هل ستُصبح العملة الوطنية حطامًا؟ مخاوف من تخطي الدولار حاجز 5010 ريال يمني!    في ذكرى عيد الوحدة.. البرنامج السعودي لإعمال اليمن يضع حجر الأساس لمشروع مستشفى بمحافظة أبين    حدادا على شهيد الريح : 5 أيام في طهران و7 في صنعاء !!    مفاتيح الجنان: أسرار استجابة الدعاء من هدي النبي الكريم    الرئيس رشاد العليمي: الوحدة لدى المليشيات الحوثية مجرد شعار يخفي نزعة التسلط والتفرد بالسلطة والثروة    رئيس إصلاح المهرة: الوحدة منجز تاريخي ومؤتمر الحوار الوطني أنصف القضية الجنوبية    قيادي إصلاحي: الوحدة اليمنية نضال مشرق    الرئيس العليمي يبشر بحلول جذرية لمشكلة الكهرباء    الرئيس العليمي : قواتنا جاهزة لردع اي مغامرة عدائية حوثية    "العدالة تنتصر.. حضرموت تنفذ حكم القصاص في قاتل وتُرسل رسالة قوية للمجرمين"    "دمت تختنق" صرخة أهالي مدينة يهددها مكب النفايات بالموت البطيء!    بطل صغير في عدن: طفل يضرب درسًا في الأمانة ويُكرم من قِبل مدير الأمن!    خبير جودة يختفي بعد بلاغ فساد: الحوثيون يشنون حربًا على المبلغين؟    الونسو: اتالانتا يشكل تهديدا كبيرا    بن عديو: الوحدة تعرضت لسوء الإدارة ولا يعني ذلك القبول بالذهاب نحو المجهول    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    إيقاد الشعلة في تعز احتفالا بالعيد الوطني 22 مايو المجيد والألعاب النارية تزين سماء المدينة    محمد قحطان.. والانحياز لليمن الكبير    في ذكرى إعلان فك الارتباط.. الانتقالي يؤكد التزامه باستعادة دولة الجنوب (بيان)    أبين.. منتخب الشباب يتعادل مع نادي "الحضن" في معسكره الإعدادي بمدينة لودر    الوزير الزعوري يناقش مع وحدة الإستجابة برئاسة مجلس الوزراء الملف الإنساني    وزير الشؤون الاجتماعية يشيد بعلاقة الشراكة مع اليونيسف في برامج الحماية الإجتماعية    التعادل يسيطر على مباريات افتتاح بطولة أندية الدرجة الثالثة بمحافظة إب    القبض على متهم بابتزاز زوجته بصور وفيديوهات فاضحه في عدن    تراجع أسعار النفط وسط مخاوف من رفع الفائدة الامريكية على الطلب    الامين العام للجامعة العربية يُدين العدوان الإسرائيلي على جنين    لاعب ريال مدريد كروس يعلن الاعتزال بعد يورو 2024    المبعوث الامريكي يبدأ جولة خليجية لدفع مسار العملية السياسية في اليمن مميز    إحصائية حكومية: 12 حالة وفاة ونحو 1000 إصابة بالكوليرا في تعز خلال أشهر    الآنسي يعزي في وفاة الشيخ عبدالمحسن الغزي ويشيد بأدواره العلمية والدعوية والوطنية    الوزير البكري يلتقي رئيس أكاديمية عدن للغوص الحر "عمرو القاسمي"    تناقضات الإخواني "عبدالله النفيسي" تثير سخرية المغردين في الكويت    الحوثي للاخوان: "اي حرب ضدهم هي حرب ضد ابناء غزة"!!!!    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن حملة علاجية مجانية لمرضى القلب بمأرب    "وثيقة".. كيف برر مجلس النواب تجميد مناقشة تقرير اللجنة الخاصة بالمبيدات..؟    تقرير برلماني يكشف عن المخاطر المحتمل وقوعها بسبب تخزين المبيدات وتقييم مختبري الاثر المتبقي وجودة المبيدات    الحوثيون يعبثون بقصر غمدان التاريخي وسط تحذيريات من استهداف الآثار اليمنية القديمة    أين نصيب عدن من 48 مليار دولار قيمة انتاج الملح في العالم    هل يمكن لبن مبارك ان يحدث انفراجة بملف الكهرباء بعدن؟!    قاتلكم الله 7 ترليون في الكهرباء فقط يا "مفترين"    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    يوفنتوس يعود من بعيد ويتعادل بثلاثية امام بولونيا    "ضربة قوية لمنتخب الأرجنتين... استبعاد ديبالا عن كوبا أميركا"    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة في الشعر الوطني..
