سمك الثمد يحطم رقمه القياسي السابق ويصل سعر الكيلو جرام الواحد منه إلى 1200 ريال والحوت الباغة يناهز سعره ال 80 ريالاً زيادة الطلب والإقبال الكبير على أسماك عدن وحالة البحر والصيد العشوائي أدى لشحة المعروض وارتفاع الأسعار أضحى غلاء الأسماك ظاهرة عامة لا تقتصر على مدينة عدن بل امتدت لكل المحافظات مما يستدعي القيام بإجراءات رادعة شهدت أسعار الأسماك في أسواق مدينة عدن خلال الأشهر الأخيرة ارتفاعاً كبيراً فاقم من موجة الغلاء للسلع الغذائية في مدينة اشتهرت ببحرها وأسماكها الرخيصة، فقد بلغ سعر الكيلو جرام الواحد من سمك الثمد (التونة) 1200 ريال، في حين وصل سعر الكيلو جرام الواحد من سمك الديرك الذي يعتبره أهالي المدينة بملك السمك إلى 1600 ريال، وتضاءل المعروض من اسماك الباغة المعروفة بأنها اسماك الفقراء لرخص ثمنها وكثرة المعروض في موسمها المصادف فصل الصيف من كل عام مما رفع سعر الحوت الواحد منها الذي لايزيد وزنه عن نصف كيلو إلى ال 80 ريالاً، فيما ارتفعت بقية الأسماك بنسب متفاوتة، غير أن معظمها وصل إلى أسعار مرتفعة لم يعهدها المواطنون من قبل. زيادة الطلب على الأسماك ويرى العديد من الصيادين وباعة السمك في أسواق (حراج) صيرة والدوكييار والدكة بالمعلا ممن التقيناهم في جولة قمنا بها على أسواق مزادات السمك بمحافظة عدن أن الأسعار شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال الآونة الأخيرة، بسبب زيادة الطلب والإقبال الكبير على أسماك عدن من المناطق والمحافظات الأخرى التي كان طلبها على الأسماك محدوداً وبفعل تحول عادات الغذاء لديها من اللحوم البيضاء والحمراء الى الأسماك لرخص ثمنها مقارنة بغيرها من اللحوم، ناهيك عن تقلب الأجواء في البحر وتخوف الصيادين من النزول إلى البحر، والأهم من ذلك كما قال الصيادون هو استخدام وسائل صيد غير مشروعة كالاصطياد بالشباك التي تمنع خروج الأسماك الصغيرة مما يضر بكمياتها وبعملية تكاثرها، وضعف الدور الرقابي من قبل الجهات المختصة. قوارب لاتستطيع الصمود ويقول الأخ خالد حسن عبدالرحمن «صياد وصاحب زورق صيد بساحل صيرة» إن ارتفاع أسعار الأسماك جاء متأثرا باضطرابات البحر وازدياد حركة الرياح التي لا تستطيع قواربهم الصغيرة “الهواري” الصمود أمامها، موضحا انه في حالة هبوب الرياح بقوة على البحر وارتفاع منسوب الموج وعدم استقراره لا يستطيع احد الإبحار، إلا ممن توفرت لديهم الخبرة والشجاعة وهم قلة مما يؤدي إلى شحة كميات العرض فترتفع الأسعار تلقائياً، خاصة مع تزاحم الناس على الشراء واستعدادهم لدفع ثمن مرتفع ليحظوا بشيء من الأسماك على أن يرجعوا إلى منازلهم وأسرهم خاليي الوفاض دون «خصار» للغداء..