جالِسٌ في مَرايا السِنينِ خَلْفَ تَساقُطِ المَواويلِ في غَمْرَةِ مَوْجِ التَراتيلِ في هذا المَدى .. في هذا الصَدى ساكِباً بَوْحاً .. حُرْقَةً .. صَبابَةً غازِلاً حَياةً في مَجْرى الشَرايينِ. عشقٌ هو بِنَكْهَةِ اللَيْلِ في زَبَدِ الفَجْرِ بَهاءٌ هو بِرائِحَةِ النورِ في ضَوْءِ المَسافاتِ لَهْفَةُ الأسْرارِ هو تَرْوي أهْدابَ الروحِ رَسائِلُ مُهَرَّبةٌ هو من أوْراقِ الفُصولِ لانْتظارٍ على شُرُفاتِ الذاكِرَةِ في المَمَرّاتِ الأبَدِيةِ العابرةِ.
صَوْتُهُ... وَمْضَةٌ تُشْعِلُ رَماداً في أفكارِ جَبْهَتي صَوْتُهُ... طائِرٌ يَعْبرُ صُوَرَ الظِلِّ مُسافِرٌ على طولِ حافَّةِ التَفَكُّرِ مثلَ الأحْلامِ تَمُرُّ في وَداعِ اللَيْلِ يَفْتَحُ الأصابِعَ بِماءِ الوَجْدِ يَسْقي سُنْبُلَةَ الشَغَفِ نحو أنْصاتٍ لِبَوْحِ الضِفافِ صَوْتُهُ... انْكِسارُ امْرَأةٍ على حَنايا رَجُلٍ مُشْتَهى في حُروفِ الضَوْءِ صَوْتُهُ... نَسيجُ خَلَجاتِهِ في لَحْنِ الغِناءِ وعَباءَةٌ مَداها في بَحْرِ الأحْزانِ صَوْتُهُ... في ماءِ القَصَبِ حَنينٌ للأوْهامِ مُفْتَرَقٌ في خُطى الرَغْبَةِ والحُبُّ غَزالُ الآفاقِ في دَرَجاتِ الزَمَنِ الضَوْئِيَّة “اهواك” في رائِحةِ النِسْيانِ في تَشَوُّقِ الألَمِ الشارِدِ في تَباريحِ الشُرُفاتِ الْمَكْسُوَّةِ بالقُبَلِ وفي النَرْجِسِ الوَلْهانِ من رفَّةِ الهَجْرِ. مُنادىً هو... في الغيابِ حُضورٌ في الصَبِّ اشْتِياقاتٌ و”رسالة حب” في زَبدِ المَجَرّاتِ يَحْضِنُ لَهْفةَ الوَجْدِ ولا شَيْءَ سِوى حُنْجُرَةُ المَدى تتَّجهُ بالأغاني الى كُلِّ الضِفافِ
أكتُبُه في ثوبِ اللَيالي في نَوافذِ الأشهرِ في بواباتِ السنينِ لهُ انْحِناءات الأسْرارِ والأزْمانِ ولا احدَ في الأيامِ المُتساقِطةِ الّا الألْحان الغارِقة في القَلبِ تَموجُ في مَجْهولِ الأعْماقِ في سَفرٍ لغابةِ الأمْداءِ.