«الوحدة أنموذجاً»
نشر في الجمهورية يوم 21 - 05 - 2014

إذا كان الحلم بالوحدة هو غاية المفكرين، وفكر راسخ في أعماق المبدعين، وهو حقيقة اليمن واليمنيين أرضاً وإنساناً، بوصف الوحدة الوصال الخصيب بالفكر الحضاري، وهي أي الوحدة التجدد والتطلع والنهوض والعودة للأصل والجذر الحقيقي الأصيل لكل يمني.. ومن قراءتي لنصوص بعض الشعراء الذين احترقوا تطلعاً للوحدة وعانوا كثيراً من مرارات التمزق والشتات، ومن خلال هذه القراءة يمكن استخلاص النتائج الآتية:
1 - خاطب الشعر اليمني إبان التمزق باليمن والوطن الواحد رغم مآسي الفراق، فالدكتور المقالح يقول (وطن النهار ومعبد الزمن.. أنا عائد لأراك يا وطني).
ويقول محمد سعيد جرادة مخاطباً الوطن:
لا عرفت شمسك في سمائك المغيب..
ولا برحت دوحة تثمر ما يطيب
مباركاً مباركاً أراك.. شامخة شامخة ذراك
مجتمع الشمل على ائتلاف
موحد الجبهات والأطراف.
2 - كانت صنعاء وعدن علامتين للوحدة والواحدية، فخلال الشتات بعدهما يبعث الآلام وعودتهما تجدد في الوطن القوة والنماء والنهوض، فهذا الدكتور المقالح يقول لمدينة صنعاء عند تحقق الوحدة وتحول الحلم حقيقة: (جاءتك وأهدتك ورد لقاء تأخر موعده)، أي جاءت عدن إلى صنعاء بالوحدة.
ويقول القرشي عبدالرحيم سلام:
“مطران في صنعاء
يغتسلان من نطف الندى
وتمسح السحب الغبار عن الحياة”.
ويقول محمد سعيد جرادة:
صنعاء كانت والإمام بها..
نعشاً يسير بغير أعوادِ.
3 - كانت الوحدة علامات خير وخصب ونماء وحرية واخضرار ومستقبل رغيد، فهذا القرشي عبدالرحيم سلام يقول:
“أحرقي زمن القيء
ودعي الحقب المجدبات
ليالي اليباب
ولفي ذراعيك حول خطوط”.
ويقول الدكتور عبدالعزيز المقالح:
“ويخضر قلب الزمان وقلب المكان
وتهطل أمطار مايو”.
4 - أثبت الشعراء الوحدة اليمنية المتجذرة في التاريخ الحضاري اليمني وفي التراث الفكري للمبدعين، فهذا القرشي عبدالرحيم يقول:
“سألت عن محبوبتي الأولى
الأخيرة
جاء صوتي مثقلاً بالأغنيات
تداخلت أنفاسها
كأساً معطرة من البن والبخور”.
فالبن والبخور علامتان بارزتان للوحدة في الحضارة اليمنية القديمة، والتي تفردت بها الحضارة كسلع لمعابد الرومان واليونان، ويقول محمد سعيد جرادة:
“تاريخياً احتضن الحضارة قبل أن ينمو لها عرق وينمو برعمُ ومعابد تهدي النذور إشادة.. بالجوهر الفرد الذي لا يقسم كانت الوحدة في النصوص قدر شعب، وقدر إلهي وما يفرق الوطن الواحد إلا الأهواء، لذلك الوطن يبقى.. ويقول:
“ذهب الجميع وعاش بعدهم
يمن الأباه الثائر الفادي
اجتمعوا على وعد لفرقتنا
وتفرقوا من غير ميعاد”.
كانت الوحدة في النصوص علامة للولاء والحب والانتماء والأصالة للوطن والضد هو المقابل، باعتبار الوحدة علامة قوة وحق للشعب، يقول القرشي عبدالرحيم:
“لا أحبك أن أتاك العاشقون بصورتين”.
ويقول عبدالله عبدالوهاب نعمان:
“ليس منا أبداً من فرقا
ليس منا أبداً من مزقا
ليس منا من يصب النار في أزهارنا كي تحرقا”.
