"وفي انفسكم افلا تبصرون.." -الذاريات(21).. اكتب اليوم عن حالة انسانية تلقى حبنا واحترامنا وعطفنا كون المشهد يحتم عليك ان تقف مليّا لتتفحص وتقيّم الحالة ..وتقول بعدها: الحمد لله على كل حال.. -الشاب يعقوب البركاني انسان جميل مخلّق، امين ،وخدوم ..خلقه الله سبحانه وتعالى اصم ابكم ،لكن الإعاقة لم تقف حائلا تجاه حياته وطموحه كانسان بل أعطته إصرارا وعزما ،وبعون الله نجح في مقاومة الإعاقة ..ودخل الحياة التعليمية والعملية ثم الأسرية بنجاح.. ولانعلم متى وكيف لكننا نعرف ان يعقوب اسم على مسمى وقد عايشناه فترة زمنية في المعلا كجار،وزعم الجار الذي لا مثيل له.. وقد احسن الاهل ان اختاروا له الاسم كدليل على الابتلاء توسما بما جاء في سياق سير الأنبياء عليهم السلام .. -تزوج يعقوب وخلّف طفلين ولدا وبنتا ما شاء الله تبارك الله .. وتتملكني حيرة لم اجدلها جوابا تلك هي لغة التخاطب بينه وبين نصفه الثاني وأطفاله ..لكن اعود واقول لله في خلقه شئون ومافقد من الإنسان من نعمة في حياته الا وعوضه الله عز وجل بأفضل منها، وتلك هي الحكمة من الابتلاء.. -يعقوب يعمل في أماكن اهله.. بقالات وبهارات بالمعلا.. بهمة ونشاط ليكسب قوت يومه وأسرته..وتجده مبتسما مقبلا على الحياة رغم صعوبة الحركة والمشي عنده ايضا فهو يعاني من مرض آخر .. والشافي الله..لكن كما قلت الارادة تقهر المستحيل وتصنع المفاجئات وربما المعجزات. -كنت كتبت عن يعقوب باقتضاب وها اناذا اعيد وازيد لأقول والله ان يعقوبنا له مكانة في القلب وحبا في النفس رغم ان تفاهمنايتم عبر لغة الإشارة بالأصابع والإيماءات والحركات.. ومااجملها منه .. ومعه. الابتسامة على محياه تنبئ عن احد أحباب الله الأبرياء والمحتاجين لأن يكون لهم رعاية خاصة مثلما كان الحال زمان ايام الاستعمار (البغيض)! -يعقوب قسمات وجهه تظهر براءة واقبالا على الحياة بكل مافيها ،بدون إظهار اي امتعاض من أية منغصات ابدا.. ..ونحن اذ نغبطه وياليتنا مثله بقناعته وبشاشته التي من خلالها لا يعرف التكشيرة ونعلم ان من هم في وضعه ربما لابد له ان يكتئب،او هكذا يتبدى لنا.. لكن الله قد منحه وأمثاله مايعوضوا به حياتهم وتقبلهم بها.. وسبحان الله العظيم الذي يضع سره في اضعف خلقه..لو نفهم! انا اتامل يعقوب هنا وهناك عند البراكنة في بقالاتهم وعند أبي الخطاب في زغطوطنا الذي أسميته (ممر الحلوين) قبل ايام.. لتجميله وتشجيره بجهود الإعلامية الشابة الجميلة خلقا وأخلاقا وعملا ..الزميلة رندا عكبور لأنها كانت ولا تزال تُجمّل مدينتنا وشوارعنا وإحيائنا وبيوتنا وتعمل على نقاء البيئة بهمة واقتدار فلها الشكر والاحترام ..وياليت السلطة المحلية تتفهم عملها وتنميّه وتدعمه.. وهنا اختم لأقول..ليعقوب البركاني ..ابني الذي أحببته من قلبي.. لك حبنا وحب قلوب الكثيرين لك ايها الرائع.. ولمثل هذا الإنسان نحني الهامات .