بدأت صباح أمس الاثنين بقاعة/ محمد علي لقمان في جامعة عدن بحضور جمع كبير من الأساتذة والباحثين أعمال الندوة العلمية التي تنظمها الجامعة حول "الدراسات العليا في جامعة عدن" خلال الفترة من "10-12" نوفمبر الحالي تحت شعار "رؤية للمستقبل من أجل تهيئة المتطلبات الضرورية لتجويد الخدمات التعليمية والبحثية في الدراسات العليا في جامعة عدن" بمناقشة "28" ورقة علمية مقدمة من خمسين أكاديمي وباحث مشارك. وفي الجلسة الافتتاحية التي حضرها الأخ/ عبدالكريم شائف الأمين العام في للمجلس المحلي نائب محافظ محافظة عدن ألقى الدكتور/ عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن كلمة في افتتاح أعمال الندوة رحب في مستهلها بالحاضرين من الأساتذة والمهتمين بشؤون الدراسات العليا، مشيراً إلى الأهمية العلمية للندوة والدلالات التي تكتسبها على صعيد التطورات العلمية الأكاديمية في الجامعة وأنظمتها ولوائحها وبنيتها من مختبرات ومبان وغيرها لتواكب طموحات وتحديات العمل الأكاديمي المستقبلي للتناغم مع طموحات التنمية في بلادنا. وأكد الدكتور/ عبدالعزيز صالح بن حبتور على أهمية التفاعل والمناقشة العلمية للأوراق المقدمة مع أساتذة وباحثين، واصفاً الندوة بأنها إحدى المحطات التي يقف فيها الأساتذة وقفة مسؤولة أمام تجربة الدراسات العليا "دبلوم عال، ماجستير، دكتوراه"، بالنقد والتقييم، موضحاً أن جامعة عدن هي من أقدم الجامعات اليمنية تجربة في هذا المجال، واستطاعت أن تخرج العديد من الكفاءات المشهود لهم بالعلم والتجربة والرصانة وبأن هذا عنوان فخرها والتزامها وديمومة عطائها. وثمن في ختام كلمته الدعم الكبير واللامحدود الذي يصل إلى مليارات الريالات المقدمة من قبل القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية - حفظه الله - والذي كان وما زال يقدم لجامعة عدن والجامعات اليمنية الأخرى والبلد عموماً دعماً كبيراً في كافة المجالات الأكاديمية، كما عبر عن تقديره للدعم المتواصل الذي قدمته ولا زالت تقدمه حكومة دولة رئيس الوزراء الدكتور/ علي محمد مجور لجامعة عدن من أجل تطوير العمل الأكاديمي بمختلف المجالات في الجامعة، مجدداً شكره وتقديره لهذا الدعم. كما ألقى الأخ/ عبدالكريم شائف الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة عدن نائب المحافظ كلمة تطرق فيها إلى أهمية هذه الندوة وغيرها من الندوات والمؤتمرات العلمية التي عقدتها جامعة عدن، مشيراً إلى أن هذه الجهود تحظى باحترام النخب السياسية والثقافية والاقتصادية في المجتمع، وكل أبناء الوطن، داعياً الباحثين والأكاديميين إلى إيجاد السبل المناسبة لنجاح البحث العلمي في مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهها بلادنا في مواكبة التطور الهائل الذي يجري في كل اتجاه، مشيداً بحجم الدعم الكبير من القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والدعم الحكومي المقدم إلى جامعة عدن. وتطرق في كلمته إلى التحضيرات والاستعدادات التي تشهدها بلادنا لاستقبال الانتخابات النيابية، وحثهم على التفاعل والإسهام لإنجاح هذه العملية الاستحقاقية الهامة التي تشكل امتداداً للبنيان السياسي للتجربة الديمقراطية اليمنية. كما ألقى الدكتور/ أحمد علي الهمداني نائب رئيس