قال " الإخواني" المدعو عبدالله صعتر إنه سيقدم منزله كجائزة لمن يقدم له مؤسسة حكومية خالية من الفساد.. وذهب "صعتر" في أخر تقليعاته الإخوانية وخطبه "الشيطانية" في تجمع لعناصر ما يسمى بأحزاب اللقاء المشترك في محافظة " المهرة" يوم الجمعة إلى القول بأن الفساد ينخر في كل مفصل من مفاصل الدولة وأن مستقبل الشعب اليمني أصبح مهدداً. ولعل المتابع للخطب التي اعتاد المدعو " عبدالله صعتر" على القائها هناء وهناك ‘ سيجد أن ما قاله في المهرة لا يعدو أكثر من مجرد تكرار لتلك الاسطوانة المشروخة التي اعتاد عليها هذا "الصعتر". فقد عرض اليوم " منزله" كجائزة ‘ وبالأمس أعلن عن جائزة مليونية لمن يستطيع أن يأتي بمؤسسة أو وزارة لا يوجد فيها فساد‘كما سبق له وأن أعلن قبل هاتين الجائزتين ‘ عن أسهم في الجنة لكل من يصوتون في الانتخابات لمرشحي الحزب "الاخواني" الذي ينتمي إليه. لكن وقبل الخوض في تفاصيل الجوائز الصعترية للمدعو "صعتر" ‘ دعونا أولاً نقف قليلاً أمام ما أشار إليه في خطبته بمحافظة المهرة ‘ وهي الخطة التي لم تأتي بجديد عن سابقاتها من خطبه التي كثيراً ما يتحدث فيها عن الفساد.. في الوقت الذي يعد هو أحد رموز الفساد والإفساد في المجتمع ‘ بل أن فساده وإرهابه امتد إلى ما وراء حدود اليمن. ولعل مثل هذا ليس بغريب على المدعو " صعتر" الذي اعتاد هو وكثر من أمثاله على الذهاب إلى دول الخليج للتسول وجمع الأموال من الجمعيات الخيرية ورجال الأعمال وفاعلي الخير ‘ تحت غطاء مساعدة الفقراء والأيتام والمعوقين وبناء المساجد وغير ذلك ‘ثم يعودون بتلك الأموال إلى اليمن لينفقونها لمصالحهم الشخصية والحزبية وفي أعمال لا صلة لها بتلك الأعمال التي جُمعت لأجلها. وبالتالي فإن ما تحدث به " صعتر" في محافظة المهرة لا شك في أنه يندرج ضمن تلك الأساليب والأكاذيب التي لطالما اعتاد عليها‘ كما استمرأتها معظم إن لم يكن ‘ كل قيادات حزب " الإخوان" وبالذات تلك المتطلعة والمتعطشة إلى السلطة‘ والتي لربما أنها وجدت في خطب "صعتر" بما تحمله من افتراءات وتظليلات وسيلة وأداة لتحقيق بعض المكاسب حتى وإن كانت على حساب المبادئ والقيم والمثل العلياء ‘.. وعندما نجد " صعتر" عندما يخطب من محافظة المهرة عن الفساد ‘ ويعلن تقديم " منزله" كجائزة ويسيء بل ويشنع بالحكومة والحزب الحاكم ‘فليس معنى ذلك أنه من الصفوة ‘لكن كل ما في الأمر أن هذا الرجل يريد وبصريح العبارة أن يصل الى السلطة ‘ مع علمه أن بلوغ مثل هذا الأمر هو في حد ذاته بعيد المنال ‘ بل ويعد من سابع المستحيلات بالنسبة له وأمثاله من بقايا الأنظمة البائدة من " طالبان" و " الماركسيين" ومخلفات الإمامة. والغريب في الأمر أن ذلك " العاهة" ‘المسمى بعبدالله صعتر لم يدرك أنه لو كان هناك فساداً بتلك الصورة التي يتحدث عنها ‘ لما أقيمت المدارس والمستشفيات والجامعات والطرقات وغيرها من المشاريع التي أضحت تشكل اليوم صورحاً عظيمة في كل إرجاء الوطن اليمني الكبير ‘ لكن " الصعتر" وأمثاله يأبون إلا أن يواصلوا النهش في الوطن والتمادي في الأذى والإساءة إليه وإلى مكتسباته وثوابته التي في مقدمتها الوحدة‘ التي يجب على عبدالله صعتر أن يعرف أنه آخر من يمكن أن يتحدث عنها وعن الثورة والجمهورية.. كما أن عليه أن يعي بأنه لولا فضل الثورة والجمهورية والوحدة لما استطاع أن يصل إلى محافظة " المهرة" ليطلق العنان من هناك للسانه لينضح وبكل حرية بغثاء القول ‘ الذي يعبر عن مدى حقده على الثورة والنظام الجمهوري ‘ باعتبار هذا " الصعتر" من مخلفات " الأماميين"‘ فمعروف أن والده كان من العناصر التي حاربت ضد الثورة اليمنية. كما أنه والى جانب ما سبق‘ كيف يتحدث عبدالله صعتر عن الفساد وهو الذي كان مهندساً في أمانة العاصمة صنعاء ‘ ثم طُرد من عمله بسبب الفساد. اننا حقيقة نشفق هناء على الإخوة في حزب "الإخوان - تجمع الاصلاح".. كونهم يستقطبون مثل هذه المخلفات التي جعلتهم يتخبطون في قراراتهم ورؤاهم وتوجهاتهم وأساليب تعاطيهم مع قضايا الوطن ‘ بحيث أصبحوا يلهثون فقط وراء