حضرموت والثمن الذي دفعه ابناؤها على حساب مستقبل اجيالها وهويتها وثرواتها مقابل الشعارات الوطنية في مراحل تاريخية متعدده، ابتليت حضرموت بمن يتصدر المشهد السياسي من شبابها باسم الاهداف الوطنية والشعارات الثورية،ففي الخمسينات من القرن الماضي كان شعار القومية العربية يلهب الشارع العربي،باسم القومية العربية. وكان عدد من شبيبة حضرموت ومثقفوها استغلوا هامش الحرية المتاح في عهد السلطنات القعيطية والكثيرية واثاروا الشارع الحضرمي ضد الحكم السلاطيني ليوجهوا بوصلة الاحداث ومصير حضرموت باسم القومية العربية والثورة المصرية بالذات، وهكذا اختطفها حملة الشعارات باسم القومية العربية لتتحول الى نحو توحيدها ودمجها القسري مع امارات الجنوب العربي والتوحد ضد الاستعمار ثم نحو تحقيق الوحدة اليمنية لتصبح جزءا من اليمن الجنوبي الذي كان اول اهداف ذلك النظام القضاء التام على الهوية الحضرمية وارثها وثقافتها وتدمير ما تبقى من مؤسساتها الامنية والعسكرية والقضاء على رجالها بما فيهم،حملة تلك الشعارات القومية من ابناء حضرموت والمحافظات الجنوبية.. لتتوالى الحركات الثورية بين الاجنحة الاشتراكية الماركسية والجناح الماوي الصيني وثورات التاميم والانتفاضات على الاملاك الزراعية كل ذلك باسم الشعارات التي تحولت من وطنية الى الحركة الاممية، وباسم المزايدة والوحدة اليمنية تحولت حضرموت الى مجرد محافظة عديمة الحول والقوة كل ذلك على يد شلل من مراهقي السياسة امتازت بالرعونة والغباء السياسي والجهل بمصالح حضرموت بعد ان اغرتهم بعض المناصب الهامشية واطلاق يدهم على ابناء محافظتهم ليقوموا بالقضاء على كل من يدعو الى صوت العقل والحكمة،او كل من يحمل ارث حضرموت وثقافتها وهويتها،بعد ان قضت تلك المراحل السابقة للوحدة على علمائها ووجهاء القبائل وخيرة رجالها.. وما اشبه الليلة بالبارحة ينادي شلة من شباب حضرموت نفس الشعارات باسم المصلحة العليا للجنوب ليقودوا حضرموت الى نفس نهج التبعية دون تدبر ولا اتعاظ بالماضي ولا اعطاء بالا بمصالح حضرموت وابناؤها،ليدفع ثمنه ابناء حضرموت في دورة جديده من المآسي والمستقبل المجهول،فهل يسمح اهل الراي وعقلاء حضرموت بذلك..