جامعة عدن لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي رئيس اللجنة العلمية للندوة كلمة رحب فيها بالحضور والمشاركين في الندوة، موضحاً أن هذه الندوة هي ثمرة جهود كبيرة بدأت منذ العام 2007م، وتأتي بعد سلسلة من ورش العمل التمهيدية لتقويم الدراسات العليا في الكليات، وبمشاركة الأقسام العلمية والباحثين من خلال أوراق علمية شخصت واقع الدراسات العليا من جميع الجوانب وحددت رؤية واضحة للمستقبل. ووصف الندوة بأنها وقفة أخرى من الوقفات التقويمية التحليلية لمسيرة الجامعة الخاصة بالنمو والتطور في برامج الدراسات العليا بالجامعة التي انطلقت في العام 1992م ببرنامجين للدبلوم العالي في تخصصي التربية والفلسفة في كلية التربية بعدن لتصبح اليوم أكثر من "30" برنامجاً للماجستير تحوي حوالي "54" تخصصاً وثمانية برامج للدكتوراه تحوي "15" تخصصاً إلى جانب ثلاثة برامج للدبلوم العالي. وأعاد الدكتور/ الهمداني إلى الأذهان أن هدف الندوة لا تقتصر على تقويم البرامج العامة في الدراسات العليا للدبلوم العالي والماجستير والدكتوراه فحسب، بل يتم خلالها تحديد رؤية واضحة للمستقبل، رؤية تجديدية تتضمن الارتقاء ببرامج الدراسات العليا وضمان حدوثها في مختلف الجوانب المكونة لها، مشيراً إلى أن جامعة عدن تسعى في ضوء الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالمي إلى وضع الخطوات التطويرية وإعداد الآليات الملائمة لإدخال العمل الأكاديمي وضمان الجودة مستقبلاً في المناهج. وناقشت الندوة التي شارك فيها أكثر من خمسين من الأساتذة والأكاديميين "28" ورقة علمية إلى جانب المداخلات العلمية التي تمحورت في خمسة محاور، يشمل المحور الأول تقويم وتحليل برامج الدراسات العليا بجامعة عدن والبحث عن إمكانات تطورها، فيما تناول المحور الثاني تقويم مواصفات لوائح وأنظمة الدراسات العليا بجامعة عدن أكاديمياً ومالياً وإدارياً ومدى ملائمتها لتحقيق أهداف الدراسات العليا، وخصص المحور الثالث لمعايير الجهود والتميز في بحوث الدراسات العليا ومخرجاتها من منظور المشرف العلمي والطالب والمعلومات والخدمات المعرفية، بينما خصص المحور الرابع للبنية التحتية ومدى ملائمتها للتطوير المستقبلي للدراسات العليا من حيث القاعات والمختبرات والمكتبات والأجهزة وأي متطلبات ذات صلة، كما شمل المحور الخامس آلية التكامل بين الجامعات البحثية في برامج الدراسات العليا من حيث إمكانياتها وسبل تنفيذها. وكان قد حضر الجلسة الافتتاحية نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات وعدد من مدراء عموم مكاتب الوزارات بالمحافظة وعدد من المهتمين والباحثين في مجال الدراسات العليا والمجالات الأكاديمية. هذا وتكتسب الندوة أهمية كبيرة من حيث حجم أوراقها العلمية وعمقها التحليلي والتقييمي فضلاً عن المكانة المرموقة للباحثين المشهود لهم بالأبحاث وتصدرهم لمواقع رفيعة في المؤسسات العلمية والبحثية والرسمية والتنموية. وقد تناول البحث المقدم من الدكتور/ علي خميس رويشيد الذي يحمل عنوان "نحو آفاق جديدة لتطور الدراسات العليا بكلية ناصر للعلوم الزراعية بجامعة عدن تناول واقع الهيئة التدريسية المساعدة وما حصل فيها من تطور من حيث الألقاب الأكاديمية ونوعية الطلاب المتخرجين