أفِر إلى زمانك من زماني أراوغ غربتي كي لا تراني فخُصيني بدفءِ الحضْن إني أتيت إليك أبحث عن مكاني أتيت إليك ممتطياً جواداً من الشِعر المضمَّخ بالأماني تناوشني الخطوب بكلِّ أرض وتنفثُ حزنها بين الأغاني فلململتُ الجراحَ ورحتُ أبكي ضياعَ الحلم في زمن الهوانِ أراكِ فتزهرُ الأفراحُ وَرْداً ويأتلقُ الربيعُ على بَناني وتبتسمُ العيونُ لهمسِ شِعري فتغمرني بأمطار الحنانِ وتحتضن الدروبُ خطايَ شوقاً وتستبقُ الطيورُ إلى احتضاني أنا ملِكٌ أسيرُ بغيرِ عرشٍ ومملكتي هواكِ وصولجاني! أسافر في عيونِكِ كُلَّ ليلٍ كبحارٍ يفتش عن مواني أحدث عنكِ نجمَ الليل حتى يقول الليلُ: يا ولدي كفاني أراك تسير مصطحباً عذاباً ومَنْ في الحبِّ قبلي لم يُعانِ؟ فتهمس نجمةٌ حيرى: دَعُوهُ يذوبُ على دموع الشمعدانِ! أنا في غربة الأيام وحدي أسير إليك ينكرني زماني! ويسخرُ من خطايَ اليوم دربٌ عليه أسير ملتحفاً هواني أأرثي اليوم حبَّكِ يا ملاكي؟ أم انَّ هواكِ يا وطني.. رثاني؟ أريدكِ لا تُثيري العمرَ ضِدَّي فأنتِ وأحرفي.. عذَّبْتُماني أريدك في زمانٍ بربريٍ له بعتُ الحياةَ وما اشتراني أريدكِ ضحكةً تختارُ وجهي لتسكن فيه في وطن نفاني أريدك غنوةً تختار قلبي لتطلق فيه سَيْلاً مِن أغان! فقبلكِ لم أذُقْ للحب طعماً ودونك سوف يقتلني احتقاني أنا ألمُ الضّحى.. وجَعُ العَشايا سهومُ السائرين بلا أمان أدندن غربتي لحناً حزيناً وأسكن بين أوجاع الكمان! خذيني واحضني كفى قليلاً لكي ينساب صَفْوُكِ في كياني وخُصِّيني بدفءِ الحِضن إني أتيت إليكِ أبحث عن مكاني