شدد أكاديميون ومثقفون على أهمية إيلاء مبدأ الولاء الوطني اهتماماً أكبر، وأجمع أكاديميون ومثقفون على أن ضعف الانتماء للوطن الناتج ضعف في التربية وعدم الاعتزاز باللغة الخ.. وأشار المشاركون في ندوة الهوية الوطنية وروح الانتماء في ظل التحديات المعاصرة والتى نظمها مكتب الثقافة بتعز بدعم من المكتب التنفيذي لتعز عاصمة ثقافية إلى ضرورة تضمين المناهج الدراسية بمفردات التربية الوطنية ،ونشر الوعي المجتمعي بأهمية الهوية والوطنية داعين الى أهمية اضطلاع المسرح والمسجد والمدرسة بأدوارهم في توعية الشباب بالولاء والانتماء للوطن. وفي الندوة قدمت أربع أوراق عمل، حيث قدم الدكتور عبدالله الذيفاني دراسة بعنوان «قيم المواطنة في برامج إعداد المعلمين في المعاهد العليا وكليات التربية» أكد أن جوهر المواطنة يكمن في قضيتين أساسيتين هما مشاركة المواطنين في الحكم، على قاعدة أن الشعب مصدر السلطات، والمساواة بين جميع المواطنين. مشيراً الى أن قيم المواطنة تحددها المرجعية الوطنية للمجتمع المستمدة من خلفية عقدية، والموضوعة في تشريعات، وتعكسها ضوابط وقواعد مجتمعية تصوغها الدولة وتصدرها بقوانين ضابطة ومحددة لمسئوليات الدولة. منوهاً أن مؤسسات التربية والتعليم هي المؤسسات المعنية بصياغة الوعي المسلكي الممنهج لدى الطلبة بقيم المواطنة والمسئوليات المترتبة عليها. وأوضح الذيفاني أنه لايمكن لاي شعب أن ينمو إلا بوجود هوية يعتز بها. وقال الذيفاني : المواطنة الايجابية لا تقتصر على مجرد دراية المواطن بحقوقه وواجباته فقط، ولكن حرصه على ممارستها من خلال شخصية مستقلة قادرة على حسم الأمور لصالح الوطن. مبيناً انه يجب أن ننشر المواطنة من خلال مسارحنا ومساجدنا ومدارسنا . واستعرض الذيفاني عدداً من أبعاد المواطنة كالبعد السياسي والقانوني والنفسي والقيمي والثقافي. من جانبه قدم الدكتور محمود البكاري ورقة بعنوان «الهوية الوطنية والتحديات المعاصرة» استعرض فيها خمسة محاور التعريف والهوية وتعدد الانتماءات والهوية الوطنية والدولة اليمنية الحديثة والتحديات والحلول والمعالجات . وبين البكاري أنه لا يوجد تعارض بين الهوية الوطنية وتعدد الانتماءات.. منوهاً أن الهوية تتشكل من انتماءات متعددة داخل المجتمع الواحد. مضيفاً ان الاعتراف بوجود وحتمية هذا التنوع له أهمية كبرى في تقوية النسيج الاجتماعي وتحقيق الاستقرار السياسي . وأكد البكاري أن اليمن شكل عبر التاريخ هوية اقليمية وحضارية وثقافية . واستعرض البكاري جملة من المعالجات ك« التركيز على تظمين المناهج الدراسية مفردات التربية الوطنية ونشر الوعي المجتمعي بأهمية الهوية والوطنية ومكافحة التعصب المذهبي والطائفي» كما قدم عمار المعلم، مديرعام إذاعة تعز ورقة حول «دور الإعلام في تعزيز الهوية الوطني إذاعة تعز أنموذجاً» ،أكد ان اذاعة تعز كانت حليفاً للكثير من القضايا الوطنية ، هي اليوم تقف على مسافة واحدة مع كل الأحداث . وبين المعلم أن الثورة اليمنية في 62م أيقنت أن معركتها الأشد شراسة تتجلى بقدرتهم على تشكيل الوعي الوطني عبر كلمة حرة وأمينة تستنهض الهمم وتحشد الطاقات وترفع المعنويات، وتجعل من الكل مجموعاً واحداً في مواجهة الجهل والفقر والمرض. وأشار المعلم ان الموقف كان زكثر حاجة الى كلمة شجاعة تصوّب المسار وتخاطب الوعي وتستقر في مواجيد الانسان التواق الى الحرية، سعياً الى قولبة الزدمغة وتهيئتها للفعل الثوري .