كَثُر الحديث في الأونة الأخيرة عن خلو مدرجات ملاعب كرة القدم اليمنية من الجماهير التي تعتبر ملح كرة القدم وبدونها ليس للعبة نكهة ولا لون أو رائحة موسم بعد آخر. وقد يتساءل الكثير من المهتمين بلعبة هي الآن شعبية عن أسباب هذه الظاهرة وازديادها.. وأنا في هذه المساحة أشارك المتسائلين تساؤلاتهم وأتطرق لبعض الأسباب التي أدت إلى خلو الملاعب من الجماهير على غرار ماكانت عليه في الزمن الجميل الثمانينيات والتسعينيات من القرن المنصرم لعلها تصل إلى من يهمه الأمر. - تدني مستوى الدوري نتيجة لعدم ثبات مواعيد انطلاقه وختامه بل أحياناً يتأخر لمدة موسم كامل! وعندما يبدأ تكون أقرب دولة لنا قد شارفت على الانتهاء. - تدني المستوى الفني والبدني للاعبين نتيجة للعامل سابق الذكر والذي بدوره ينعكس على تدني مستوى الأندية والمنتخبات الوطنية فلايجد المتابع مايدفعه ويدعوه لتحمل عناء حضور مباريات رديئة فنياً ومهارياً. - وهو الأهم من وجهة نظري والمتمثل بنقل الفضائيات لمباريات الدوريات العربية والقارية والدولية على سبيل المثال متابعة المشاهد اليمني مباراة الهلال والاتحاد في السعودية أو العين والجزيرة في الإمارات أو الزمالك والأهلي في مصر أو البرشا والريال في اسبانيا أو في انجلتر وغيرها من المباريات والتمتع بمجريات المباريات تجره قدماه إلى أحد ملاعبنا التعيسة ومن ثم المقارنة بين مايشاهده في القنوات وماهو عليه الحال في ملاعبنا فلايرى التنقلات والتحركات التي تنتهي بأهداف ملعوبة وممتعة، فيعقد العزم على أن تكون هذه آخر مباراة يحرزها لاسيما وهو يتكبد نفقات التنقل وغيره. - سوء نتائج الأندية والمنتخبات الوطنية عند المشاركة خارجياً مع فرق عربية أو قارية مما يولد احباطاً وفقدان الثقة تجعله غالباً يقلع عن متابعتها حتى عبر الفضائيات. - والذي لايقل أهمية عن السبب الثالث والمتمثل بتربع قيادات على مستوى الاتحاد العام وفروع الاتحادات لاتحمل هم اللعبة ولاتعنيها الرياضة والرياضيين والبلد وسمعته مما ساهم في زيادة الإخفاقات على المستوى المحلي والخارجي وبالتالي ترسخ قناعة لدى الجمهور اليمني أن الحال لن يتحسن طالما بقي هؤلاء في مواقعهم وأصبح الرجل المناسب في المكان المناسب ففضلوا الابتعاد عن المدرجات حتى يتغير هؤلاء، ومازالوا منتظرين. - الوضع الاقتصادي الناتج عن الوضع السياسي المتأزم في بلادنا أثر على مستوى الحضور في مباريات الدوري ، حيث أن تدني مستوى الدخل لدى غالبية الجمهور هو الصفة السائدة في مجتمعنا وبالتالي فعندما يقارن محب اللعبة بين حضور مباراة قد تكلفه 300 ريال وبين توفير هذا المبلغ لحاجاته الضرورية فإنه لاريب يقدم الضروري على الكمالي، مع التنبيه أن الوضع الأمني المتدني أثر ولاريب. - بث قناة معين للدوري اليمني والذي بدوره أدى إلى عزوف المشاهد اليمني من الحضور للملاعب لتوفير تكاليف الذهاب لمتابعة المباريات طالما ومشاهدتها في المنزل مضمون ومن جهة ثانية كشفت هذه القناة عن هزالة وضعف مايسمى بالدوري اليمني مقارنة بأسوأ دوري عربي آخر، مما دفع البعض إلى مقاطعة الدوري اليمني حتى تلفزيونياً.. ماكنا مستورين ياقناة معين!!