كسوة العيد تجعل الجنة رخيصة لمن أنفق ماله في كسوة يتيم أو فقير أو مسكين، كما تجعل هذه الكسوة كثيراً من المسلمين في ضيق وحصار نفسي؛ لأنه يشعر بالغربة عن مجتمع لا يوجد فيه تراحم ولا أخوّة ولا مودة. وكسوة العيد تكرّس الشقاق والعداوة بين أناس قادرين على تنويع كساء أولادهم وآخرين غير قادرين على إطعامهم فضلاً عن كسوتهم. إن الإسلام دين تراحم وتكافل وتكافؤ ومودة ورحمة، وقد يظن بعض الناس أن الفقير لن يتقبل كسوة قديمة قد يجود بها لأولاده، وهذا وهم، فعلى المسلم أن يجود بما لديه، فبعض إخوانه المسلمين قد يأمرون أولادهم بعدم الخروج لأنهم لا يملكون من الملابس لا قديماً ولا جديداً. فعلينا أن نبادر إلى ملابسنا فنتخيّر أجودها وأفضلها لنعطيها المحتاجين العراة، لقوله تعالى: «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون». كسوة العيد تعظيم لشعيرة من شعائر الله “ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب” وكيف يكون شعور الطفل الفقير إذا هو رأى طفلك ينعم بكسوة العيد؛ وقد كره الإسلام أن يطبخ المسلم مرقاً تفوح رائحته دون أن يعطي بعضه جاراً جائعاً؛ فما بالنا أن نسعد أطفالنا بكسوة العيد يراها طفل بائس فلما يستطع إلا أن يذرف دموعاً غزاراً وأسى فاجعاً وزفرات وجع فادح؟!. تزدحم الأسواق بالباحثين عن كسوة العيد، وهو نداء لكل مسلمة فاضلة ألا تنسى ولو بعض أفراد أسرة قريبة أو جارة فقيرة لتشتري لهم بعض كساء لتعم المحبة وينتشر العدل والإخاء، وهو نداء لكل مسلم فاضل أن يُدخل السرور على أخيه المسلم الذي حبسه الحال عن أن يشتري كساء لأبنائه وأسرته. إن هناك جمعيات خيرية - جزاها الله خيراً - تجمع المال في سبيل شراء كسوة العيد، وأطلب من إخواننا تجار الملابس أن يخصصوا جانباً من زكاة أموالهم لتكون ملابس ومن مقاسات مختلفة ليعطوها هذه الجمعيات لتوزيعها على المعدمين والمحتاجين. وأقترح إنشاء «لجنة كسوة العيد» دائمة لتقوم بعملية منظمة لتوزيع الكسوة تشارك فيها الدولة والقطاع الخاص والمختلط لمزيد من التراحم الاجتماعي وتكريس الإخاء الإسلامي، ويفضّل ألا تتبع هذه اللجنة أية جهة حزبية. ويكون على خطباء المساجد التركز على توفير الكسوة هذه الأيام والليالي لما لكسوة العيد من أهمية باعتبار آثارها تنعكس على اللحمة الاجتماعية. وبما أن كثيرين من الناس قادرون على شراء أكثر من كساء لأطفالهم؛ فعليهم - كرماً ورحمة - أن يكتفوا بكسوة واحدة لأطفالهم ليمنحوا الكسوة الأخرى طفلاً قريباً أو جاراً أو بعيداً ليشعر المجتمع بجمال العيد، ويشكرون الله على توفيقهم في صيام رمضان الذي نأسف لفراقه.