لم يعرف اليمنيون لحظة هدوء واحدة في حياتهم القلقة والعنيفة غير المستقرّة دائماً، فبين حرب وانتقال إلى أخرى أو بين صراع ومواجهات تفضي إلى نوع وخيار آخر من القتل على الأرض أو بعاصفة من السماء، وهكذا ورغم أن الضجيج اليمني لم يهدأ لحظة، ومع ذلك بقي (...)
كلُّ من يستبدل “الهويّة الوطنية”بهويّة جماعة لا ينتصر حتى لمواطنته هو كفرد في إطار «الجماعة» أو الحزب.
ومن يكابر بأفعاله قفزاً على ما يلتقّى فيه اليمنيون وتجاوزاً ولا مبالاة توجّهها مصالح عوائل وغايات شخصية ووصولية لحزب أو جماعة الهدف منها تحقيق (...)
كذبت الصحافة ولو صدقت غير أن المصادر الوحيدة في اليمن التي لا يكذبها أحد هذه الأيام« هي المصادر الجوية» التي باتت هي نشرة اليمني الرئيسة بدلاً من التسمر أمام فضائيات ومواقع وشاشات نشرات ومواجيز الأخبار ونشرات الطقس وحالات المناخ وإذاعات التنبؤ (...)
حتماً سينكشف قاتلوك عبد الكريم، من اغتالك اغتالنا أيضاً وأياً يكن اختلافنا أو اختلاف البعض معك تبقى قلماً وآراؤك المدنية ونضالاتك على مدى سنوات مضت لن تبلى، أذكر بأني كنت أقول لكريم وهو في السجن قبل سنوات عند زيارتي له: نحن في السجن وليس أنت ..أنت (...)
مازالت الدّهشة لم تفارقني حتى اللحظة إثر زيارة طيّبة وهانئة الفرح والطرب الراقص بروح وطموح شبابي أثير بفرح وإيناسه وفنّه الخاص، حيث كنت قد دُعيت إلى عرس الرفيق العزيز وعضو مؤتمر الحوار الوطني همدان مثنى الحقب.
أنا وزملاء وأصدقاء نزلنا في «دمت » (...)
نبيلة الزبير وأروى عثمان من بين أبرز الأسماء اليمنية في النشاط المدني والوطني والإنساني بشكل عام من حيث نوعية أدائهن وعملهن ومواجهاتهن ومواقفهن الثقافية والسياسية السلمية، ليس بتمثيل النساء فحسب؛ ولكن بما يجاوز ذلك أفقاً وتميُّزاً؛ لأن المُعطى (...)
القوة تحتاج إلى أخلاق في التعامل أولا.لكي تقدم نفسها للناس كرمزية لحمايتهم كما يفترض.بيد أن غباء التغابي والنكران والتغطرس كم يبدو أمر بات سمة تلتقي فيها كل الجماعات الدينية كأصولية سياسية في النظر إلى طريقة السلطة والحكم.وهذه الجماعة أو ذاك الحزب (...)
بغياب الطمأنينة النفسية للمواطنين.وحضور وطغيان رأي السلاح لا العقل.يزداد تعرض المجال العام للمصادرة والخنق الذي يحدث في حياتنا بصورة ممنهجة ليطول ذلك خيارات التنفس والتعبير بحرية نفسية نشعر بها كما يفترض.لكأنما الظلام يتسرب إلى أحلامنا وطرق حياتنا (...)
في اللحظة الراهنة يصعب على اليمنيين استعادة حريتهم ..مالم تستعد إراداتهم كشعب حر حتى لا يفقد كرمته كما فقد دولته.. وحتى لو توهم الناس بأنهم يشعرون بالحرية سيبقون في حالة استلاب عاجزين لأنه وبدون استعادة الإرادة الشعبية المستلبة منذ قرون غوابر لن (...)
ثلاثية ولازمة :الماضي.الحاضر.المستقبل.مفردات تحضر في خطابات اليمنيين بإفراط و السياسيين منهم بوجه خاص - حد التخمة الذهنية - وخارج التفكير الطبيعي. حد المجاوزة لواقع عيش اللحظة.بسلام.إلى لحظة منفصلة عن.كل طبيعية وتوازن بإفتراض التعايش المدني.في حين (...)
إن إصطلاحات«بداوات ,عربان وقطعان ومشايخ وسادة وعبيد” هو من قبيل الاختبار للوعي المعرفي للناس لتجاوزها ذلك إلى سلوك مدني ووطني وحضاري.ينأى بهم عن الحيوانية.والتذرر.والصراع وظلامية الرؤية. ولابد من أن يسيج الناس هويتهم بالمعرفة وخيارات التعايش من (...)
يفترض باليمنيين أن لا يبطئوا كثيراً فوق تأخرهم في إيقاف التآمر الساعي لوأد حلمهم في المشروع الوطني لبلدهم وشعبهم في الدولة، الوعي العام لايزال غائباً أو يكاد جراء القطائع، عن مفهوم الدولة في بنية الثقافة والتعليم والتمدرس، فقد تحولت الثقافة إلى (...)
