اليوم / خاص قال أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء أن التعليم العالي في اليمن يشهد تطورا كميا في أعداد الجامعات والكليات والمعاهد إلا إن ملامح الضعف فيها أكثر من ملامح القوة. وأكد الدكتور فؤاد الصلاحي في محاضرة له بالمركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل " منارات " تحت عنوان التعليم العالي في اليمن:خصائصه ومشكلاته (قراءة تحليلية من منظور سوسيولوجي) أن التعليم العالي في اليمن لم يواكب بتجهيزات في البنية التحتية اللازمة رغم الرغبة من غالبية هيئة التدريس ومن الطلاب للالتحاق بمساق الدراسات العلياء نجد إدارة الجامعات ووزارة التعليم العالي تتعامل مع هؤلاء وفق بيروقراطية جامدة حيث الإقرار بمساق الدراسات العلياء دون إدارة مؤهلة أو فصول دراسية، أو مكتبة متخصصة أو وسائل تكنولوجية , بل حتى أجور هيئة التدريس متدنية . وتساءل قائلا :" هل التعليم يجب ان يكون من اجل التوظيف ام لبناء العقل وتنمية الإنسان وتمكينه من توسيع خياراته العملانية؟ هل التعليم مرتبط باقتصاد السوق وفق اليات العرض والطلب ام مرتبط بحاجات ا???تمع وتنميته وانسنته؟ وأنكر الصلاحي المقولة القائلة بأن التعليم من اجل سوق العمل وقال أنها أكذوبة يراد من ورائها باطل وهنا يتجلى الوعي الزائف لدى قطاع كبير من النخبة السياسية والأكاديمية . وقال إن إدارة الجامعة ومجالس الجامعات أصبحت تعمل وفق منطق رئيس الجامعة بتبادل المنفعة مع اعضاء ا???لس من العمداء . وطالب أستاذ علم الاجتماع السياسي بضرورة ووجوب ارتباط مساق الدراسات العليا بمسار تطور البحث العلمي ودعمه ماليا وذلك لأن عدد كبير من الأطروحات الأكاديمية يمكن توجيهها نحو أهم القضايا والمشكلات التنموية بكل مجالا??ا وهنا يستطيع الطلاب والأقسام العلمية اعتماد منظورا للبحث العلمي يعكس حاجات ا???تمع ويلبي رغبات التطور الفكري والمنهجي للكليات والأقسام العلمية . منتقدا طابع الفردية الذي يأخذه البحث العلمي في الجامعات اليمنية فلا بحوث مشتركة او جماعية لغياب خطط مسبقة يتم اقرارها من الأقسام العلمية او من الكليات ناهيك عن غياب الخطط البحثية من إدارة الجامعة ومجالسه الأكاديمية . وقال أن مؤسسات التعليم العالي في اليمن بشكل عام تتصف ببؤس في نمط الإدارة الأمر الذي انعكس في مجمل العمل الإداري والأكاديمي مشيرا إلى أن هذا البؤس يترتب على الأتي : - معظم القيادات الجامعية غاية فى السوء..وبعضهم مُعيَّن بواسطة الأمن والحزب الحاكم. - الكثير من العمداء ورؤساء الجامعات يتم تعيينهم ليس لكفاء??م أو تفوقهم بل لاعتبارات أخرى لا صلة لها بالعلم والمؤهل والكفاءة العلميين. - غياب استقلالية العمل الجامعي وخرق القوانين الحكومية المتصلة بذلك. - الهاجس الأمني الذي يسود أجواء العمل في الجامعات. وتسيد هذا الهاجس ينشأ عنه استقطاب عنصر ضعيف وتعيينات خارج القانون وتسييس للوظيفة الجامعية. - الصراع بين رؤساء الجامعات ونقابات هيئة التدريس . - تدني المكافآت المالية للأساتذة من تعليمهم في الدراسات العلياء والتعليم الموازي . - عدم تمكن الكثير من هيئة التدريس من طبع كتبهم وتضخم الإجراءات الإدارية في حالة الموافقة . - التدخل من رؤساء الجامعات في الشأن الأكاديمي للأقسام العلمية (تعيين المعيدين والمدرسين دون اعتماد الشروط الموضوعية المنصوص عليها . - تعيين رؤساء الأقسام من الموالين للحزب الحاكم والموالين لشخص رئيس الجامعة او عمداء الكليات . - دعم رؤساء الجامعات لبعض الأقسام دون البعض الآخر في تنظيم مؤتمرات سنوية وهو الأمر الذي يعكس غياب رؤية علمية لماهية النشاط العلمي داخل الجامعات. - الاهتمام الرئيسي والذي تعطي له الأولوية في نشاط رؤساء الجامعات هو العمل الإداري والشؤون المالية وغياب الاهتمام الحقيقي بالشأن الأكاديمي وهنا برزت مظاهر الفساد التي تكشفها تقارير جهاز الرقابة والمحاسبة سنويا . وأنتقد الدكتور الصلاحي التكرار والمماثلة في الأقسام الأكاديمية دون تطور نوعي وغياب التطوير الدوري لمفردات المقررات التعليمية وضعف إنتاجية البحث العلمي وغياب تمويله بل وغياب رؤية إستراتيجية مستدامة للبحث العلمي مؤكدا أن هذا من أهم نقاط الضعف في التعليم العالي في اليمن بالإضافة إلى غياب كامل للتمويل والدعم الخاص بالترجمة والتأليف وضعف كبير في التنسيق بين الكليات والأقسام داخل الجامعة الواحدة ناهيك عن غيابه بين الجامعات وسوء إدارة الجامعات والتدخل الشخصي والمزاجي في القرارات الجامعية إداريا وأكاديميا بالإضافة إلى اختلال كبير في نسبة إعداد الطلاب مقارنة بإعداد هيئة التدريس و تبدل دور الجامعات والهبوط بوظيفتها الى كو??ا ملحق بالسوق والنظر إليها كشركة تعتمد منطق الربح وفق آليات العرض والطلب.