نالت الباحثة سلوى أحمد قاسم دماج درجة الدكتوراه بامتياز في العلاقات الدولية من جامعة المالايا الماليزية عن رسالتها الموسومة ب«السياسة الخارجية والأمنية للولايات المتحدة في البحر الأحمر». وناقشت الرسالة الأهمية الاستراتجية والجيبولتيكية للبحر الأحمر وارتباط ذلك بالسياسات الأمنية الأميركية، متناولة أهمية البحر الأحمر كممر رئيس لتصدير النفط إلى أوروبا وأميركا وكممر حيوي لتنقل القوات العسكرية الأميركية وهمزة وصل رئيسة للأساطيل الأمريكية في كل من البحر المتوسط والمحيط الهندي والخليج العربي. وتطرّقت الدراسة إلى الأهمية الكبرى للبحر الأحمر من وجهة نظر الولاياتالمتحدة كبديل أساسي في نقل النفط عن طريق الأنابيب في حال تم إغلاق مضيق هرمز أو تعرُّض قناة السويس وباب المندب لعمل إرهابي؛ باعتبار البحر الأحمر هو البديل الأساسي لاستمرار تدفق النفط إلى أوروبا وأميركا من خلال أنابيب النفط الممتدة من شرق السعودية إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر وميناء سوميد شمال البحر الأحمر إلى البحر المتوسط. جاء ذلك ضمن أربعة أهداف رئيسة للسياسة الأمنية الأميركية في البحر الأحمر لخّصها البحث في: السيطرة على المنطقة وتأمين مرور النفط وحماية أمن اسرائيل، وكذا حماية أمن السعودية باعتبارها دولة مطلّة على بحرين هما البحر الأحمر والخليج العربي. واعتبرت الدراسة أحداث سبتمبر 2011م نقطة تحوّل رئيسة للسياسة الأمريكية خاصة في ظل انتقال عناصر من تنظيم «القاعدة» إلى جنوب البحر الأحمر لاستهداف المصالح الحيوية الغربية والأميركية - كما ورد في الدراسة. وتطرّقت الرسالة إلى استراتيجيات جديدة للولايات المتحدة في البحر الأحمر لخّصتها في: التواجد العسكري المباشر والكبير في جنوب البحر الأحمر واستخدام الطائرة من دون طيار «درنز» والدخول في اتفاقيات أمنية مع دول البحر الأحمر لمحاربة «القاعدة» وتأمين منطقة البحر الأحمر.. وتعدُّ هذه الدراسة هي الوحيدة والفريدة من نوعها عربياً تطرّقت إلى موضوع السياسة الأمريكية في البحر الأحمر، ويعتبرها باحثون وأكاديميون مختصّون بأنها رفد ثمين يُضاف إلى المكتبة اليمنية والعربية على حد سواء، ومصدر مهم للباحثين في العلوم السياسية خاصة في ظل نُدرة التطرُّق إلى مثل موضوع الدراسة باستثناء ما كُتب عن السياسة الأمريكية في منطقة القرن الأفريقي دون منطقة البحر الأحمر.