5 - كانت الوحدة نتيجة لثورتي سبتمبر وأكتوبر بوصفهما ثورتين في ثورة واحدة:
“صنعاء أيقظها النداء فآنست
عرساً ومات بناطريها المأتم
وتسلمت عدن المصير ودربها
متأجج الساحات يصبغه الدمُ
والوحدة الكبرى أجل قصيدة
يصغي لها هذا السواد الأعظم”.
الوحدة ارتبطت بتضحيات الشهيد وبالعطاء اللامحدود منه، فكانت ثمرة لنضاله.. يقول الدكتور المقالح:
لم ينتظر شارة أو وساماً
لا تقل ليته لم يمت
وإن لم يمت
كيف يندى الحياة
ويقول القرشي عبدالرحيم:
هاك صداق ميعاد التزاوج
بين دفق دمي وصدرك
امتشقي من الموت التراجيدي
الولادات ابتداء.
6 - الوحدة حلم المخلصين وغاية المفكرين، فهذا أستاذنا الدكتور عبدالعزيز المقالح يتدرج في حلمه بالوطن الواحد ويهيم حباً في الأرض اليمنية (ويحمل هم وطنه كل وطنه صنعاء وعدن).
وطن النهار ومعبد الزمن
أنا عائد لأراك يا بلدي
(عدن) تناديني وتسألني
أمواجها محمومة الزبد
لم لا تعود؟ غسلت شاطئها
ومسحت وجه الليل والرمد.
ومما سبق يلحظ القارئ الهيام بالوطن كله من النداء الذي يصور الشوق (وطن النهار) والذي يخاطب به النص الوطن كله بوصفه الحرية والاستقرار والتسامي الروحي والرقي، ولأن اليمن هو الوطن يخاطبه (يا وطني، يا بلدي) للاقتراب والعمق والمكانة، ولذلك يلحظ القارئ الحرية في الوطن الصفاء (غسلت شاطئها)، وتبدد وموت الاستعمار (مسحت وجه الليل والرمد)، فكانت المناجاة الذائبة في الأشواق والمحترقة للقاء آتية موجهة إلى (وطن النهار) الذي هو اليمن كله، وإضافة (النهار) إلى (الوطن) يومئ بالزهو والفخر.. والنداء لعدن وصنعاء دلالة على منزلة الوطن الواحد في مشاعر المبدع.
ولأن الوحدة هي حلم كل مفكر ومخلص يمني فإن النصوص الأولى من شعر المقالح كانت تحلم بالوحدة وتخزن للتجزئة والتشطير:
نزفت فوق القبر دمع العين
شطرته نصفين
أسقيت نصفه لأحزاني
ونصفه الآخر أسقيت اليمانيين في الشطرين.
مما سبق، يلحظ القارئ آلام التشطير وصورة الوطن المشوهة من خلال (شطرته نصفين، نصفه، نصفه الآخر)، ولكن يدرك القارئ وحدة الوطن من خلال لفظة (اليمانيين) فهم موسومون بالانتماء لليمن وذائبون في هويته وخصوصيته (اليمانيين)، فتحول الشعر والإبداع إلى التغني بالحلم الوحدة من خلال (دمع العين) الشعر.
ولأن يوم الوحدة اكتمال للصورة وعودة للأصل، فإن المقالح يتغنى بهذا المنجز ويخاطب صنعاء بسرور وغبطة في اكتمال الحلم بعناق صنعاء لعدن في يوم عودة اليمن إلى ماضيها الواحد:
جاءت إليك
وأهدتكِ ورد لقاء تأخر موعده
وجبال العقيق أماطت جبال الثرى
واصطفت لك منها النفيس
تباركت يا عدن المنتهى
يا شقيقة صنعاء
يا توأم الاكتمال.
إن الوحدة مثلت اكتمال الحلم (وتمام رحلة القافلة المناضلة)، ويلحظ القارئ حجم الفرح بالحلم الوحدوي من خلال (جاءت إليك، أهدتك ورد، جبال العقيق، أماطت جبال الثرى، اصطفت لك النفيس)، وكأن صنعاء علامة للوحدة والجمال الذي كان ناقصاً عن الأرض ويدرك القارئ الفرح بالحلم الوحدوي من خلال تحقيقه (تباركت يا عدن المنتهى) أي انتهاء الفرقة والشتات ووحدة الأرض (يا شقيقة صنعاء) ليشير إلى واحدية الأرض والإنسان يا (توأم الاكتمال) إشارة إلى انمحاء الصورة المجزأة والمبعثرة والتي لا تقرأ تفاصيلها إلا باتحادها، ولأن الوحدة أصبحت حقيقة وكتب لها الخلود بوصفها حقيقة تاريخية وأصلاً متجذراً في الأرض والإنسان فإن أستاذنا المقالح يتغنى بالوحدة لأنها أصبحت راسخة وفي مرحلة فتوة وقوة:
وطن كان نصفين
والبحر نصفين
والبحر المتوهج تحت الظهيرة نصفين
أزهقه الغرباء
بأصواتهم وحناجرهم
سقطت روحه للحبيب
وصارت حقيقته كالحبيبة نصفين
مشطورة ومكللة بالسواد.
إن ما سبق يتحدث عن حقيقة الوحدة (وطن كان نصفين)، وبذلك يعكس صورة الوحدة في الوطن (وطن كان) ليشير إلى الوحدة الطبيعية ويتأكد ذلك من (البحر كان نصفين) ومثله (البحر المتوهج) ليعكس تناقض الواقع مع طبيعة الوطن، ولأن البحر علامة للغزو الإضعاف (أرهقه الغرباء)، ولأن الحبيبة (اليمن) فإنه (صارت حقيقة كالحبيبة) اليمن ولأن يحكي آلام التجزؤ التي كانت فإنه يقول (كالحبيبة نصفين مشطورة ومكللة بالسواد).
ولأن البحر علامة رمزية بالإضعاف فإنه يقول:
وهو يقرأ في الليل
وجه الظلام الكئيب
لعل النجوم تمد له كفها
وتعيد له مناقب وحدته
وتحرر أطرافه من زمان المزاد
وتمر السنون
ويخضر قلب الزمان وقلب المكان.
مما سبق، يمكن القول: إن إشارات الوحدة كثيرة (لعل النجوم تمد كفها) وهذه إشارة لعودة اللمعان والتألق للوطن لهذا يأتي (وتعيد له مناقب وحدته) ليشير إلى خيرية الوحدة على الوطن بوصف أن التشطير له من الرمزية الكثير (يقرأ في الليل) فالليل إشارة للتجزئة بوصف الوحدة في طبيعة الأرض والإنسان متواجدة (وتحرر أطرافه من زمان المزاد)، ولأن الوحدة هي عودة للأصل فالنص (ويخضر قلب الزمان وقلب المكان) إشارة إلى العودة للأصل وإلى خيرية وخصوبة الوحدة.
وتهطل أمطار مايو
وتورق بالوحدة الأرض والناس
تخرج أم اليمانيين واحدة
من بقايا الظلام.
وبذلك يصرح النص بالوحدة وخصوبة خيرها وعموم خصوبتها (تهطل أمطار مايو)، فيرتد ذلك إلى الأرض والإنسان، فالأرض لها التنمية (وتورق بالوحدة الأرض والناسُ) وللإنسان خير وقوة وحضارة ونهوض (تخرج أم اليمانيين واحدة من بقايا الظلام) ليختزل النص زمان ومكان الوحدة.
وإذا ما تأملنا بعض النصوص من ديوان (أرض الشعر) للشاعر محمد سعيد جرادة، نجد أن الشاعر يتحدث عن التشطير والتجزئة بآلام، ويوضح دور العدو في إذكاء التشطير والتقسيم كي يبقى الوطن ضعيفاً مجزأ:
شهدت أصناف الطغاة هنا
يتآمرون على ثرى عاد
بالأمس كان المستشار هنا
يلوي اللسان بأحرف الضاد
وخريطة التقسيم في يده
للساحل الذهبي والوادي
صنعاء كانت والإمام بها
نعشاً يسير بغير أعوادِ
وفي كل شبر سلطنة
تحنى الجبين لشر جلاد.
مما سبق، يلحظ القارئ أسباب التشطير والتي منها (الطغاة، المؤامرة) ويأتي بصريح التدخل الأجنبي (بالأمس كان المستشار هنا.. بيده خريطة التقسيم) وهذه التجزئة للوطن المشطر (للساحل الذهبي والوادي) ثم يأتي بالجزء الآخر من الوطن (صنعاء والإمام بها) ليشير إلى التخلف الذي كان سبباً..
ذهب الجميع وعاش بعدهمُ
يمن الأباة الثائر الفادي
اجتمعوا على وعد لفرقتنا
وتفرقوا من غير ميعاد
وبذلك يلخص النص أن اليمن هو الباقي والتاريخ والفكر يدون كل منجز عظيم بالضوء والنور (ذهب الجميع وعاش بعدهمُ.. يمن الأباة الثائر الفادي).
ولأن فعل الخؤون للشعب ومشروعه صغير فإنه يتلاشى (اجتمعوا على وعد لفرقتنا.. وتفرقوا من غير ميعاد)، ثم يأتي النص بأن الشعب يلفظ من هو ضده (ذهب الجميع وعاش يمن الأباة)، ولأنها حلم المبدعين وغاية المفكرين فإن النص يربط بين أجزاء اليمن تاريخياً من الشاعر عبد يغوث الحارثي (أبا كرب والأيهمين كليهما وقيساً بأعلى حضرموت اليمانيا)، لذلك كان اليمن السعيد هو الغرض والهدف من كل التضحيات.
ومشى الربيع بحراً فوق ربا
اليمن السعيد خضر أبرادِ
وسمعت عبد يغوث يوقظنا
من خلف أبعادٍ وأبعادِ
نادى بتوحيد البلاد وقد
ربض الردى منه برمصادِ
وبذلك يؤكد النص حقيقة لوحدة تاريخية وفكرية وإبداعية وليست فعلاً آنياً، فكانت وحدة الوطن نصراً للوطن أولاً وللتاريخ والشعب (يا شعب أنت منتصر في عيد نصر غير معتادِ) ولأن الثورة اليمنية واحدة ومتضافرة وكأن ثورة سبتمبر هي الثورة الأم والبداية لأكتوبر فالنص يولد ذلك من خلال:
وشهدنا شمس أيلول وقد..
وقضى موكب تشرين على ..
مزقت ليل النظام العفن
داء عهد القرصنات المزمن
ولأن الوحدة ما تزال حلم المبدعين في تواشج حضاري تاريخ اً وزماناً ومكاناً، فالنص يربط ما بين صنعاء وعدن:
أبناء مأرب نحن في تاريخنا
إحداث أيام تسر وتؤلم
تاريخنا احتضن الحضارة قبل أن
ينمو لها عرق ويزهر برعم
ومعابد تهدي النذور إشادة
بالجوهر الفرد الذي لا يقسم
وتربعت سبأ الأريكة بعدها
عقداً على جيد السعيدة ينظم
صنعاء أيقظها النداء فآنست
عرساً ومات بناظريها المأتم
وتسلمت عدن المصير ودربها
متأجج الساحات يصبغه الدم
إن الجماهير العريضة قدمت
أغلى الفداء ولا تزال تقدم
والوحدة الكبرى أجل قصيدة
يصغي لها هذا السواد الأعظم
من ذلك يلحظ أن النص يتدرج في واحدية اليمن تاريخاً وإنساً، لذلك كان الخطاب بصيغة الجمع (نحن، تاريخنا) لواحدية التاريخ والإنسان، ويأتي بالسبق اليمني في تجارة البخور واللبان (معابد تهدي النذور)، ولأن حقيقة التاريخ في وحدة اليمن فإنه يقول (بالجوهر الفرد الذي لا يقسم) يدلل بواحدية اليمن أرضاً وإنساناً.
ويأتي بواحدية الثورة اليمنية التي تحرر الإنسان والأرض من التخلف والاستبداد “صنعاء أيقظها فآنست عرساً ومات بناظريها المأتم”، وهذه إشارة إلى أن صنعاء الجزء من اليمن الحزين الذي ناضل من أجل الحرية فتلاشى وانتهى “ومات بناظريها المأتم”، ليعكس صوت اليمن تحت الاستبداد ولأن سبتمبر بداية لثورة أكتوبر فإن الغاية من الثورتين الوحدة وعودة الحضارة في الأرض والإنسان وما كانت التضحيات إلا إرهاصات لعودة الحضارة اليمنية بالوحدة.