لا ابالغ بالطبع إن قلت: ستكون خسارة أن لايعرف اليمنيون هذا الرجل الإنسان والمثقف المدني والوطني والأممي التعايش والنزاهة والخطاب.وستكون خسارة أن لايعرف كثيرون من هذا الرجل الشامخ بمواقفه وإستبساله الكبير وبساطته في الاندماج بمجتمع الناس وشجاعته في (...)
“خالتي كلمتنا” قال لي صديقي العزيز عبود ناشر الإنسان الطيب مستطرداً والألم يعتصره أنها ودعت فلذة كبدها بعد أن أودعت في حقيبته كيساً من الكعك ودست في الزاوية الأخرى منها 3500 ريال.. أوصته أن يحتاط من برد صنعاء... في المساء هاتفته لتطمئن عليه وأكدت (...)
يحتاج المرء في أحوال ما لكتابة ولو أقل من كلمة واحدة، و أقل من حرف لا يشكلها، لعلّ تبرز معضلة تحويل اللغة «إلى نظام اجتماعي» باعتبارها وفقاً لعلماء الألسن ليست نظاماً فردياً، بقدر ما هي نظام عام بغاية التواصل والتأثير والتأثر في عملية الخطاب.
اليوم (...)
مع كل مدلف لعام جديد يطل علينا تبرز نظرة مشرعة ومتفائلة لدى الناس إذ يتمنى منهم واقعا أفضل وتعايشا ويتبادلون التهاني بمناسبة أعياد الميلاد والعام الجديد أو بغير مناسبة تتزامن مع مقاماتهم وأفراحهم، ويحدث غالباً في كل بلدان العالم الطبيعي أن يحتفل (...)
إلى أي مدى يمكن للحزب الاشتراكي اليمني في مرحلة جديدة على انعقاد مجلسه الحزبي أو مؤتمره “كونفرس” أن يتجاوز الإشكال التنظيمي إلى الفعل السياسي في استيعابه البُعد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ليردم فجوات غيابه بالمعنى الوطني على صعيد ما كان معوّلاً (...)
ملايين من الشباب والشابات في اليمن منذ أن كانوا أطفالاً وعلى مدى أجيال تعاقبت خلال أكثر ثلاثة عقود لفترة حكم “صالح” تسبّب الأخير خلالها وتحالفاته الرجعية والكهنوتية والسلالية الأخرى عبر سياساتهم الشمولية في صناعة الفقر كمؤسسة، وعملوا على تنميته كخطة (...)
أحيا منتدى التبادل المعرفي بمؤسسة بيسمنت الثقافية بصنعاء صباح أمس الذكرى السادسة على رحيل الشاعر محمد أنعم غالب (الأديب .. المثقف .. الإنسان). وأحد رواد القصيدة الحديثة في اليمن(قصيدة النثر(.
وإمتازت فعالية أمس التي شارك فيها كل من عبد الباري طاهر، (...)
ما الذي تريده كل من «قاعدة» صالح والإصلاح والحوثي وتحالفاتهما القديمة والجديدة واتفاقاتهما المضمرة، ما الذي يريده هؤلاء من اليمن واليمنيين أرضاً وجغرافية بما تحتوي..؟!.
سؤال مشروع وكان يحق لكل مواطن يمني أن يسأل ذلك منذ سنوات واليوم وغداً أيضاً، وأن (...)
فيما بقيت كثير من النُخب العربية من السياسيين والمثقّفين في وجه خاص على مدى ما يقرب من نصف قرن من الإحباطات وهم يحيلون في جل كتاباتهم وحواراتهم وأحاديثهم إلى ما يطلقون عليها «نكسة 1967م» كسبب للتردّي السياسي العربي والتعطيل للفعل الحقيقي لبناء (...)
«إلى الصديق أ. محمد الشعيبي»
هل لنا أن نتحدّث عن مواطنة داخل الأحزاب والقوى السياسية..؟! وحين نقول مواطنة هنا لا نعني ما يفترض أن يتوافر عليها المواطنون بالمعنى الوطني للجغرافيا على صعيد الحقوق والحريات؛ ولكن لجهة تعيين إلى أي مدى توجد مواطنة داخل (...)
اختيار أروى عثمان وزيرة للثقافة في اليمن ضمن تشكيل حكومة جديدة صدرت بقرار جمهوري كان في محلّه ولاقى ترحيباً شعبياً واسعاً وبمعيارية وطنية ومهنية وفي الخصوص ما يتعلّق بتمكين المرأة في الحكومة الجديدة بنسبة 12 % وأتى ذلك كضرورة متطلّبة باعتبارها (...)
لم يعد هناك من مجال للعيش هنا؛ لكن ثمّة خيارات لأجنحة تحلّق لاتزال في البعيد، حين تنعدم حرية الكائنات هنا، فالجهات واسعة، لكن الخرائط أشواك، والقلوب كذلك، شباك منصوبة وحبائل كثر فاحترس، احترسي، احترسوا، احترسن.
فلم يعد هنا من مجال للعيش سوى اللصوص (...)
“القات” في علاقته بنسبة كبيرة من متعاطيه في اليمن غدا طقساً سياسياً مخدّراً للجموع بامتياز؛ حتى إنه بات كل أولوياتهم كمواطنين في الحياة وقضية القضايا بالنسبة لكثيرين؛ فيما تجد بعضهم يردّدون بين حين وآخر نوعاً من نظريات الهروب بشعبوية ووعي سلبي دونما (...)