أولئك الجرحى يمرون من دمنا.. ومن تطاير الغبار في ذاكرة الأرصفة.. ومن شهقة الفجر في عتمة المنفى الكبير.. ومن نحيب الأمهات وعويل الأطفال.. ووجع الظروف الأكثر قساوةً.. والأنكى حزناً على مصير الشباب المعفرة جباههم بوميض الحرية العصيّة وكم أخجل في الحديث عن أوجاعهم المتراكمة في أجسادهم النحيلة.. وأرواحهم المخدوشة بسهام النكران.. ونكبة الاستحواذ ممن تسلّقوا على دمائهم وفرائح آمالهم.. المتاجرين ببلدٍ بأكمله للاستئثار بمنصبٍ قد تبدد تحت كراسيّهم.. وتعفّن طريق الوحشة بهم حتى غدونا أوجاعاً متراصّة في ذاكرة الغرق. جرحى الثورة الشبابية يئنّون ولا منقذ.. رغم أنّي لا أحمّل الحكومة كل المسؤولية؛ لأنها حكومة وفاق يقتسمها من هو معهم ومن هو ضدهم.. لكنني أحمّل قياداتهم السياسية والحزبية وتنظيمية الساحات التابعة لمخيلة السياسيين الطاعنين في عجز الوصول لضفّة الرقيّ الإنسانيّ. جرحى الثورة الشبابية هم أبناء هذا البلد وخلاصة أوجاعه.. ومالم تقم الأحزاب بدورها تجاههم فلا مفرّ من كوارث إنسانية قادمة لمحتها في عيون المعذبين بأنين آلامهم.. والمتناثرين على أرصفة المواعيد المؤجلّة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك