يحتاج المرء في أحوال ما لكتابة ولو أقل من كلمة واحدة، و أقل من حرف لا يشكلها، لعلّ تبرز معضلة تحويل اللغة «إلى نظام اجتماعي» باعتبارها وفقاً لعلماء الألسن ليست نظاماً فردياً، بقدر ما هي نظام عام بغاية التواصل والتأثير والتأثر في عملية الخطاب. اليوم وفي ظل متواليات الصراع المفتوح والمصمت أو المضمر تحت أي شعار أو غايات لدى المتصارعين تختزل اللغة والخطاب إلى خطاب الفردي “الأقوى” واستفراده لكن بقوة المجموع في الحقيقة، وحيث تبقى ضعف المجتمعات واستكانتها وغياب شخصيتها السياسية والثقافية والمدنية فجوة في حياتها تجير لصالح أطراف ومراكز قوى أهمل أيضاً إنسانها من التنمية المجتمعية والمدنية والتعليم العلمي كشرط إنساني عالٍ برقي بنا الإنسان والأجيال وبناء الدولة. إن سوء الفهم غالباً عند كثير من الشعوب والنخب الفكرية يفضي إلى أسئلة هامة واستنتاجات بحثية دؤوبة لكن في بلداننا لا يبدو أن الأمر كذلك، فقد صار العرف في نظرياته هو المهيمن وغير المدروس كمتراكم ظاهرة فينومينولوجية بقدر ما بقي متراكماً مهيمناً لا يقبل التساؤل، فيما سلطاته بنزعاتها تزعم العفة والنزاهة وتعريض الآخرين للمساءلة، والتهكم والانتهاكات، وبمعنى آخر إن العرف في البلدان التي أنهكتها السياسات التي لا تؤدي سوى إلى صراعات ولا تنمّي سوى فساد متعدد الأوجه والأقنعة والقناعات كبلداننا العربية بات مقدماً على المعرفة العالمية والتحولات المدرسية نحو دولة المؤسسة لا دولة أو سلطة “المصالح والجماعات السياسية والدينية” التي جلّها يتعاطى مع مجتمعه كأقلية لا شعب. بالنسبة للعالم العربي والإسلامي لم تطرأ أي تحولات في المفاهيم على صعيد «الثقافة»، و«المثقف»، و«المجتمع» و«النقد» و«السرد» وذلك كحركات فكرية ونقدية مواكبة معرفياً كورشة أفكار فنية وتراجم بالصورة التي هي عليه حالة اشتغال العقل العربي المغاربي، الذي ينشط بتحولات مواكبة للجديد كطريقة في الفكر والتفكير وبنية وعي ذهنية جديدة في الكتابة والتواكب الحديث. [email protected]