في الفخ كغيرهم من قادتهم ورموز حراكهم وضاع حراكهم الجنوبي وصارت قواه وبدا العد التنازلي للتخلص من هكذا قيادات حراكيه صارت عبئيا على شرعية اخطبوط الفساد وقواه المتخلفة الملطخة تاريخيا بعار ودماء الجنوبيين الاحرار على مدار اعوام من هنا صارت الحقائب والمناصب كما قناهه مرارا وصورناه بصدق الغاما وقنابل مؤقته قابله للانفجار متى ما أرادو سيدهم وشيخهم الاحمر الفاشي. انها تجربة مريرة عاشها الحراك الجنوبي فاكتوى بنيرانها وفقد كثيرا من صلابته وهويته بعد ان نجح هؤلاء الشرعيون التافهون فرملة عجلة قيادته والبطء في سيرة وأبعاده عن هدفة ومستقبل امه وشعب عاش ردحا طويلا من الزمن يعاني ويلات القهر والعسف والفقر والعوز المميت والقاتل. فبعد كل هذا هل يستطيع الحراك لم صفوفه والخوض الشاق في معركة المصير وهدفة المرسوم له وطنيا وتاريخيا وهل يتمكن من ممارسة دورة الطليعي والوطني لا عادة رسم سياسته وبرامجه وفق نهج موضوعي وسليم ويبدا اولى مشواره لرسم سياسه جادة ويبدء بتكوين اطار سياسي وتنظيمي لعقد مؤتمره الاول التأسيس للحراك الجنوبي من اجل حق تقرير المصير وبناء دولته الجنوبية الجديدة اكاد اجزم وانا على ثقة كامله بان هناك قيادات وكوادر شابه ورمزو سياسيه في الحراك الجنوبي سياسيا وعسكريا لم تزل اياديها بيضا لم تتلطخ بالفساد وشراء الذمم وسجلاتها لازالت ناصعه البياض فهؤلاء هم العادون على مواصلة المشوار والخوض في معركة التحرير وتقرير المصير وفق خطط مدروسة ومنهج واضح و استراتيجية موحدة وبناءة. على قوى الحراك الجنوبي الاستفادة من اخطاءه وعدم الانغماس اكثر في مشاريع السلطة الفاسدة والبحث الفوري عن دروة الحقيقي والتاريخي نحو مستقبل جنوبي حر ووطن اخر خالي من براثن واوصال شرعية الافساد والنهب والقتل والابادة. اننا على يقين من قدرة القيادات الجنوبية على تجاوز المحنة والوقوف بثبات لمواصلة مشوارهم الثوري التحرري الكامل. والتركيز الهام على استكمال دورة وفق فهم حقيق وموضوعي لحركة التاريخ والوعي القادر على المواجهة والصمود والثبات ومواجهة كافة التحديات بإرادة قويه وفولاذيه لا تعرف الخنوع او اليائس او لتراجع . وان كانت هناك قيادات او بعض رموز من الحراك قد ذاقت حلاوة السلطة والانغماس في فسادها فهذا لا يعني ان نرفع أيادينا للاستسلام ونحمد الرب ان هذا حصل ونحن في اولى خطواتنا لنتخلص من بؤر وحفنة وشلل كانت عبء علينا ومكلبه خطانا وسارت في طريق رسم لها بقناعتها ورضاها واتخذت طريقها ولتتحمل نتائج سيرها في هذا الدرب الذي ساقت نفسه فيه وتكون مسؤوله تاريخيا عن قرارها نقولها بأمانه على قيادة الحراك الاستفادة من هذه التجربة القاسية وليكن درسها الاخير في هذه السلطة الفاسدة ولتواصل مسيرة لتحديد هدفها ومصيرها التاريخي . وربنا معكم.