ما ان بدأ الصيف بالدخول حتى عادت حمى الضنك لتجتاح مدينة عدن ويعرف عن الصيف انه الفصل المحبب للبعوض للتكاثر الذي يقوم بنقل هذا الفيروس من الشخص المريض إلى الشخص المعافى، وهو ما ينذر بكارثة صحية إذا لم يتم تدارك الأمر باسرع ما يمكن ومحاصرة المرض من التفشي بكل الطرق الممكنة.
وفور اجتياحه للمدينة لقي اكثر من ثمانية اشخاص مصرعهم جراء الاصابة بهذا الوباء كان معضهم من مديرية المنصورة
واوضحت المصادر الطبية انتشار المرض بين عشرات الاشخاص في مختلف مديريات المدينة.
وينتشر المرض في ظل ظروف صعبة تمر بها المدينة وبعد تحذيرات مسبقة منذ اشهر من كارثة صحية قد تشهدها المدينة مع الانتشار الكبير لمياه الصرف الصحي ومكبات القمامة والتي تضاعف من انتشار البعوض الذي يتسبب بنقل هذا المرض بصورة اساسية.
يقول احد الاطباء نصادف حالات كثيرة مصابة بالمرض والمستشفيات الخاصة تمر بفترات إزدهار. حيث تجد الاقسام ممتلئة بمرضى يدفعون عشرات الآلاف لأجل صحتهم؛ نحاول أن نساعد قدر الإمكان لكننا نقف مكتوفي الأيدي أمام نظام صحي مهترئ!
فيما يحكي احد المواطنين عن تجربته مع هذا المرض قائلا:
هو مرض مرهق وخطر ..اصبت فيه وانا اعمل في البلاد وكنت اول حاله تصاب في المنطقة ولم نهتم ولان اعراضها متشابهة لبعض لامراض الاخرى ..ولم تظهر حالات لدينا من سابق ويتابع:اكتشفتها اخير ا وقد ارهقت كثير بعد ان اصيب اثنين من الاولاد واجرى الفحص عرفنا ان الناقل موجود واصبح كوباء عملنا دراسة حشرية واماكن توالد البعوض وتم بعص المعالجات التي خففت نسبيا منها..لكنها تعود عند نزول الامطار وتسبب تجمع المياه الراكده..تحيه لك وتقدير.
ويناشد اهالي مدينة عدن بمختلف مديرياتها السلطة المحلية في المدينة معالجة مشكلة مياه الصرف الصحي حتى لا تعود حمى الضنك كوباء مرة اخرى يفتك ارواح العشرات من ابناء المدينة بعد اختفائه السنين الاخيرة.
ومن جهتها اصدرت وزارة الصحة العامة والسكان في مديرية المنصورة بيانا دعت فيه عدم التهويل واثارة الرعب كون المرض بحسب قولها لايأتي كوباء وان اغلب الحالات التي تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي لم تمت بسبب هذا المرض. وارجحت الوزارة الاصابة بالمرض لبعض الحالات الفردية بسبب سوء الوضع البيئي في بعض المناطق موكدة قيام المجلس المحلي بكل التدابير الممكنة للحد من تفشي المرض.
كما قد اوضحت في وقت سابق من الشهر القيام بحملة للرش الضبابي للحد من إنتشار البعوض. وحملة اخرى للنظافة شاملة للمديرية اضافة الى عمل فرق طوارئ الصرف الصحي على مدار الساعة للحد من طفح مياه الصرف الصحي حسب الإمكانيات المتوفرة.
وتهيب السلطة المحلية بالمنصورة على جميع المواطنين بالتبليغ عن أي حالة إشتباه مصابة بالفيروس او عن أي تكدس للمخلفات "القمامة" او أي طفح لمياه الصرف الصحي على رقم عمليات المديرية 02/323397.
وطالب ناشطون تدخل منضمات المجتمع المدني من خلال رفع مستوى الوعي لابناء المدينة في حملات توعوية تركز على تعرفة الجميع بهذا المرض وكيفية الوقاية منه والحيلولة دون الاصابة منه وفي حال الاصابة الخروج باقل الاضرار الممكنة. كون اكثر حالات الوفيات تكون بسبب الجهل بهذا المرض والاساليب الخاطئة في مواجهته. واحيانا اخطاء بسيطة في العلاج والتعامل مع هذا لمرض. وتنشيط دور مراكز الوقاية الصحية في التوعية من أجل تجنب لدغات البعوض في المناطق التي تحدث أو من المحتمل أن تحدث فيها عدوى حمى الضنك.
وعن كيفية العلاج من هذا المرض اكد الاطباء عدم وجود مضاد فيروسي محدد لحمى الضنك. وان الغالبية العظمى من المرضى يشفون تماماً بدون أي مضاعفات وبلا أي تدخل علاجي طالما تم اتباع الخطوات الصحيحة في الحد منه والراحة التامة والبقاء السرير اضافة الى شرب الكثير من السوائل وخاصة تلك الغنية بفيتامين سي مثل البرتقال والليمون الحامض .
وينصح الاطباء المصابون بهذا المرض بتعويض كميات السوائل المفقودة عن طريق المحاليل الوريدية وأحياناً عبر نقل الدم. ويحذر الاطباء من تعاطي ادوية الفلتارين او مشتقات البروفنيد كونها تسبب النزيف الشديد ويتم الاستعانة عوضا عنه بالبنادول العادي الذي لا يحتوي على مادة الكافين والتي قد تسبب بمضاعفات مناعية.
ليس قاتلا في كل الاحوال.
هذا المرض فيروسي تسببه لدغات إناث البعوض المصاب بالفيروس ومع ان نسبة الوفاة فيه لا تتجاوز بشكل عام 1% . الا انه يعد وباء قاتل حيث يتسبب بالوفاة بسبب حمى الضنك النزفية الخطيرة التي يمكن أن تكون مميتة في 20 40% من المرضى وذلك اذا لم يتم قديم العناية الطبية اللازمة للمصابين به.. ومعظم الإصابات تكون خفيفة وتنتهي دون ان تسبب مضاعفات خطرة ونسبة الوفاة منها تكون كما اوضحنا أقل من 1% وسبب الوفاة عادة يكون من جراء حدوث صورة شديدة للمرض تعرف باسم حمى الضنك النزفية والتي تؤدي إلى تهيج الأوعية الدموية مما يؤدي إلى تسريبها لمحتوياتها من خلايا الدم والبلازما والماء مما يسبب نزفاً من الأنف واللثة والفم والأمعاء والكلى ورشح السوائل في الصدر والبطن وانخفاض نسبة البروتين في الدم.
وان لم يتم تلقي المريض المصاب بحمى الضنك النزفية للرعاية الطبية اللازمة وأهمها المحاليل الوريدية فإن المرض قد يتفاقم ويؤدي إلى صدمة تعرف باسم "متلازمة صدمة حمى الضنك.