أمه فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن مخزوم بن يقظة بن مرة، وكان عبدالله أحسن أولاد عبدالمطلب وأعفهم وأحبهم إليه، وهو الذبيح؛ وذلك أن عبدالمطلب لما تم أبناؤه عشرة، وعرف أنهم يمنعونه بنذره فأطاعوه فقيل: إنه أقرع بينهم أيهم ينحر، فطارت القرعة على عبدالله، وكان أحب الناس إليه، فقال: اللهم هو أو مائة من الإبل، ثم أقرع بينه وبين الإبل فطارت القرعة على المائة من الإبل، وقيل: إنه كتب أسماءهم في القداح، وأعطاها قيم هبل، فضرب القداح فخرج القدح على عبدالله، فأخذه عبدالمطلب، وأخذ الشفرة، ثم أقبل به إلى الكعبة ليذبحه، فمنعته قريش، ولاسيما أخواله من بني مخزوم وأخوه أبو طالب، فقال عبدالمطلب: فكيف أصنع بنذري؟! فأشاروا عليه أن يأتي عرافة فيستأمرها، فأتاها، فأمرت أن يضرب القداح على عبدالله وعلى عشر من الإبل، فإن خرجت على عبدالله عشراً يزيد عشراً من الإبل حتى يرضي ربه، فإن خرجت على الإبل نحرها، فرجع وأقرع بين يديه وبين عشر من الإبل، فوقعت القرعة على عبدالله، فلم يزل يزيد من الإبل عشراً عشراً ولا تقع القرعة إلا عليه إلى أن بلغت الإبل مائة فوقعت القرعة عليها، فنحرت ثم تركت، لا يرد عنها إنسان ولا سبع، وكانت الدية في قريش وفي العرب عشراً من الإبل، فجرت بعد هذه الوقعة مائة من الإبل، وأقرها الإسلام، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أنا ابن الذبيحين» يعني اسماعيل، وأباه عبدالله. وجميع ما خلفه عبدالله خمسة أجمال، وقطعة غنم، وجارية حبشية اسمها "بركة" وكنيتها "أم أيمن" وهي حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.