قال عضو مؤتمر الحوار الوطني الدكتور متعب بازياد إن هناك إجماع حضرمي على مطلب (إقليم حضرموت)، وهذا بقدر ما يشكل حافزا للعمل سويا نحو دولة اتحادية فانه في وقت نفسه اكبر عقبة أمام تحقيق اجندة الحرب المعلنة التي يخوضها الانقلابيون على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني رفضا لفيدرالية الدولة. جاء ذلك خلال محاضرة سياسية ألقاها في منتدى العم سعد للتنمية الثقافية بمدينة تريم بحضرموت مساء يوم الاثنين بعنوان " مستقبل حضرموت في ظل المتغيرات". ولفت الدكتور بازياد الذي يشغل حاليا منصب مستشار رئيس الحكومة إلى أن هناك تواءم وتوافق كبير بين وثيقة مؤتمر الحوار الوطني، ووثيقة الرؤية والمسار، وكذا مقررات مؤتمر حضرموت الجامع ولايوجد تناقض بينها، لكن لكل واحدة من تلك الوثائق السياسية ظروفها المختلفة. فالمطالب التي نرفعها نحن في حضرموت تختلف بكل تاكيد عندما نكون بصدد صيغة توافقية مع شركاء الوطن من اجل تكامل المصالح والحفاظ على كيان الدولة الاتحادية القوي. وأوضح بازياد أن الشعب في حضرموت وغيرها من المحافظات والاقاليم هو الضامن لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني فليتحرك الناس للتمسك بحقوقهم بعيدا عن السلبية والانتظار والحكومة الشرعية تتبني هذا البرنامج السياسي الانتقالي المتوافق علية والذي يحضي بدعم ورعاية دولية واقليمية لكن الحكومة لديها اليوم مهام كبرى في التصدي للانقلاب وتوفير الخدمات بالمناطق المحررة والاغاثة وغيرها. مضيفا أن التنازل عن مطالب وحقوق حضرموت او الانتقاص منها في الوقت الحالي هو من الغباء السياسي وضياع لفرص كبيرة لن تتكرر. ودعا عضو مؤتمر الحوار الوطني إلى تعزيز السلطات المحلية بحضرموت لتكون على مستوى جيد من البنية الإدارية الموسسية وتطوير وتنمية الاوعية الايرادية لتحقيق استقرار في توفير الخدمات الاساسية وفي مقدمتها قطاع الامن العام والكهرباء والتعليم والصحة تهيئة للنظام الفيدرالي الذي لاحياد عنه. مطالبا بتخندق جميع أبناء حضرموت خلف حقوقهم ومطالبهم.دون الالتفات لاي تباينات فرعية وثانوية في وجهات النظر السياسية.. فالحقوق تجمعنا ولسنا بصدد تنافس حزبي او انتخابي.. وانما نحن اليوم في عملية بناء تتطلب مشاركة الجميع. وقال "يجب علينا في حضرموت أن نتقن التكتيك السياسي بعيدا عن التخوين والتكفير، ولنترك الخوض في التفاصيل لمرحلة قادمة". وقال إن من يروج للتراجع عن مخرجات مؤتمر الحوار وأن وضع ما بعد الحرب ليس كما قبلها هم ميلشيا الحوثي وصالح ومن يتماشى مع هذا الخطاب يخدم لا يخدم الا تحالف الانقلابيين. وبخصوص نسبة الاقاليم من مواردها في الدولة الاتحادية أكد بازياد أن وثيقة مؤمر الحوار لم تحدد نسبة معينة وإنما وضعت خطوط عريضة لتحديد هذه النسبة، مع إعطاء حكومة الإقليم الإشراف المباشر في مجال الاستثمار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية ورسمت للحكومة الاقليمية دورا قياديا وليس تابعا في عملية التنمية. وأكد بازياد أنه لاتوجد وثيقة أو برنامج سياسي عليه اجماع محي ودولي مثل وثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والتي باتت من المرجعيات المعتمدة بمجلس الأمن والجامعة العربية بشأن ملف اليمن بل اضحى تنفيذها احد اهداف عملية عاصفة الحزم واعادة الامل التي يقودها التحالف العربي لعودة الشرعية و كسر شوكة الانقلاب. وأضاف "نحن عندما نتحدث عن مستقبل حضرموت نتحدث عن إقليم مستقل في الدولة الاتحادية لكن ماهو دورنا في مستقبل هذه الدولة الاتحادية التي نتشارك فيها مع اشقاؤنا في بقية الاقاليم هذا وكيف ندفع قدما لبلورة هذا النظام الاتحادي هذا مايجب أن نفكر فيه جديا اليوم ". وعن دور التحالف العربي، قال بازياد أن التحالف بقيادة السعودية يقوم بدور كبير في مقاومة الحوثي وإعادة الشرعية فضلا عن الجانب الإغاثي المتمثل في مايقوم به مركز الملك سلمان والهلال الأحمر الإماراتي، مشددا على عدم الاتكالية الكاملة على التحالف في تنفيذ مطالب وحقوق الشعب بل من الضرورة بمكان أن يتحرك هذا الشعب ويطالب وينتزع حقوقه ويكون رافدا وسندا لحكومته الشرعية في مواجهة تحديات المرحلة. أما فيما يخص الحكومة، فنوه بازياد إلى أنها تبذل جهودا متواصلة في ظروغ بالغة التعقيد لتقوم بدورها على نحو جيد في المحافظات المحررة وخاصة العاصمة عدن، وتحاول التغلب على هذا الوضع وقامت بخطوات جريئة كنقل البنك المركزي وصرف الرواتب مع ماشاب هذا الموضوع من تأخر نوعا ما. وتقف الحكومة الى جانب السلطات المحلية في تفعيل مؤسسات الدولة في المناطق المحررة.في ظل سلطات شبه مطلقة تتمتع بها الادارة المحلية في مجال ادارة شئون محافظاتها.