في السياسة لاشيء يستحيل الحدوث'وكذلك في السياسة لاشيء قابل للبقاء الى مالا نهاية وبهذا المنطق تعامل الطامعين في "الجنوب" الجنوب الذي يراه الشمال في انه ليس إلا مزرعة "للثيران" التي تهرب الى الامام بعد اي دوره صراع ناتجة عن إشكالية الفشل المزمن في فهم درس التاريخ الذي لايقراه الجنوبيين كما يجب جيدآ! وكيف لا في حين انه والى اليوم ليس هناك مبرر تاريخي بعد اكثر من خمسون عام على ثوره اكتوبر يعطينا برهانا قاطعا كمبرر يفسر لنا كأجيال من حقها ان تقرأ تاريخها الملبد بالإلغاز والأحاجي كيف اقدم الثوار على قطع الحبل السري للجنوب بمشيمته دوله اتحاد الجنوب العربي!! ومع المراحل ترسخه ثقافة "الهروب" بعد ان وأدت الهوية الجنوبية والانتماء الجنوبي'وتعمق الانقسام ومارس الفرقاء الاقصاء والإقصاء المضاد الى غير رجعه'وسرعان ما اندلعت الحرب الاهلية التي سرعت في موعد الهروب الاكبر في مايو تسعين. وتم "فتح الجنوب" بعد ثلاث اعوام ونيف وعاد الفرع الى الاصل ! ولحق آخر ركب للرفاق بالرفاق الذين سبقوهم! وكالعادة مازالوا يمارسون وبلا هوادة النكاية السياسية بعجرفة متناهية تماما بالضبط كعجرفة الثيران!!
والمشهد في الشمال يعزز تنامي الشعور الشمالي النخبوي والشعبي بذهاب الجنوب الى ماهو ابعد بعد هزيمة مراكز القوى الشمالية رغم تأكيدات حلفائهم لهم ان الجنوب سيضل في عباءة الشمال وان تغيرت صيغه الوحدة! ومع هذا فا الشمال والشماليون لايثقون في الحلفاء كما دأب الجنوب والجنوبيين على الثقة بحلفائهم الذين تخلوا عنهم في كثير من الأوقات الصعبة التي وجدوا أنفسهم فيها لوحدهم! غير ان المجلس "الأنتقالي" الجنوبي يخوض غمار تجربه تكاد تكون شائكة ومعقده وان تماهى مؤخرا في اعترافه الذي يبدوا تطورا إزاء الشرعية والقوى الشمالية حين أشار الى ان أساس اي"استحقاق"جنوبي مرتبط ب"الحل" السياسي للازمه اليمنية واي اتفاق ينهي الحرب القائمة !.
وهنا فقط وامام هكذا تطور قد نستطيع القول اننا امام مشهد مغاير ان استطاع النجاح قدما قطعا لن تكون الرؤية التاريخية الشمالية للجنوب ك"مزرعة " مشرعه الأبواب للفتح! وسارية الصلاحية متى ما أغلق الجنوب أبوابة في وجه الشمال !ولكن يبقى السؤال الاكثر اهمية اذا ماسلمنا ان "الأنتقالي" الجنوبي سيكون الممثل السياسي للجنوبيين في اي مفاوضات سياسيه في المستقبل!وهو هل سيتحرك المجلس الأنتقالي الجنوبي لينهي حاله إللاسلم وإللااستقرار في الجنوب!وهل سينجح في التوافق مع"الفرقاء"في الحراك الجنوبي والجنوبيين المتحالفين مع الشرعية ! والاهم من ذلك كله هل قرأ التاريخ جيدآ كي لايعيد التاريخ نفسه!!