اتهم مايعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياُ، المملكة العربية السعودية بالاستهتار، مهدد تشكيل حكومة تصريف أعمال من جانب واحد، بعد أيام من إعلانهم تعليق المشاورات حول تنفيذ اتفاق الرياض. وتصاعدت حدة التصريحات قيادات الانتقالي الجنوبي، في ضل المحاولات السعودية بأحداث اختراق جديد في الاتفاق المتعثر منذ عشرة أشهر، عبر اجتماع لجنة سعودية برئاسة السفير محمد آل جابر مع رئيس البرلمان اليمني سلطان البركاني، وهيئة مستشاري الرئيس هادي؛ للوقوف على آخر تطورات اتفاق الرياض، ومناقشة الأسباب التي ساقها «الانتقالي» لتعليق المشاورات. التمسك بالانفصال إلى ذلك قال رئيس ما يسمى ب «المجلس الانتقالي الجنوبي» (المدعوم من الإمارات) عيدروس الزبيدي، الخميس، إن المجلس لن يتنازل عن هدفه، في استعادة وبناء دولة الجنوب، في إشارة إلى تحقيق انفصال جنوباليمن عن شماله. جاء ذلك خلال لقائة في الرياض بسفير جمهورية جيبوتي، ضياء الدين بامخرمة، وفق الموقع الإلكتروني الرسمي للمجلس، إلى أن استعادة الجنوب دولة مستقلة هدف لا تراجع عنه. واتهم الزبيدي أطرافًا لم يسمّها، محسوبةً على الحكومة اليمنية الشرعية ، بالسعي لإجهاض اتفاق الرياض. ويأتي حديث الزبيدي بعد يومين من إعلان الانتقالي، تعليق مشاركته في مشاورات تنفيذ اتفاق الرياض، وتجميد عمل اللجنة السعودية المتواجدة في عدن. الانتقالي يهدد السعودية في موازاة ذلك اتهم رئيس ما يسمى الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي «أحمد بن بريك»، السعودية بالاستهتار مع ملف اتفاق الرياض, مهدداً بتشكيل حكومة من طرف واحد. وكشف «بن بريك» خلال مقابلة مع وكالة «سبتوتنيك» الروسية عن احتمالية اتخاذ المجلس خطوات أكثر عمقا من «الإدارة الذاتية» بعد تجميد المشاركة في اتفاق الرياض. وهاجم بن بريك خلال مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية, السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، بسبب ما وصفه بالاستهتار في التعامل مع القضية الجنوبية، مطالباً السعودية بردود مقنعة عن ذلك الاستهتار. وقال بن بريك إن المجلس لديه العديد من الأوراق التي يستطيع من خلالها أن يؤلم الجهات المعنية (لم يحددها)، لكنه قال إن الانتقالي يؤجلها للوقت المناسب. وزعم القيادي المدعوم إماراتياً، عن تعبير المجلس لموقفة بشكل راقٍ حتى الآن.
وفي ذات الاتجاه، قال محافظ عدن أحمد حامد لملس (القيادي في الانتقالي المدعوم من الإمارات) إن أولوياتِهِ هي توفيرُ الخدمات في العاصمة المؤقتة عدن. وأشار لملس فور وصوله إلى مطار عدن الدولي، إلى إن هناك دعما حكوميا وإقليميا ودوليا لإعادة تطبيع الأوضاع في المحافظة. الجدير بالذكر أن هذه التطورات تتزامن ، مع مشاورات تشكيل حكومة كفاءات سياسية، لا تتعدى 24 وزيرا، مناصفة بين المحافظاتالجنوبية والشمالية. ونهاية يوليو/ تموز الماضي، أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية، آلية لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض، الذي وقع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019. وتتضمن الآلية تخلي المجلس الانتقالي عن الإدارة الذاتية، وتشكيل حكومة كفاءات مناصفة بين الجنوب والشمال، وخروج القوات العسكرية من عدن، وفصل قوات الطرفين في (أبين) وإعادتها إلى مواقعها السابقة. وكان المجلس الانتقالي الجنوبي أعلن, الثلاثاء الماضي, تعليق مشاركته في اتفاق الرياض احتجاجًا على ما قال إنه تصعيد للجيش اليمني في محافظة أبين.