سقطت قوافل من الشهداء, وسالت أنهار من الدماء,ترملت الآف من النساء, فُجع الآف من الآباء, تتم آلاف من الأطفال,دُمرت منازلنا, تكدرت حياتنا, خيمت أحزاننا, أنهمرت دموعنا, كل هذا من أجل قضية ومبدأ وهدف, كل هذا لأجل (جغرافيا) ووطن وحُلم أحتوته تلك الصدور التي خرجت عارية تبحث عنه, لتنتزعه من بين (فكيّ) ومخالب أولئك الغاصبون وتلك (الديكتاتوريات) التي أستبدت بكل شيء.. أفبعد هذا نأتي نحن المتدثرون بلحاف الضعف والخوف (والجُبن) والمغلفون بالمصالح الذاتية والأهداف الشخصية ونوأد حلم أولئك (العظماء) وتضحياتهم (الجسام) ونقتل أمنياتهم النبيلة وغاياتهم الشريفة والسامية, ونصعد من خلال حلمهم المنشود لمناصب زائلة وكراسي متهالكة وريالات بائسة هزيلة.. أليس حرياً بنا أن نكمل مشوارهم ونسير على خطى صدقهم وبرآءتهم وننسج حلمهم من خيوط الشمس وحبات المطر؟ أليس من المفترض أن لانخذلهم أو نتنكر لحلمهم ونتناسى دماؤهم التي أرتوت بها تربة هذا الوطن المكلوم.. لماذا تساقطنا تباعا في بحر المصالح والأطماع وأصبحنا (أسرى) بأيدي المخربين والعابثين, لماذا جرونا إلى مربع الفوضى والعبثية والتدمير؟ لماذا شقوا عصانا وفرقوا جمعنا, وخلخلوا صفوفنا؟ لماذا ضعفنا أمام أغراءاتهم وأموالهم, لماذا (بعنا) أحلام البسطاء وامنيات الشرفاء بثمن بخس دراهم معدودة؟ جعلوا منا سلاح نقتل به بعضنا, ونُزهق به أرواح بعضنا, وندمر به بعضنا, بنا نحن أحالوا مدننا إلى خراب واطلال نبكيها تجوس فيها أنفاس الموت ورائحة الدم والغدر والخيانة والعمالة, أقولها وبكيل حسرة للآسف نحن يأيدينا من (دمرنا) وطننا وقتلنا أحلامنا وتركنا اهدافنا, نحن من أقتادونا وكأنه لا أرادة لنا أو عقل أو منطق أو ضمير يردعنا فجندونا لتنفيذ أجندتهم وسياسياتهم ونقوم بدور البطولة لسيناريوهاتهم الدموية والتخريبية, واليوم هانحن ندفع الثمن بخراب مدننا وسفك دماؤنا وقتل أحلامنا..