ودعا الجهات المعنية إلى دعم الصيادين بمراكب كبيرة الحجم تستطيع مواجهة كل الظروف المتغيرة للمناخ في البحر مما يحقق استقراراً في عمليات الصيد وكمياته المعروضة للبيع. شحة المعروض في الأسواق من جهته يشير الأخ سعيد طه «بائع سمك» أن حالة عدم استقرار البحر والصيد الجائر والمضر لعملية تكاثر الأسماك وزيادة الطلب وغيرها من الأسباب أدى إلى شحة المعروض في الأسواق من الأسماك، وقال: أصبحنا نشاهد في عدن ولأول مرة استيراد الأسماك المجمدة من محافظات أبين وحضرموت وغيرها، وهذا أمر مستغرب لمحافظة عرفت طوال تاريخها بغنى بحارها بأنواع الأسماك اللذيذة والوفيرة والطازجة..ونوه إلى أن غلاء الأسماك يرجع إضافة لما سبق إلى محدودية عدد الذين يبحرون لصيده في مواسم الرياح، مؤكداً أن شحة كميات الأسماك تعود لهذا السبب ولجملة أسباب أخرى. ارتفاع خارج المألوف الأخ فتيني رباش (سمسار بسوق الأسماك بالدوكييار) يفيد أن الزيادة في أسعار السمك هي حالة معتادة من كل عام مع هذا الموسم الذي يشهد غلاءً في قيمة بعض أنواع الأسماك المرغوبة وخاصة الثمد والسخلة والجحش والباغة والزينوب والشروى، غير أن هذا العام 2008م كان الارتفاع خارج المألوف، إذ كان سعر كيلو الثمد خلال العام الماضي 2007م لنفس الفترة لا يزيد عن 700 - 800 ريال إلا انه شهد خلال هذا الشهر ارتفاعاً قياسياً ليصل سعره إلى 1200 - 1300 ريال للكيلو الواحد. الغلاء حالة عامة لمعظم الأسواق غير أن مسئولا بحراج ساحل صيرة قال لنا إن غلاء الأسعار للأسماك ليس مقتصراً على أسواق مدينة عدن، وإنما هي حالة عامة تشهدها معظم أسواق الأسماك بكل محافظات بلادنا نتيجة لعدة عوامل - تم ذكرها آنفاً - حتى بلغ الحال كما هو، كما يقول إن الصياديين اليمنيين أضحوا يذهبون بقواربهم لمناطق خارج المياه الإقليمية بحثا عن الأسماك نظرا للأضرار التي لحقت بمصائدها في مياهنا نتيجة للممارسات غير المسئولة مع البيئة البحرية وأحيائها من قبل بعض الصيادين وشركات الاصطياد، وهو مايستدعي القيام بخطوات سريعة لمعالجة هذه الظاهرة ووضع خطط ناجحة لها.. وأعرب عن أمله في انخفاض أسعار الأسماك إلى سابق عهدها مع تحسن أجواء البحر، واتخاذ إجراءات جادة لذلك. غالية وترهق الميزانية إلى ذلك عبر المواطن فضل عبدالحميد أحمد «موظف» عن امتعاضه من ارتفاع أسعار الأسماك، وقال: إنها غالية وترهق ميزانيته، لكنه متفائل في أن تتراجع الأسعار وتنخفض بعد انقضاء فصل الصيف، رغم استمرار قلة المعروض من الأسماك في الأسواق الذي لا يدري متى يعود لحالته الطبيعية ويلبي حاجات السكان وبحسب قدرتهم على الشراء. المسئولون في مكتب وزارة الأسماك في عدن يؤكدون أن ثمة معالجات يعكفون على تنفيذها لكبح الأسعار، ويقولون إن المغالاة بالأسعار سببها سماسرة البيع بالجملة والباعة الذين يستغلون الصياد والمواطن على السواء رغم قيام المكتب مؤخرا باعتماد نظام الوزن بالكيلو بدلا عن التقدير العشوائي لأسعار الأسماك، ووضع تسعيرة محددة ومناسبة للبيع، إلا أن الكثير منهم لا يلتزم بها، مشيرين أن الفترة القادمة ستشهد ضوابط أكثر صرامة لمكافحة أولئك الذين يتجاوزون الأسعار الحقيقية للأسماك ويستغلون حاجة الناس لهذا المصدر من الغذاء..بدورنا فإننا نشد على أيدي المكتب لتنفيذ توجهاته، والأيام القادمة كفيلة بتوضيح الصورة أكثر!.