ضحك الحيوانات يقولون أن “الإنسان حيوان ضاحك”، ولكأنهم بذلك يقصرون الضحك على الإنسان وحده. والواقع، فحتى الحيوانات تضحك أيضا. من حوالي ثلاثة أيام شاهدت على الجزيرة الوثائقية فيلما علميا لباحثين سجلوا ضحكات فأر. وأكثر من ذلك، كان فأر التجربة الذين كانوا يجرون بحثهم عليه يأتي قاصدا إلى الباحث لكي يدغدغه في بطنه. وكنت قرأت في الموسوعة الحرة “ويكيبيديا”، أنه تم اكتشاف أن الفئران تصدر صوتاً أثناء فترات اللعب والمرح، وفي حالة المداعبة الجسدية. ووُصف الصوت الذي تصدره ب “السقسقة” وهو صوت ضعيف جداً لا يستطيع الإنسان سماعه إلا بأدوات خاصة (وهو نفس ما بيَّنه الفيلم العلمي للجزيرة الوثائقية). ووُجد أن الفأر مثل الإنسان يستثار بالمداعبة الجسدية من خلال جلده في مناطق معينة من جسده، وهذا الضحك مرتبط بوجود مشاعر وعواطف وروابط إيجابية بين الحيوان وبين الإنسان الذي يقوم بمداعبته مما يؤدي إلى بحث الفأر عن مزيد من هذه المداعبة. ووُجد أن الاستجابة الإيجابية لمزيد من المداعبة تُرجمت في شكل رغبة الفئران في مزيد من المرح واللعب وفي قضاء وقت أطول مع الفئران الأخرى الضاحكة. لكن كلما تقدم العمر بالفأر كلما قلت استجابته للدغدغة عند المداعبة الجسدية، على عكس الشمبانزي الذي سيكون موضوعنا القادم. [email protected]