لقد صار الفساد غولا .. فاجتاح كل مناحي الحياه وتعمم وكان فرمانا قد باح له هذا التوسع والانتشار المريع.. وصرنا نراه اعتياديا يمارس في العلن وبتوحش اكثر فاحت اثاره كل الاصقاع وانهارت على اثره شعور العباد بالراحة والسكينة والامان. اية شرعية نعيشها والكل في حرمان وغلاء فاحش انهك الجموع.. في ظل راتب حقير وتافه لا يسد رمق هؤلاء الجياع . فصار الموت جوعا عنوانا رئيسا وهامة لسلطه غارقه حتى اذانها في ادران ومستنقع الفساد والافساد.. فتعيش على الازمات وتراكمها .. ومستفيدة من استمراريه الحرب المشتعلة في اوصال المجتمع الممزق حتى النخاع. شرعية تهوى الانصياع لقراصنة النهب وسرقة احلام الجياع .. بغد صار سرابا .. وجيل يتوه وسط الركام وزراء ومدراء عموم ومسؤولين يبعثرون اموالا لصناعة وهم ابتلع كل حبة حصى .. حتى القلاع .. وصار لفسادهم الذي ازكم الانوف أيقونة العصر الاباحي بمزيد من القهر وذبح العباد .. والعهد المذموم. قدرنا ان نحيا وسط هذه الاوبئة وتراكم النفايات قد فاض في الارجاء . لنحيا مع شرعية وهميه تهوى الزعامة وترديد الشعار.. لتحيا على الجماجم والاشلاء . فمن كروشهم النتنه المنفوخة من دمنا وعرق الجياع صرنا نراهم وفي وجوههم الغباء والخبث واللهث المحموم خلف اللهط والشفط المذموم .. في شرايينهم تسري كآكل مال اليتامى واطفال مرميه على الارصفة .. يبحثون على كسرة خبز وسط اكوام الزبالة. ها هم يأتون وهم مرحين ومهللين بنصير على الابواب يشربون كؤوس النصر من دم اكبادنا وجيل يساق نحو الحرقة والضياع .. من منا قد علق جرس الانذار واعلن الاستنفار .. لنعلن معا كفى تدميرا او نهب الارض والعباد.. فكفى قتلا للبراءة المرسومة على جبين كل عاشق لهذه الأرض .. ولتكن خاتمه لعشاق الدم وناهبي الديار .. شرعية اقلتنا بالهموم والجوع والتسول .. فصارت حقا ان تكون هي المسؤولة عن ضياع وطن وانهيار امة وقتل احلام الملايين من الجياع.