منوهاً ان حقيقة الانتماء ليمن الثورة والجمهورية التي صار شعارها أكثر مواجهة مع الواقع الذي فرض نفسه حينما انطلقت مقولة الأحرار بكل فئاتهم «الجمهورية او الموت». مضيفاً ان إذاعة تعز كانت هي أولى أدوات الرفض العملي للتواجد الاستعماري بجنوب الوطن وثاني أسلحة المد للدعم الثوري السبتمبرية ، وأشار المعلم الى بعض الحقائق التي سجلها الزميل الصحفي طارق عبده سلام في مقال نشرته صحيفة «الجمهورية» عام 2013 حول الدور المحوري الذي لعبته اذاعة تعز في دعم ومساندة ثورتي سبتمبر واكتوبر فقال:«شكلت إذاعة تعز الوعي الثوري والرأي الاعلامي المناصر للحركات التحررية في بلادنا» واستعرض المعلم بعض الأناشيد التي أسهمت في تشكل الوعي الوطني كنموذج أسمى في ميلاد الوعي وتفتق بذرة الانتماء الوطني. ودعا مدير إذاعة تعز السلطة المحلية الى تقديم دعم للاذاعة خاصة لمثل هذه أوضاع لما تعانيه من توقيف الاعتماد لقرابة 4 أشهر.. منوهاً أنه لايمكن للإعلام ان يقدم رسالته من دون توفر دعم ،كما دعا رجال الأعمال والتجار لتقديم الدعم من خلال الإعلان في الاذاعة، واختتم المعلم توصيته بضرورة تفاعل الفريق الاعلامي بالمدارس وإيصال رسالة المدرسة عبر الاذاعة . كما استعرض محمد عبد الملك أحمد العريقي ورقة بعنوان «الهوية الثقافية إشكالية المفهوم والسلوك» حيث بين وجود تشوية للهوية الثقافية في المنطقة العربية تحت مسميات عدة المناطقية والمذهبية والسلالية والشعوبية وفق مشروع العولمة الذي يضعف الخصوصيات الثقافية في المنطقة العربية منوهاً ان هذا هو مشروع الثقافة الواحدة والقطب الواحد الذي يسعى اليه نظام العولمة. واستعرض العريقي عدداً من المفاهي كعلاقة الثقافة بالهوية ، والمفاهيم الموضوعية والذاتية للهوية الثقافية، وعناصر والمكونات الرئيسة في الهوية الثقافية ، اللغة القومية والدين والجغرافيا والتاريخ. وخلص العريقي إلى كيفية تحقيق مناعة ثقافية تخدم الأمن الثقافي والمتمثلة ب تأكيد دور المجتمع ككل كقوة دافعة رئيسية، و مشاركة المجتمع في وضع السياسات العامة،و تحقيق الحريات العامة و التأكيد على تعزيز مقومات الانتماء والهوية وإعداد برامج تربوية وتعليمية وإعلامية هذا وكان قد أكد مدير عام الثقافة بتعز خالد احمد محمود على ضرورة تجسيده الولاء الوطني في نفوس أبناء الوطن، دون الارتهان للخارج. وانتقد مدير الثقافة ممارسة البعض من قادة العمل السياسي وارتهان ولائهم للخارج، متمنياً ترك الأهواء الشخصية والانتماء للوطن . وبين مدير الثقافة أن هذه الندوة باكورة العام في الأنشطة الثقافية مشيداً بدور ياسر العبسي في التنسيق لإنجاح الفعالية.