عندما ترى بأم عينيك وتراقب الاوضاع عن كثب تشعر بالاسى والالم يجتاح جوانبك فتصاب بكابوس دائم عالق على صدرك بحلمة الذي لا يبرح منافك بعد، فيخلق في ذاتك احباطا وياسا شديدا . (فمصائب قوم عند قوم فوائد) هو مثال حي وحقيقي ويجري تنفيذه وتطبيقه في وضعنا الراهن .. فكثرة هم المصائب فكلما زادت وتوسعت وطالت كلما صاحب ذلك منافع و فوائد جمه لأرباب عاشوا على مشاهدة انين الغلابة واهات المكلومين واستثمارها بمزيد من العناء والشقاء فتزداد معه شراسة المنافع وجمع المغانم والسطو المقرون بعذابات الناس فالشكوى لغير الله مذلة. لهذا تظل استمرارية المصائب ودوام انتشارها وتوسعها هي اكثر إفادة وجدوى لبقاء ديمومة لصوص الثروة و الثورة.. وباسم الثورة. وباسم المقاومة والحروب المتعددة يصبح كل شيء مباح وفي متناول اليد مبهوتة وايسر وبدون عناء .. في ظل لهث المواطن خلف معاشه المتأخر او المسلوب، وكهرباء منتهية الصلاحية ومياه معدومة تماما ومعيشة صعبة وعسيرة في ظل غلاء قاتل ومميت وضمائر نخرها سوى الطهش و اللهط والحرفنة لاستغلال هذه المصائب وتحويلها الى فوائد جمة .. تعيش على ديدان كل المراحل وبراغيث كل زمن . فازدياد معاناة الناس وعسفها والعوز القاهر يعني مزيدا من شراسة الوحوش المسؤولة دستوريا على هذه المصائب والفوائد الماثلة من استمراراها فاغلب القادة والمسؤولين عائشين فقصورهم و فنادق الخمسة نجوم وما اكثر النشطاء والمحللين و الخبراء الاستراتيجيين حين يطلون علينا بوجوههم الملونة بمساحيق الكذب والرياء والنفاق المدفوع اجرة . كعملية ارتزاق يمارس علنا وباسم الوطن والحرية والخطب المقززة المكررة بسذاجة وهبل مفضوح وعاري. ولا تجد احدا منهم يبادر بسؤال نفسة عن فائدة بقاؤه في خارج وطنة وما لجدوى من اغترابه ومدى قدرته على التكوين والمناورة والتمكين ولإغرابه في ذلك.. كونهم يتاجرون بوطن قتلته الحروب والمجاعة والدمار الرهيب . فيجدون باستمرارية الحرب وطول امدها فائدة عظيمة لكسب الرخيص والغير شاق وتجارة رابحة فتتعاظم ارصدتهم وتتكاثر ويزداد نهبهم الضار بهذا الوطن.. وهم يعلمون حتما بانهم تجار للحروب وبائعي الاوطان مقابل حفنه من الاوراق الخضراء المخضبة و الممزوجة بالدم لهؤلاء الطفيليون الذين عاشوا على بقايا جثث الضحايا وامتصوا دماء واكلوا لحوما من البشر الا يكفيكم هذا الشحت والتسول والعيش عالة على انفسكم اولا ثم على من اتخذتم مطية ودراويش لسرك أبطاله غارقون ببحور من الكذب واللهث خلف الاهواء والعملات الملونة المتعددة المصدر والمنشأ؟!! حتما كل هؤلاء القابعين في فنادق الخارج ومنتزهات و ملاهي ونوادي الهوى الليلي والصخب المزدوج بلياليه الحمراء والسهر المحموم وكانه واجب حتمي ووطني.. بالله عليكم من منكم قد فاق وعرف قدر نفسة وعاد للوطن للعيش مع واقع حي يحياه الناس ويتألمون لبقاء طاعون اللهث خلف المال الملوث بتجارة الموت والحروب والدمار الرهيب!! أسئلة عديدة تحتاج الى اجابات على من اتخذ مصائب قومة فائدة عظيمة وفرصة جاءت بدون مقدمات او نتائج او استعادة لقيم ومثل وضمائر قتلتها روح المتاجرة بالأوطان والامل في بقاء كوارث ومصائب هذا الزمن متمرة والمتاجرة بدماء الشرفاء .. حقا مصائب قوم عند قوم فوائد..!!