تعلمنا أبجديات السياسة وتولي المناصب والحقائب الوزارية في أي مجتمع الاستفادة المستمرة من بروز سلبيات أو صعوبات قد تواجه مسيره أعمالها فتصبح كل حقيبة منها مسئوله تاريخيا ووطنيا عن طبيعة برنامجها ومدى نجاح خططها المدروسة ضمن رؤية اقتصادية واستراتيجيه شامله وأي أخطاء أو سلبيات يكتنف سير عملها تجدها أمام قنوات رسميه رقابية ودستوريه تحاسب هذا الوزير وذلك المسئول وان كان فاسدا أو عليه شبهه الحرامية والنصابية فحتما تجده أمام قضاء عادل ونزيه ومستقل هذا في أكثر البلدان ديمقراطيه بغض النظر عن سلوكها الدولي أو الإقليمي وصراع القوى على المصالح والهيمنة الكاملة على مقدرات دول كانت فريسة لهكذا صراع وابتلاع و سيطرة فتقسيم وتمزيق. أما في بلدنا اليمن – ونخص بالذكر ما هو حاصل في الجنوب المحرر. فنجد ظواهر غريبة وأوضاع مزرية لواقع أكثر مأساوي و كارثي.. تجد مسئولين ووزراء حكومة تدعي أنها شرعية ووطنيه .. لكن الحقيقة غير ذلك. أنهم مشغولين بالنهب والإفساد والفساد المعلن الممارس بوضوح شاع.. والانكى من ذلك شعور هذا المسئول أو الوزير أو الوكيل أو .. بالفخر والاعتزاز وهو يمارس هذا الوباء القاتل المسمى (فسادا) فلا يخجل ابدا .. كونه في بلد لا يحكمها قانون أو دستور أو قضاء عادل .. البلد سداح مداح . وبعيدا عن هكذا سرقات ونهب مستمر تجاوزت الملايين من الدولارات .. نجد أن أوضاع البلد تزداد سوءا وتدهورا وسقوطا مريعا لنظام يتآكل ومؤهل وقابل للانهيار والسقوط بسرعة لا نتوقعها والمؤشرات الاوليه تتحدث عن نفسها وتعطيك جوابا شافي على أكثر الاسئله التي تدور في مخيلتك فلا تجد صعوبة في فهم ذلك كون المشاهد والأحداث الراهنة كفيله حتما بالرد على هكذا تساؤل وان كان بريئا. في بلدنا نجد المسئول الفاسد حاكما وأمرا باقيا في منصبه كأنه حق ورثه عن أبيه فلا يهتم بنظام أو دستورا أو قوانين نافذة بل هذا في قائمه المنسيات المرمية في سلة الزبالة مع نتانة كل وجه قبيح لطخ تاريخه بهذا الفساد والاتجار بوطن يساق إلى عرابدة العهر السياسي بأقبح صورة وتنوعاته فلا خجل ينتاب هذا المسئول أو الوزير أو خوفا من الرب خالق الكون والعباد. يتراءى نفسه فرعونا.. همه الوحيد اللهط والشفط والفهلوة وممارسة المزيد من أنواع الانهيار الأخلاقي والقيمي في مجتمع يساعده على الاستمرار في هذا السلوك المشين دون رقيب. شاهدنا حكومات تقدم استقالتها ووزراء يحاكمون لمجرد شبهه فساد أو رشوه أو اختلاس لمبالغ محدده من المال العام ويتم التشهير بهم إعلاميا. لكن في بلدنا تجد العجب وأنت تنظر إلى هذه المناظر المخزنة ووضوه مسئولين غارقة في وحل الفساد حتى إذنيها .. والكل في هذا المنظر يرى ويشاهد وكأنك في سرك أبطاله خارج حلبة الألعاب والترفيه ولا نعرف متى سيتوقف هذا الوباء السرطاني ونحد من سريانه المدمر ويبدأ مرحلة المحاسبة والجدية وإيقاف هذا النزيف الدامي والمؤلم. في حق المجتمع والشعب معا. فعلى هذه الحكومة الشرعية ونظامها الفاسد الخروج الفوري من المشهد الكارثي المدمر وان تكتفي بما نهبته من أموال تم تهريبها لبنوك خارجية حتى لا يطالها القانون المنتظر والذي طال انتظاره طويلا.. لقد تعب الشعب وطالة القهر والجوع والإفساد.. وطحنه الغلاء القاتل في ظل معاش حقير يتقاضاه العمال طيلة شهر تعيس لا يكفي أسبوعا للمعيشة. إن للصبر حدود وان بقاء هؤلاء المسؤلون الفاسدون لن يدوم طويلا فلا يغرنكم شرعيتكم الميتة والنتنة جدا ولا بالاستقواء لتحالف عربي بات يراكم عراة وأياديكم ملطخه بعار الفساد والإفساد كسياسة ثابتة متبعه لديكم فصارت تسري في عروقكم لإغراقكم أكثر فأكثر في وحل الفساد ومستنقع وجوهكم الملوثة بأدران ونتانة هذا الزمن الأرعن . لن يصمت هذا الشعب المكلوم أبا وحتما ستندلع ثورة شعبيه ضد أوكار الفساد وبؤرة المتعددة . أننا نرى بركانا في الأفق سيقتلع هؤلاء المارقين الذي نهبوا خيرات هذا البلد وامتصوا دمه و نهشوا جسده النحيل التاعب من جور المعاناة وقهر الرجال واستباحه كل شيء .. وباسم الوطن والحرية والمقاومة.. وتباع حتى أدميتنا. على هذه الحكومة أن ترحل .. وتبطل الشحت و التسول على أبواب السفارات وان لا يذرفوا دموعهم الكاذبة فهي دموع تماسيح عليها أن تعي الدرس وتفهمه جيدا و تغلق على نفسها الستار وتزول فتعيش ما تبقى لها من عمر على آكل مالها من عطايا ونهب وسرقة وتقول لنفسها إلى هنا وكفى..!! وإلا فالحساب قادم لا محالة.. فلا شرعية يسودها الفساد والإفساد..!!