بقلم الباحثة منيرة حيدر سئل أرسطو يوما من الأهم الشعر أم التاريخ ؟ فأجاب الشعر لأنه يختزل التاريخ.....فإذا كانت الإرادة وهج الثورات فالشاعرة والشاعر هما الروح المحركة للنضال التحرري, وهما رائدان في الشعر والأدب والسياسة وفي فنون الحرب والمقاومة وموقعهما في الحضارة العربية والإسلامية لا مثيل له بأية حضارة في العالم وكان للمرأة الشاعرة الدور الأساس في جميع الأحداث التي مرت بها أمتنا العربية وحسبي أن أشير إلى ما قالته الباحثة العربية بنت الشاطئ (إن المرأة العربية في الشعر جسدت المعايير النضالية لحركة تحرر الإنسان والوطن وأدركت معاني كل ما في مسؤولية الشعر من فخر وكل ما في العمل من قدسية).ويحضرني في هذا المقام قول: ذات النطاقين لابنها عبد الله بن الزبير حين دخل إلى حجرتها يستشيرها وقد جاوزت التسعين من العمر وفقدت البصر قال: يا أماه أخاف أن يقتلني أعدائي ويمثلوا بي, قالت يابني إن كنت على حق وإليه تدعو فامض له وأنشدت تقول:لا يؤلم الشاة سلخ بعد أن ذبحت ولا أضر بميت مدفن خشن ذات النطاقين إسم كم يشرفني والاسم يا ولدي بالفعل يقترن هذا النطاق قديما كنت أشطره لكي يخبأ فيه الخبز والمؤن وما خشيت أبا جهل وعصبته أو كان يفزعني لو لفني كفن وإن نصرت فحسبي أن لي ولدا ما ضاع في دمه الإرضاع واللبن هكذا هي المرأة العربية....قرارها ملك إرادتها سجلت بشعرها مواقفها بدءا من الخنساء وحتى فدوى طوقان التي قال عنها موشي ديان (إن قصيدة واحدة من قصائد فدوى طوقان تكفي لصنع آلاف الفدائيين) فماذا تقول عن شعر ساجدة الموسوي ؟التي جمعت في شعرها أصالة الخنساء وشجاعة ذات النطاقين وصدق نازك الملائكة وشاعريتها وأرخت لجيلها كما أرخت شجرة الدر وظلت اسما خالدا مع الخالدين ؟قصائد ساجدة الموسوي تؤرخ اليوم ملاحم بطولات غير مسبوقة في وطنها العراق وفي امتها العربية. متفردة في زمنها وسابقة لعصرها لأنها تختزل حقبة تاريخية لا تشبهها حقبة, أضاءت دروب النضال وأسلست قياد الشعر للوطن, صدحت بقصائدها على منابر العز فأبكت الحاضرين نساءا ورجالا....وتداول شعرها الصغار والكبار...... صارت قصيدة ساجدة طلقة وبندقية من أجل الحرية من أجل وطن عصي على الغزاة لا يطيق وقع أقدامهم ولا غرابة فهي نخلة العراق شامخة شموخ العراق, في زمن محتدم بالألم والقهر....كثيف الضباب, أوحلته الخيانات وفضحت الذنوب أصحابها.....زمن شهد أحد عشر حربا امتدت من فيتنام إلى البوسنة وضاقت به الحرية حتى اعتبر احتلال الأوطان (ديمقراطية) وأصبحت حقوق الإنسان ذريعة لاغتيال الإنسان!...سألتها ذات يوم هل ستعودين إلى العراق ؟قالت: ومتى غادرت العراق....أوغادرني؟إنه يعيش في ثنايا قلبي وروحي......بنهريه وقمره الحزين...ببساتينه ووروده إني أصنع منها أنفس أنواع العطر أنثره على محبيه من العشاق الثائرين وهنا دمعت عيناها...فقلت صبرا حبيبتي ألم تتذكري ما قاله ابن زيدون إن قسا الدهر يوما فللماء من الصخر انبجاسوقول عمر أبو ريشة:ياعروس المجد تيهي واسحبي في مغانينا ذيول الشهب لن تري حفنة رمل فوقها لم تعطر بدما حّر أبي درج البغي عليها حقبة وهوى دون بلوغ الأرب لا يموت الحق مهما لطمت عارضيه قبضة المغتصبوهنا لابد من التوقف للقول إن غطرسة القوة تتوعد بمحو أعز وأغلى خصائص الانتماء الوطني (الهوية) خلافا لكل مواثيق الأخلاق والقيم واتفاقيات حقوق الإنسان, الناس حيارى حيال ديمقراطية محكومة بسياسة التتار والمغول وجنكيز خان تفرض بالجرافات