وتخصصاتهم ووضعية المزرعة البحثية والمختبرات والمكتبة والمعلومات وقاعدة الدراسة ووسائل الإيضاح التعليمية والفنيين وأوصى في بحثه بإنشاء عدد من المختبرات الحديثة مثل مختبر زراعة الأنسجة ومختبر لدراسة آثار المبيدات ومختبر للإرشاد الزراعي وتطوير حظائر الأغنام والأبقار والدواجن ومنحل. فيما تعرض بحث الدكتور/ أبو بكر عبدالرشيد في بحثه حول واقع الدراسات العليا في كلية التربية جامعة عدن لماضي وحاضر آفاق تطور الدراسات العليا والبحث العلمي في الكلية، مستعرضاً واقع الدراسات العليا في الأقسام العلمية في الكلية وتطوير مستوى الدراسة الأكاديمية في هذا المجال. وأقترح عقد ورش عمل على مستوى الأقسام المتناظرة في كليات التربية بالجامعة والاهتمام باللغة الأنجليزية وفتح تخصصات جديدة والاهتمام بالمختبرات والمكتبة والتوامة بين أقسام الكلية والأقسام المناظرة لها في الجامعات العربية. بينما تناول الدكتور/ عبدالوهاب شمسان في سياق بحثه حول الدراسات العليا في كلية الحقوق "تقييم تجربة عشرة أعوام على أنشاء وافتتاح الدراسات العليا في كلية الحقوق وأهدافها وإجراءات القبول والمقومات المتوفرة في الكلية. وأوصى في استنتاجاته استحداث منصب نائب عميد لشؤون الدراسات العليا في الكليات والتكامل بين برامج الدراسات العليا وحاجات التنمية، فضلاً عن الأخذ بمبدأ التخصص والتكامل بين الجامعات اليمنية. فيما تناولت الأوراق الأخرى تقويم برامج الدراسات العليا في قسم اللغة العربية في كلية التربية بعدن من قبل الدكتور/ سالم علي سعيد وكذلك تحليل الوضع الحالي ومتطلبات التطور للدراسات العليا للأساتذة/ علي عبدالمجيد، وعبدالسلام هزاع، وسقاف الكاف، وكذلك ورقة علمية أخرى بعنوان "التطور الكمي والنوعي للدراسات العليا" للدكتور/ عبدالواسع أحمد، فضلاً عن بحث آخر بعنوان "تصور آفاق ومستقبل الدراسات العليا" في كلية العلوم الإدارية ومقتضيات التغيير للدكتور/ فؤاد راشد والدكتور/ عبدالإله صالح مثنى، ثم موضوع الدراسات العليا في كلية الآداب وكيفية ضبطها لمتطلبات المجتمع مقدمة من الدكتور/ مسعود عمشوش، ناهيك وعن ورقة علمية أخرى تتعلق بتقويم وتحليل برامج الدراسات العليا في جامعة عدن والبحث العلمي عن إمكانيات تطورها مقدم من الدكتورة/ انسام مقبل سعد، وكان البحث الأخير في جلسة أمس قد تركز حول الواقع الراهن وآفاق تطور الدراسات العليا كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة عدن مقدمة من الدكتور/ أنيسة عبود، والدكتور/ علي أحمد يافعي. وقد شملت الخلاصات والتوصيات التي خرجت بها الجلسة الأولى للندوة اليوم الإثنين التأكيد على إنشاء صندوق خاص بالجامعة لدعم مراكز البحث وتخصيص ميزانيات محددة للبحث العلمي ودعم المكتبات والكليات ومضاعفة الإنفاق على مشاريع البحوث العلمية الأساسية والتطبيقية وتحويل جزء من الميزانية للتأهيل والتدريب الخارجي إلى ميزانية الجامعة وإنشاء مركز تقويم الأداء والتطور الأكاديمي في الكليات فضلاً عن ربط التنمية الأكاديمية بجميع مجالات عمل عضو هيئة التدريس "البحث العلمي والأداء التدريسي. . خدمة الجامعة والمجتمع"، ومن المقرر أن تواصل الندوة فعالياتها اليوم وغداً لتصدر عنها توصيات هامة لتقويم وتطوير الدراسات العليا في جامعة عدن.