هيئة رئاسية جديدة للبرلمان.. بعد أسابيع فراغ وفّرت للصحافة مادة للعمل، الذي توزّع بين التنجيم والتخمين وقراءة ما ليس في السطور أصلاً. توقَّع البعض، أو لنقل تمنى، أن يطول الفراغ في أعلى هرم السلطة التشريعية.. وهو ما لم يحدث.. ولا أقول إن الأمر مهم إلى هذه الدرجة.. إنما المهم أن الأمر قد انتهى وحسم سلمياً! لمصلحة النواب والبرلمان أولاً وأخيراً. بالتأكيد، والتجربة والخبرة.. فإن كل قضية لدينا مرشّحة للشد والجذب وأن تتحول إلى أزمة وطنية، كائنة ما كانت، حتى ما هو أقل من القضية بكثير.. مؤهل للتأزم بأمر من الفراغ الحزبي الذي لا يجد نفسه إلا مضطراً لاختلاق عمل ينشغل به ويشغل به العامة والشارع. انتخاب هيئة رئاسية جديدة للبرلمان قد يعني أن النواب انتهوا من فراغ الرئاسة، إنما هل نتفاءل أن الفراغ في القاعة والمقاعد سوف ينتهي هو الآخر؟! يحتاج الأمر إلى معجزة برلمانية تُحسب لصالح الرئاسة الجديدة.. وذلك لتغيير الواقع وبعث الدفء والحياة من جديد في قاعة وأروقة البرلمان. أعتقد أن الرئاسة مهمة للبرلمان.. وأهم منها أن تنجح في تقديم حلول عملية لمشكلة الغياب وخلو القاعة والمقاعد من شاغريها وممثلي الشعب ونواب الأمة. ولو تمكنت الهيئة الرئاسية الجديدة للبرلمان من حمل نصف أعضاء المجلس على الحضور والمشاركة في الجلسات والمناقشات فإن ذلك سيُعد نجاحاً غير مسبوق.. ولا أتشاءم حينما أتنبأ باستحالة حصول شيء كهذا! أصدقكم القول: هناك مجموعة واسعة وكبيرة من أعضاء البرلمان ومن مختلف الكتل والتمثيلات الحزبية لايزال الناخبون ينتظرونهم على أحر من الجمر ليقولوا شيئاً ونسمع لهم صوتاً! يبدو أن خمسة أعوام كاملة لن تكون كافية لإقناع الصامتين من النواب بالتمرد على الصمت الذهبي وتجريب الإمساك بالمايكروفون والحديث العلني أمام السادة المشاهدين للفضائية اليمنية بعد الرابعة عصراً. قال لي أحدهم إنهم في الدائرة يُمنُّون أنفسهم برؤية ممثلهم في البرلمان على الشاشة الفضية وسماع صوته ولو لمرة يتيمة. بقية القصة تفيد أن المذكور انتُخب وحافظ على تمثيل الدائرة لثلاث دورات نيابية متتالية.. وبرغم ذلك ينتظر ناخبوه يوم سعدهم معه.. يوم يرونه يتحدث.. في أي شيء! شكراً لأنكم تبتسمون