مصالحهم الحزبية والشخصية‘ فاحياناً تجدهم ضد الماركسيين ‘ ثم يتحولون فجأة فيصبحوا ماركسيين أكثر من " كارل ماركس" نفسه‘ وأحياناً ضد الحوثيين ‘ ثم ما يلبثوا أن يتقربوا من كل ما هو " حوثي" ‘ وتارة مع الانقلابيين " الناصريين" وهكذا تجدهم يتخبطون بحثاً عن مصالحهم الضيقة. ولعلنا نجد في هذا السياق أن حزب " الاخوان" الذي سبق لقياداته الرئيسية أن شنت حملات تكفيرية وتحريضية ضد الحزب الاشتراكي وأصدرت فتاوى اباحت من خلالها دماء قيادات وكوادر " الاشتراكي" الذي تمكنت عناصر متطرفة منتمية الى حزب " الإخوان" من تصفية العديد من كوادره على مدى السنوات الماضية ‘ بفعل تلك التعبئة والتحريض التكفيري من قبل قيادات الإخوان‘ والتي من أبرزها شيخ "الصعتر". ورغم كل ما فعله حزب " الإخوان" بقيادات وكوادر الحزب الاشتراكي ‘ نتيجة تلك الفتاوى التكفيرية التي أطلقها مشايخ " الاخوان" وتحديداً منذ العام 1994م ‘ إلا أنهم ومن دون حياء ولا خجل ‘ عادوا ليتخذوا من " الاشتراكي" مطية" لتعزيز وجودهم في المحافظات الجنوبية والشرقية في إطار ما يسمى " اللقاء المشترك"‘ إلى درجة أنهم لم يترددوا في التعاطي بل وتبني شعارات المناطقية في سبيل بلوغ أهدافهم الحزبية التوسعية‘ متجردين بذلك عن ابسط القيم والمبادئ التي كان حزب " الاصلاح" قد نشأ على اساسها‘ وفي مقدمتها الوحدة ‘ حيث كانت قيادات " الاخوان" قد عمدت وكما هو معلوم الى تربية قواعدها وفق اسس عقائدية تقوم على مفهومين رئيسيين ‘أولهما شعار "الإسلام هو الحل"وأن إقامة دول " الخلافة الاسلامية" أمر لا بد من العمل والجهاد من أجله‘ على اعتبار أن وحدة المسلمين من الأمور الواجبة شرعاً. لكن المصالح الحزبية والشخصية ‘ جعلت القيادات الاخوانية في اليمن مستعدة للتضحية والتخلي عن كل المبادئ والقيم‘ في سبيل " الوصولية" أي الوصول الى السلطة.. الى درجة أن بعض تلك القيادات لم تتردد في التقرب من امريكا ودول الغرب عموماً في محاولات يائسة من جانب تلك القيادات لكسب ود الدول الغربية‘ لاعتقادها في ان ذلك قد يساعدها في بلوغ أهدافها في " السلطة" والتسلط.. حتى أن بعض قيادات " الاخوان" تتحرج في الحديث عن قضية الشيخ محمد المؤيد ‘ الذي تعتقله الولاياتالمتحدة مع مرافقه محمد زايد منذ سنوات وذلك خسية أن يغضب ذلك " أمريكا" عموماً قبل أن اختتم موضوعي هذا والذي شدني لكتابته هو تلك التصريحات والجوائز التي عادة ما يعلن عنها المدعو " عبدالله صعتر"‘ أرى أنه لا بد هنا من أن نقف قليلاً أمام جوائز " صعتر"‘ والتي تجعلنا احياناً نشفق على هذا الرجل ‘ الذي اخذه طيشه برغم أنه وكما أعتقد قد بلغ سن " الشيخوخة" والطيش عادة ما يكون في سن الشباب‘ إلا أن طيش هذا قد يكون من نوع " خاص" يمكن تسميته بالطيش أو الخرف السياسي‘ لم يتردد في الإعلان عن جوائزه التي لم تكن في واقع الحال أكثر من مجرد تسجيل مواقف استعراضية غرضها الإثارة والتحريض .. ليس إلا.. . فقد أعلن القيادي الاخواني عبدالله صعتر في شهر يناير من العام 2008م عندما كان كما أعتقد في جولة ميدانية ‘في بعض مناطق محافظة حضرموت‘ في إطار برنامج عمله الحزبي الذي اعتاد من خلاله على إلقاء المحاضرات المناهضة للدولة للحكومة .. " صعتر" حينها عن جائزة مليونية لمن يستطيع أن يأتي بمؤسسة أو وزارة لا يوجد فيها فساد.. والأدهى من ذلك انه غيه وهوسه قد أخذه قبل ذلك إلى حد تقديم وعود باسهم في الجنة ‘ لمن يصوت لمرشحي حزب الإخوان.. وكان ذلك في شهر اغسطس من العام 2006م بمحافظة إب‘ اثناء حملات الانتخابات الرئاسية والمحلية . حيث لم يتردد " صعتر" في خطبة حزبية كان عنوانها(التغيير واسهم الجنة) في تقديم وعود بالحصول على أسهم في الجنة لمن يمنحون أصواتهم لمرشحي حزبه .. بل أنه حدد حينها قيمة الصوت لمرشحي حزب الإصلاح بسهم في الجنة؟!!! واجمالا فإن ما يمكن قوله في حتام حديثنا هذا هو أن الهدف من اعلانات صعتر لتلك الجوائز هو فقط وكما ذكرنا سابقاً الإثارة والتحريض ‘ أما الفساد الحقيقي فهوا متغلغل في نفسه هو ومن ساروا على نهجه.