قد لا نعي أن أغلب المصائب التي يتعرض لها البسطاء من الناس, وتجعل التعاسة تغلف حياتهم سببها أشخاص غابت ضمائرهم, ولم يسارعوا في استحضاره مرة أخرى, وهم يرون مقدار الدمار الذي يلف ممن هم حولهم, وكأن الأمور لا تعنيهم, وأن ما حصل كان يفترض أن يحصل سواء أكانوا هم المتسببين أم غيرهم. غياب الضمير ليست أزمة عابرة، ولا قطرات من المطر هطلت على نافذة زجاجية لا تملك سوى مسحها لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه, فقد يموت أشخاص, وتنتهي حياتهم بسبب عينة من الناس امتلأت مشاعرهم بالضرر للآخرين, وفاضت ضمائرهم بالغياب الأخلاقي, من منطلق انه لابد أن يستولوا على كل شيء حتى لو كان على حساب الجميع، دون أن يقدم أحدهم كشفا للحساب ويدفع الثمن إن كان مداناً. لقد اعتادوا العيش مع هذا الغياب لضمائرهم, ولم يعودوا يميزون بين وجوده، أو غيابه، ولم تصفعهم يوما المخاوف مما سيأتي، بل عندهم قناعة تامة بأن من غاب يستحق الغياب، بدلاً من وجوده المؤرق لهم، وجذوره التي تضرب لتحرم أمثالهم من الاستمتاع بالحياة طولاً وعرضاً دون عراقيل. هم لا يدركون أن التاريخ يفتح النوافذ إذا لم نفتحها له, وأن لكل كارثة أسئلة ستأتي إجابتها وإن طال الزمن, ولكل مصيبة مسببات, وأناس أقاموا هذه الأسباب. عندما تفتح هذه النوافذ قد نجد أحدهم فجأة نزع إلى راحة الضمير, وتهرب من المسؤولية. نجده في تلك اللحظة يتمسك بدراما تصر على غياب الحساب، وتهربه من المسؤولية بحجة اتكاله على أشخاص لم يكونوا شرفاء, ومع ذلك لم يخسر قوته كاملة في ظل إيمانه بأنه كان يستحق حساباً أكثر مرونة, ليس لغياب ضميره فقط،, ولكن لأنه فلان..!!! رابط المقال على الفيس بوك