المحافظة السباقة دائماً في كل شيء .. إلا في خدماتها الصحية فلازالت جميع المرافق الصحية تشكو شحة الإمكانات ونقص الاعتمادات في الوقت الذي يشكو المواطن تردي مستوى الخدمات التي تقدمها تلك المرافق وغياب الاهتمام والعلاج المجاني. وترافقاً مع انتشار بعض أمراض الحميات والأوبئة الصيفية.. الجمهورية واكبت الحدث لمعرفة أنواع الحميات أو الأوبئة الخطيرة والحالات التي قد تم تسجيلها وإجراءات الجهات المعنية .. ممثلة بمكتب الصحة لمواجهة ومعالجة الحالات المرضية التي تزداد في فصل الصيف .. ولمعرفة أسبابها وأنواعها .. المزيد في الاستطلاع الآتي: إمكانات شحيحة وفي مستشفى الوحدة بمديرية الشيخ عثمان .. تجولنا في أقسام المستشفى ذات المبنى الكبير بحجمه وسعة وتعدد مبانيه وأقسامه والذي يكثر فيه النازلون والقاصدون لتلقي العلاج بسبب الموقع المتوسط للمستشفى في وسط مديريات مزدحمة وذات كثافة سكانية كبيرة وذات مستوى معيشي واقتصادي متدنٍ جداً «حالات فقر شديدة» كما هو في مديرية دار سعد .. وجزء كبير من مديريتي الشيخ عثمان والمنصورة وخلال تجوالنا في أقسام المستشفى الكبير لاحظنا الازدحام ومدى نقص الإمكانات التي لاتتلاءم مع ضخامة العدد الكبير للمرضى القادمين إلى المستشفى. حالات مصابة ولمعرفة عدد الحالات المصابة بالحميات الصيفية (الأمراض الصيفية) التي وفدت إلى المستشفى ومستوى الاستعداد لعلاجها ..وأنواع هذه الحالات المرضية .. التقينا عدد اًمن المختصين. الأخت فاطمة يحيى ناصر مديرة الاحصاء بمستشفى الوحدة أعطتنا احصائية عن أهم الحالات التي قدمت إلى المستشفى خلال شهر مايو أي في بداية فصل الصيف وحتى الآن وأكدت وصول نحو (309) حالات إصابة بنزلات معوية واسهالات .. و(216) حالة مصابة بالملاريا .. بالإضافة إلى حالات الالتهاب الرئوي والشعب الرئوية والتي تزيد عنه (520) حالة مرضية وهي في تصاعد مستمر مع تصاعد ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف. أما مرض عدوى الجلد وأمراض الجلد والتي تزداد حالات الإصابة بها في فصل الصيف فقد ارتفعت إلى (503) حالات .. أيضاً من الحالات المرضية التي ترتفع عدد الإصابات بها في فصل الصيف أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والذبحات الصدرية وغيرها لتصل إلى (114) حالة خلال شهر مايو فقط. وتضيف مديرة الاحصاء بمستشفى الوحدة: إن هناك حالات مرضية أخرى منها (33) حالة مصابة بمرض الحصبة و(14) حالة بمرض السعال الديكي و(13) حالة مصابة بمرض التيفوئيد .. وأمراض أخرى وحمى الضنك وغيرها .. من أمراض الحميات الصيفية. الأمراض الجلدية ولمعرفة رأي المختصين من الأطباء عن الأمراض الجلدية صيفاً تحدثت إلينا الدكتورة/ نادية أحمد عبدالقادر اختصاصي أمراض جلدية فتقول : هناك أمراض جلدية تتكاثر في فصل الصيف ومنها، أمراض الفطريات التي تنتشر هذه الأيام بكثرة فتصيب الشخص المريض بالأطراف والرأس وبقية أجزاء الجسم كنتيجة للحرارة الشديدة والرطوبة الزائدة .. في المناطق الساحلية. هناك أيضاً حالات مرضية (أمراض الصيف) وصلت إلينا كالحالات المصابة بالدماميل ،الحزام الناري (ومرض الحزام الناري) سببه انتشار فيروس هذا الداء ، الذي يسبب التهابات شديدة في الاعصاب نتيجة للإصابة بالفيروس (المرضي) والذي تظهر أعراضه . كحبيبات صغيرة على شكل خط على طول العصب في جسم الإنسان الذي قد أصابه الفيروس فيسبب آلاماً شديدة والتهابات حادة .. ومضاعفات أخرى. حبيبات «الجتيعة» وتضيف د. نادية أحمد : من الأمراض المنتشرة أيضاً «الجتيعة» وهي عبارة عن حبيبات مائية صغيرة تنتشر في مختلف أجزاء الجسم المصاب وتسبب ارتفاعاً في درجة حرارة المريض .. والسعال الشديد وتسبب بوجود آثار جلدية بسيطة تزول مع الأيام. الأمراض الصديدية الأطفال أكثر الشرائح الاجتماعية عرضة للأمراض لسبب أو لآخر .. فهذه الدكتورة وفاء الدهبان اختصاصي أطفال تؤكد أن حالات المرض من الأطفال