إن الجماهير العريضة قدمت
أغلى الفداء ولا تزال تقدم
والوحدة الكبرى أجل قصيدة
يصغي لها هذا السواد الأعظم
وهذا الشاعر عبدالله عبدالوهاب نعمان الذي يتماهى مع الوحدة والأرض والإنسان، فتنتمي الأرض إلى إنسان والإنسان إلى أرض فاليمن بتضاريسها الإنسان والإنسان هو الأرض:
إنها أرضي وقد جغرفها
حبها في جبالاً وهضاباً
سوف أمضي فوقها مستبسلاً
وسأحياها عماراً وخراباً
أحرق الغابة حتى لا أرى
مخلباً فيها ولا أشهد نابا
مما سبق يمكن القول إن شاعراً سيتحدث في خطابه عن الأرض التي هي “اليمن الوطن كله”، ولأنه هائم في الأرض اليمن حد الذوبان والانصهار “إنها أرضي” إشارة للعشق والحب والهيام التي تحول اليمن ملكية خاصة وهوية تميزه دون غيره “جغرفها في” تماه وارتباط وانتماء “حبها” تصريح بالعشق والهيام حتى تحولت المشاعر الإنسانية هي صورة الأرض والجبال والتضاريس، لذلك تهون التضحيات من أجل الأرض اليمنية الواحدة “سوف أمضي فوقها مستبسلاً” ولأن الحياة بغيرها موت وضياع سأحياها عماراً وخراباً انتماءً وأصالة وحياة وإن لم أدرك الآمال من أجل الوطن فهذا شيء هين “أحرق الغابة حتى لا أرى” الوحشية والاستبداد والموت مخلباً فيها ولا أشهد ناباً، وبذلك أوجز وحدة الأرض والأسس للانتماء لها والتضحية من أجلها.
وإذا كانت الوحدة هماً عاشه المفكرون وحلموا به زمناً فإنما سطروا هموم شعب:
يا شمالاً يحمل الهم بنا
مطرقاً يصغي إلى هم الجنوب
سوف نمحو الليل من آفاقنا
لنلاقي الفجر في يوم قريب
إن النص يخاطب العمق للمشاعر الواحدة، حيث أصبح الهم للوطن المجزأ سابقاً واحداً فكان الشمالي حاملاً لهم أخيه في الجنوب “يا شمالاً يحمل الهم” كان الهم مؤلماً وثقيلاً “مطرقاً” يصغي إلى هم الجنوب”، وبذلك أوضح النص أن التشطير هم واتضح ذلك من خلال “شمالاً، الجنوب” وهذه التجزئة أفضت إلى “الهموم مطرقاً”، وكانت علامات التجزئة الليل، الهم، مطرقاً، ولأن المبدع يستشرف المستقبل فإن الوحدة الحلم أصبحت قريبة لنلاقي الفجر في يوم قريب.
والوحدة حلم كل المخلصين وثمرة نضال الشهداء في الثورتين فهي عميقة راسخة في كل عرق الإنسان اليمني..
وحدة الشطرين في أعماقنا
نغم تعزفه نبض القلوب
فهي في الزورة من أشواقنا
إنها لقيا حبيب بحبيب
وبها تصرخ في أعماقنا
ذمة التاريخ في صوت رهيب
إن ما يميز النص التماهي ما بين الحلم والشعب ووحدة الشطرين في أعماقنا “نغم تعزفه نبض القلوب”، وهي عودة للأصل وللحقيقة التاريخية فلا تناقض ما بين الإنسان وأرضه “إنها لقيا حبيب بحبيب، ولأن فجراً وعهداً تاريخياً سيشهد به الزمن فإن النص يؤكد ذلك وبها تصرخ في أعماقنا ذمة التاريخ.
وبذلك يعتبر التشطير والتجزئة مسبة تاريخية ومنافرة للواقع والإرادة الجماعية “أعناقنا، نبض، أشواقنا، تصرخ في أعماقنا”، ولأن النص يتخذ من الوحدة خطاباً روحياً ينادي ويهتف في أعماق كل مخلص فإن الوحدة كانت حلم المفكرين ورجاء المخلصين حتى تحققت.
سوف تبقى في مدى الأيام.. أخلاقنا زاهية لن تخلقا
وسيبقى وجهك المشرق
يا وطني بالضوء منا مشرقاً
وسيبقى قاهر الشعب على وجه أرضي عدماً لن يخلقا
ليس منا أبداً من مزقا
ليس منا أبداً من فرقا
ليس منا من يصب النار في أزهارنا كي تحرقا
وحدتي... وحدتي
يا نشيداً رائعاً يملأ نفسي
أنت عهد عالق في كل ذمة.
