عدن يا بوابة التاريخ ، يا مدينة الحب والسلام ، لقد صار اسمك علامة تجارية ( عدن-) وبات عنواناً لكل مطعم أو مقهى يبحث مالكه عن الانتشار والشهرة ، فمن لم يطلق اسمك الصريح على واجهة مشروعه ، لجأ إلى ما ينسب إليك من وصف أو لقب أو عمل فني ذاع صيته بين الناس ، أمثال : ليالي المنصورية ، ، البريقة ، المعلا ، وغيرها من الأسماء الرنانة التي شكلت مع مرور الأيام قوة ناعمة ومصدراً للتباهي والتفاخر بكل ما هو حلو وجميل . ولكن هل هذه المطاعم التي افتتحت في شرق الأرض ومغربها ، وحملت اسم تلك المدينة العريقة تقدم اليوم أطباقاً تشبه المطبخ العدنية بتنوعه ونكهته المتميزة ؟..هل طبقت تلك المطاعم اللوائح الصحية للمواد الغذائية والطهارة الشخصية للعاملين فيها ؟ هل تم الترحيب بمرتادي المطاعم وفقا للعادات اليمنية الأصيلة ، الأزياء التقليدية اليمنية الفاخرة ؟ وهل استمعوا إلى الموسيقى الهادئة واستمتعوا بالقدود العدنية والطرب الأصيل ؟ وهل جهزت تلك المطاعم بديكورات مستوحاة من التراث اليمني الأصيل وببحرة ينساب الماء الرقراق على جانبيها ؟ عدن الحزينة ، يامن يفوح منك عبق التاريخ ، لقد شغلت الدنيا وملأت الناس ،لا يستحقك إلا من يرفع قدرك ويعلي شأنك ، ويعمل جاهدابما يليق اسمك الكريم . في عدن روضة العلماء ومرقد الأبطال ، وفيها الشعراء ، ولأنها فٌطرت على الايمان فالكل فيها مهاجرين وأنصار ، يتنافس على حبها الأخيار ، ولا يعتدي عليها إلا كل آثم لئيم ، من عدت تنطلق رسائل الياسمين وبين حنايا أرضها الطيبة ،تتدفق الأنهار ، وعلى أغصان أشجارها تصفق الأوراق ، حيث الحمام بها يترنم ، والعندليب لها يغرد بحنين وكأنه يقول : ادخلوها بسلام آمنين.. .