منذ صغرنا تجسد حُب الوطن الأزلي في قلوبنا ونجسده في قلوب أبنائنا مقرون بروح الانتماء لأصالة شعب الجنوب العربي وتراب أرضنا الجنوبية الطاهرة حُب تشرب كل خلية فينا ممهور بالعهود ومصدق بأرواح شهدائنا الأبرار الذي صدقوا ما عاهدوا الله عليه. حُب حي وحيوي بدماء جرحانا الميامين وبروح فداء أبطالنا المجاهدين الذين يذودون اليوم على حياض الوطن وهم يصطلون رمضاء الأرض ويصْلون العدو نار حمم الحق , يكوون بها أهل الباطل ويسطرونها ملاحم وانتصارات بطولية على جبين تاريخ الجنوب العربي المجيد. ومن هنا كان التجلي العظيم لفداء الوطن : من كل قلبي احبك يا بلادي وافديك بروحي ودمي واولادي ونحن ومئات الملايين نلتم مع آبائنا وأمهاتنا وابنائنا وأهلنا على مائدة الإفطار قبل أذان مغرب كل يوم من أيام الشهر الفضيل , ندعوا الله وفرحة الافطار على محيانا ونأنس بجو روحاني وعلى مائدة عامرة بما لذ وطاب فاجأنا آباء وأمهات وابناء أعظم أسرتين في تاريخ الجنوب العربي الحر الأبي بسابقة ولاحقة تاريخية ندر مثلها وربما لن تكررها أمم الأرض في صدق فداء أبنائها لأوطانهم. الأب الماجد المجاهد / علي محمد زين اليافعي ألتم بأبنائه الستة المجاهدين الأماجد / شداد ومالك وزين ورضوان في خندق واحد واثنان من ابنائه في خندق مجاور وكلهم في صفوف المجاهدين الأمامية لله درهم ومثلهم الثمانية الأخوة المجاهدين الأبطال وكلهم من أب وأم جنوبيين عظيمين وهم : الشهيد الذي ارتقى إلى باريه / عبد الباري حسين الحنشي أن شاء الله إلى مقام عليين في جنات النعيم , واخوه الجريح احمد حسين الحنشي , شفاه الله وفي مقدمة صفوف الفداء اخوانهم المجاهدين الأبطال : سلال ورشاد وعادل وجمال ومحسن وعبدالله أبناء الرجل الماجد العظيم حسين الحنشي. نعم الأب المجاهد وأبنائه الستة , والثمانية الاخوة المجاهدين الأبطال التموا في شهر رمضان المبارك لا على مائدة إفطار دسمة مثل ملايين الصائمين بل التموا عصبة واحدة على تراب الوطن وفي خنادق المجاهدين الأمامية أياديهم على زناد البندقية رؤوسهم على أكفهم فداء لوطنهم الجنوبي الذي تشبع حبه في كل خلية من خلاياهم تسكنهم ويسكنونها بحب الوطن حد الثمالة التي أثروا بها تراب الوطن عن كل ملذات الدنيا وما عليها. أنهم من تحنك حُب الوطن مع لبن أمهاتهم الماجدات , ومن لقنهم آباؤهم صدق حب الوطن الذي أشرق على جبهات الفداء بشائر نصر عظيمة تحققه في غضون ساعات قليلة من شروقهم المبارك , ليخلد حضورهم تاريخ وطننا الجنوبي إلى الأبد. اكراما لصدق حبهم ووفاؤهم بعهود فداء الوطن وهم يتجلون لنا اليوم بمعاني فوق ما رُسم ورسخ في قلوبنا وعقولنا. فهذا التجلي الذي شمخ في وجدان أبناء الجنوب مثلما فاجأنا بهذه العظمة عن صدق التضحية والفداء , أرعب أعداء الجنوب بإفصاحه عما ينتظرهم فيا له من تجلي طغى على كل الجراح وقال للأعداء: موعدكم الصبح فلم يمهلهم الصبح القريب بل انبلج أشرق بنصره المبين ليلقن الخونة المتآمرين أقسى دروس حب الوطن وفداء الأرض والدين والمال والعرض. لله درهم وهم في نظري صفوة اصطفاهم الله ليكونوا المثل الأعلى لمن صدقوا فداء الأوطان بأرواحهم ودماؤهم وفلذات اكبادهم لله درهم جفت الأقلام ورفعت الصحف .