وبلد وزرات الموت الأمريكي, فتبدلت الأحوال وتباينت الآراء, ما تراه غير الذي تسمعه وما يروج من شعارات غير ما تضمره تلك الشعارات والدولة التي وصفها ذات يوم (ماوتسي تونغ) أنها نمر من ورق أصبحت اليوم القوة العظمى في العالم بقبضة الحديد والنار بزعامة قائد الدولة العظمى الشيطان الأكبر بوش الذي قال فيه رئيس فنزويلا (شافيز) بأن هتلر طفلا رضيعا إذا ما قورن بجورج بوش وأعوانه العملاء وكل الذين فقدوا البصر والتبصر ووقعوا, بخبث فخ تناقضا ته ومن أقواله الماكرة أنه يرفض المساس بمشاعر المسلمين كما يزعم ثم يهرع لتمزيق المصحف الشريف ورميه في سلة المهملات فاستحق قول الشاعر العربي لا تنهي عن خلق وتأتي بمثله عار عليك إذا فعلت عظيم ويحضرني قول (برنارد شو) عندما سئل عن أي نوع من الأسلحة يمكن أن تستخدم بعد الحرب العالمية الثالثة وجمرة الحق كامنة تحت الثرى وبين قضبان السجون! قال: لا أعلم ولكني أعلم أنه لا يبقى شيء يتحرك صالحا للاستخدام سوى الحجارة, وبعض نسوة علمهن الظلم كيف يكون الانتصار على العابثين بقدسية الحياة وإن كان بعضهم أبناء وأخوة أو أزواج وكيف يكون العقاب حين تغضب النساء (وكيف...وكيف....)في زمن تضرم فيه نيران الطائفية والدسائس والخلافات النضالية في فلسطين زمن الحروب الأهلية, والجفاف والمجاعات في دار فور وتشاد, ونجيريا والصومال والكونغو والقرن الأفريقي....زمن أسئلة تفرض نفسها تحاصرك في الحل والترحال وكأنك أمام مجموعة من علب مغلقة كلما فتحت علبة تظهر علبة أخرى داخل علبة إلى مالا نهاية وفي كل علبة تفتحها تمتع ناظريك بقراءة هوية وطنية ممهورة بدم صنع التاريخ وطنا وهوية, ورغم أني لست مؤرخة, وليس هدفي التأريخ بمعناه التقني، جذبني طهر الأسئلة التي وجهت إلينا في الأمسيات والمهرجانات التي كنا ندعى لها وعظمة دلالاتها ومعانيها وبنفس القدر من الأهمية سأجيب بنص أدبي مكتوب بمداد قلم امرأة سورية باحثة, وسألفت الأنظار إلى ما يجب لفت الأنظار إليه ومنها ما جاء في كتاب (أقنعة الحقيقة وأقنعة الخيال) للدكتور(جبران إبراهيم جبران) جاء فيه "أن أمريكا هي بلد المتناقضات ففي الوقت الذي توصف أنها بلد الحريات محكومة بقبضة السياسة الصهيونية والعنصرية ومنها انفجرت ينابيع الإرهاب وفيها ينتشر أكثر المشردين والفقراء وكلما دعت إلى احترام, بل بتقديس الحريات وجد من كتابها من يفضح أشد خصوصياتها المخبأة وراء زيف ما تدعيه لصون حقوق الإنسان وخصوصا حقوق المرأة وتستغيث نساء العالم من غوائل الحروب ودفع السمن إن العقل تحجر, والدين تحلل, والأوصال تقطعت, والأوطان احتلت, والقيم انحسرت وأخلاق الدول تبدلت, والجرائم استفحلت لدرجة أن الحيوانات المفترسة عقدت مؤتمرا تطلب فيه من الوحوش البشرية المفترسة الرحمة في الأطفال براعم الحياة, ماذا أنبيك؟ عن زمن نعيش فيه وقد انقلبت كل المبادئ والقيم وصار الإنسان يدمر تحت ذريعة حقوق الإنسان وكل المواثيق واتفاقيات حقوق الإنسان أصبحت غطاءا لنقض الذمم وعلى حد تعبير الشاعرة ساجدة الموسوي: كان الإنسانيقتل حيوانا كي يأكلصار الإنسانيقتل إنسانا كي يأكلفتحية لرفيقة الدرب التي صرخت في وجه الغزاة هذا وطنيأى روحيأي شرفيغير بلاغي هذاماذاياهذا تتوقعهل اعطيك فراتين اسيرينام اعطيك نجوم الكرخ على طبق من كهربهل اعطيك مفاتيح البيت و اركعاعمه في غيكاعمه في جوركمزق ثوبكاضرب رأسكلن اتراجعلن ارجعو اقص يدي ان اجبرها الجوع على التوقيعاقص اصابعهالكن لن اركع البصرةنت