تزداد في فصل الصيف لأسباب عدة ومن هذه الحالات المرضية (الامراض الصديدية البكتريا (خاش) وهو عبارة عن مرض يصيب الاطفال بحبيبات صديدية تكون في مختلف أجزاء الجسم ولا يسلم وجه الطفل أو الأطراف منها .. وهذه الامراض تسبب للطفل المصاب التهابات حادة في المفاصل والتهابات حادة في التنفس أيضاً .. ويمكن أن يكون نوع من هذه الأمراض قاتلاً أما المرض ما يسمى بالعامية (خاش ، فتكون أعراضه عادية) وتتحسن الحالات المرضية بالمضادات الحيوية. الملاريا والإسهالات الملاريا والاسهالات من الأمراض الأكثر انتشاراً في فصل الصيف بمحافظة عدن خصوصاً عند الأطفال .. هذا ما أكدته لنا الاختصاصية في علاج الأطفال الدكتورة ندى عمر عبدالله (مستشفى الوحدة عدن) والتي أوضحت أن عدد الحالات في تزايد وخصوصاً من الأطفال وذلك بسبب أن البكتيريا كما قالت يزداد نشاطها في فصل الصيف. كما يؤدي إلى زيادة حالات الاصابات بأمراض الاسهالات عند كبار السن وشريحة الأطفال بخاصة. وتتضاعف مخاطر هذه الاصابات إذا لم يتم اسعاف المريض بسرعة وقد تؤدي الاسهالات إلى فقدان الوعي عند الشخص المصاب بالإضافة إلى انتشار أمراض التيفوئيد .. بشكل كبير في فصل الصيف خصوصاً عند الاشخاص الذين يأكلون في المطاعم بسبب عدم النظافة وانتشار البكتيريا التي تسبب تسمماً غذائياً نتيجة ما يحدث من تلوث للطعام .. لغياب النظافة ولعدم وجود المراقبة والاشراف الصحي. الأزمات القلبية الأزمات القلبية .. وحالات الإصابة بمرض الالتهابات الصدرية تزداد في فصل الصيف وخصوصاً في محافظة عدن هذا ما أكده الدكتور محمد حسين عبدالسلام (اختصاصي باطنية) حيث أفاد أنه مع اشتداد حرارة فصل الصيف تزداد الحالات المرضية القادمة إلينا والمصابة بأزمات القلب ، الذبحة الصدرية ، ارتفاع ضغط الدم ، فشل القلب. بالاضافة إلى انتشار أمراض الحميات الفيروسية مثل حمى الضنك التي تحتاج إلى تشخيصات وفحوصات غالية وقد لاتتوفر لدينا وهي الحميات الغير معروفة الأسباب.. والتي تكون نتيجة للإصابة بفيروسات غير معروفة. مرض«الخلطة السحرية» إقدام الشباب والمرأة بشكل كبير في المدن على اقتناء معجون الخلطة السحرية (والذي يتكون من مجموعات كريمات) يؤدي إلى مضاعفات مرضية خطيرة منها ترهل للوجه ، وتجاعيد ، وظهور بقع في الوجه .. لأن هذه المواد المستخدمة تنشط الغدد الدهنية .. وتؤدي فيما بعد إلى مرض السكر أو الضغط على المدى البعيد. مدى توفر العلاج جميع الأطباء يجمعون على وجود علاج الأمراض الخفيفة كالمضادات الحيوية .. أما أمراض الحميات (الضنك) وخصوصاً مرض الحزام الناري وذلك بسبب تكاليف قيمة علاجه الباهظة إذ لا يتوفر في المستشفيات العامة ويتم شراؤه من الصيدليات الخارجية. حالات مشتبهة عن انتشار بعض الأمراض والأوبئة المرضية تزامناً مع دخول فصل الصيف الحار في محافظة عدن .. وفي مستشفى 22 مايو يؤكد الدكتور ثابت قاسم مدير عام مستشفى 22 مايو بالمنصورة أن حالات كثيرة تتوافد على المستشفيات هذه الأيام ومنها الحالات المرضية المصابة بالملاريا وحمى الضنك ولكن لا نستطيع الجزم بحالات حمى الضنك لعدم وجود أجهزة الفحص لهذا المرض (فعندنا ثلاث حالات) يشتبه إصابتها بهذا الداء ، ولكن لايوجد لدينا فحوصات في المحافظة وإنما في العاصمة صنعاء. وهناك انتشار واسع لحالات الإصابات بمرض الملاريا الحادة والتهابات في الحنجرة والالتهابات الصدرية ، خاصة بين الأطفال والعجزة الأمر الذي يضاعف الأضرار على صحة الأطفال وكبار السن. ومن هذه الحالات حالة وصلتنا قبل أيام مصابة بحمى شديدة وجفاف شديد وبعد فحصها تبين أنها مصابة بالملاريا الحادة التي أدت إلى وفاته. ويؤكد مدير عام مستشفى 22 مايو أن ما بين 10 إلى 20 حالة تصل إلى المستشفى يومياً من بين 120-140 حالة مرضية تزور المستشفى يومياً لتلقي العلاج. إجراءات وقائية أما بالنسبة للإجراءات الوقائية فهناك اجراءات بحسب الامكانات كالمغذيات والفحوصات .. ولكن بعض الحالات المرضية لاتتوفر لدينا فحوصاتها .. وخاصة الفحوصات الغالية .. كحمى الضنك التي تم فحصها عبر وزارة الصحة والمختبر المركزي بخور مكسر.. وكل العلاجات للملاريا مجانية .. والعلاج المتوفر لدينا يتم توزيعه مجاناً ، ولكن لا توجد كل العلاجات التي يحتاجها المرضى. وعزا الدكتور ثابت قاسم أسباب هذه الأمراض إلى التغيرات المناخية والحر الشديد .. أيضاً الانتشار الفيروسي وأشياء قد نجهلها وتتضح من بعد الفحص .. وكذلك انتشار المواد الكيماوية. فيروس الجتيعة ماذا عن مرض «الجتيعة» «شيكمبوس»والغدة النكفية ؟ - مرض «الجتيعة»سببها كما يقول : فيروس .. وتكون الإصابة بهذا الفيروس عند الأطفال أقل ضرراً .. وتزداد بين مرضى القلب والضغط. أسباب المرض من أسباب انتشار وزيادة الحالات المصابة بأمراض الحميات الصيفية في المدن الساحلية وفي مدينة عدن على وجه التحديد يؤكد جميع المختصون من الأطباء بأنه نتيجة لارتفاع درجة الحرارة الزائدة والرطوبة الشديدة مما يؤدي إلى مضاعفة الحالات المصابة بأمراض الضغط والقلب وغيرها. - التعرض الدائم لأشعة الشمس. - سوء التغذية .. وما ينجم عن ذلك من ضعف عامل المناعة عند الناس. - عدم الالتزام بأساليب وطرق الوقاية الطبيعية .. مثلاً .. الاغتسال ، والخروج مباشرة من الحمام إلى مكان بارد أو التعرض لهواء المكيفات والمراوح. - عدم الاهتمام بالنظافة .. وخصوصاً نظافة الأكل والصحون .. فيؤدي سرعة تنامي البكتيريا إلى حالات مرضية خطيرة. - تغير أجواء الطقس وانتشار الغبار والأتربة يؤدي إلى مضاعفة حالات الالتهابات .. وانتشار الملاريا .. والحمى الفيروسية الأخرى. وفي ختام جولتنا الاستطلاعية بمستشفيات بمحافظة عدن طرحنا سؤالاً للأخ الدكتور الخضر ناصر لصور مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة عن مدى استعداد مكتب الصحة لمواجهة ومعالجة الأمراض الصيفية .. وما إذا كانت هناك حالات مصابة بأمراض الأوبئة الخطيرة ؟ - فأكد مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بأن المؤسسات والمرافق الصحية منتشرة في عموم مديريات محافظة عدن الثمان وتعمل على مدار الساعة في استقبال ومعالجة وتقديم الخدمات الصحية للقادمين إليها من المرضى ليس من داخل المحافظة وحسب ولكن لكل القادمين إليها من المحافظات المجاورة..، ولهذا فنحن في مكتب الصحة نضع في خططنا المستقبلية أولوية واعتباراً للحالات المرضية التي قد تأتي إلى المرافق الصحية ومستشفيات محافظة عدن من المحافظات الأخرى. حمى الضنك وفيما يتعلق بمجانية فحوصات وعلاجات الملاريا وحمى الضنك قال الدكتور الخضر ناصر لصور : - علاجات وفحوصات الملاريا والحميات الأخرى بالمجان وهو متوفر في مستشفيات محافظة عدن .. كما قال : لاسيما فحوصات حمى الضنك حيث يوجد فحص مجاني بالمختبر المركزي بعدن .. وبالنسبة لوجود حالات من هذا النوع نفى مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان وجود أية حالة لمرض حمى الضنك في محافظة عدن ، مؤكداً بأنه لم تسجل أية حالة من حالات الإصابة بحمى الضنك في المحافظة.. غير أن الحالات التي تم استقبالها وهي مصابة بمرض حمى الضنك وعددها ثلاث حالات هي حالتان قادمتان من محافظة شبوة وحالة اصابة بحمى الضنك قدمت إلى محافظة عدن من محافظة الضالع. الاستعدادات لأي طارئ ويضيف الدكتور لصور :إن المكتب وبالتنسيق مع قيادة وزارة الصحة العامة والسكان وبالذات مع قطاع الرعاية الصحية الأولية والطب العلاجي واضعوان كافة الاستعدادات لأي طارئ يصل إلى مستشفيات محافظة عدن .. مؤكداً في نفس الوقت تأكيده لكافة مواطني المحافظة عن عدم وجود تسجيل لأية حالة من حالات الأمراض الوبائية. وكررنا عليه السؤال عن مدى توفر العلاج .. فأجاب: بأن علاج الملاريا والأطفال متوفر بالمجان للأطفال عمر خمس سنوات في إطار الصحة التكاملية للطفل .. مشيراً إلى حملة توعية ورش في جميع الأحياء والمناطق.
