"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون". إنك إذاً في نطاق الرؤية الشاملة التي لا يفوتها شيء... إنها الشعبية من المجتمع المسلم، وأنت كذلك في نطاق الرؤية والرقابة من الشرع وهو ما يعطيه لفظ "ورسوله" لأن المقصود هو صلى الله عليه وسلم في حياته، والمقصود الشريعة بعد موته صلى الله عليه وسلم، ولأن حملة الشرع هم ورثة الأنبياء فهم يقومون بالرقابة التي يقوم بها من ورثوا عنه الشرع، وهذا اختصاص خاص وإن كانوا يدخلون في عموم الرقابة العامة للمؤمنين، وأما الرؤية الأهم والأعظم والأدق فهي أنك تحت نظر الله ورقابته "فسيرى الله عملكم" ولذلك بدأ الله به النص لأنها رؤية مطلقة لا نطاق لها ولا حدود... إنك مكشوف على كل حال، خواطرك ووساوسك وقراراتك الداخلية المكنونة في الصدر أو في السر لأهل السر من خاصتك.. أعمالك.. اجتماعاتك.. تدابيرك.. كلها تحت الرؤية في طائلة المسئولية. إنها فوق سائر الرقابات ومع هذا أعطى سبحانه حق الرقابة معه للشريعة وحملتها وللشعب في مختلف مؤسساته ووسائله البسيطة والعادية والمعقدة زيادة في إقامة الحجة ودفعا بإصلاح الوضع وتجاوز الخلل.. إن هذه الرقابة الثلاثية هي أدق وأشد رقابة على الإطلاق، إنها تشكل ردعا للكل.. دعوني أجيب عن تساؤل عنوانه لماذا تشكل هذه الأنواع الرقابية الثلاث معالجة حقيقية وردعا حقيقيا؟ أعدكم أني سأجيب عليها في المقال القادم بإذن الله تعالى.