إن استمرارية البقاء والخلود للأخلاق اليمنية ميزة إسلامية اختزل الإسلام رسالته فيها فقال صلى الله عليه وأله وسلم ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))، فكانت الاستمرارية الأخلاقية للإنسان اليمني في قول النص “سوف تبقى في مدى الأيام أخلاقنا”، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول عن اليمنيين ((أرق قلوباً وألين أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية))، فلذلك لن تبلى أخلاق اليمنيين كفرادة إسلامية وأصالة عربية وحضارية، لذلك ربط النص بين تلك الأخلاق وبين الإشعال الحضاري اليمني المستمر والدؤوب الذي يؤثر في غيره. فرسالة اليمني الفكرية أكثر من غيرها اتصافاً بأخلاقه فأتى بالإشعاع الحضاري الفكري “وسيبقى وجهك المشرق يا وطني بالضوء منا مشرقاً”، فهذه آتية من أخلاق الإنسان اليمني المنور والرائد ولأن اليمني رسول حضاري مؤثر بديومة في غيره، فإنه يرفض الظلام والتخلف والاستبداد على مر التاريخ “وسيبقى قاهر الشعب على وجه أرضي عدماً لن يخلقا”، فكانت الحياة للفكر والأخلاق والموت للقهر والاستبداد والتخلف المتنافرة مع حضارة الشعب، فذلك يؤكد النص انسلاخ اليمني من خصوصيته وهويته عندما ينادي بالتفرقة والتجزئة وكأن النص ينفي عنه الانتماء والوطنية ليس منا أبداً ليس منا أبداً.. فهذا التكرار ينفي بالإطلاق، وكأنه يقول لا ليس من أخلاقنا البتة من؟! الذي يدعو للتفرق والشتات “من مزقا، من فرقا”، وليست من الخصوصية اليمنية الحضارية إطفاء أي مشعل ونبراس نهوض وتطور وحضارة وإجهاض القوة لأي شيء كان “ليس منا من يصب النار في أزهارنا كي تحرقا”، فالمدمر للجمال والحياة والممجد للتخلف والضعف مخالف للخصوصية اليمنية التي جاءت في بداية النص “سوف تبقى في مدى الأيام أخلاقنا زاهية لن تخلقا”، ولأن اليمني ذو فكر وحضارة وأخلاق وخصوصية فالنص يهيم بالوحدة مخاطباً لها ومتخيلاً حقيقتها وتحققها “وحدتي.. وحدتي”، وهذا تعبير كل يمني مخلص بوصفها راسخة في ذاته معبرة عن فكره وحضارته “يا نشيداً رائعاً يملأ نفسي”، ولذلك يحمل الأجيال والشعب مسؤولية وضخامة الوحدة سواء كان في تحقيقها أو الحفاظ عليها “أنت عهد عالق في كل ذمة”، وليس من الأخلاق والفكر المستنير أو الخصوصية والانتماء التقصير في حق هذا المنجز بوصف ذلك مفخرة تاريخية، فكأن التاريخ السجل الذي لا يرحم من يقصر فيها “أنت عهد عالق في كل ذمة”.
وإذا تأمل القارئ ديوان “إيقاعات قداس معين” للشاعر القرشي عبدالرحيم، يلحظ أن الوحدة كانت احتراقات عميقة في الذات الشاعرة ويمكن أن يلحظ القارئ هذه الاحتراقات:
مطران في صنعاء
يغتسلان من نطف
يتطهران...
وتمسح السحب الغبار عن الحياة
وفي ذرى نقم تصفف شعرها
تعيد لملمة الضفائر
تستريح على تخوم المشربيات
النجوم
يلحظ القارئ التشطير والانقسام من مطران يتطهران، فالمطر خير وخصوبة ورغد للوطن الواحد، ولكن هذا الخير مشطور “مطران” فألف الاثنين إشارة إلى التجزئة، ويظهر التشطير “من الغبار” و”التطهر”، لأن الغبار يزال فهو إشارة للفرقة.. تأتي الوحدة من “خلال يتطهران يغتسلان مطران” فالوحدة يتساوى، ودلالة الاسم “مطر” وتساوي اتجاه الفعل بوصف ألف الاثنين دخيلاً على الاسم والذي يدل المذكر الواحد “يتطهر يغتسل”، كانت ألف الاثنين والغبار واللملمة إشارة إلى الفرقة على الرغم من وحدة الجسد.
سألت عن محبوبتي
الأخيرة
جاء صوتي مثقلاً بالأغنيات
تداخلت أنغامها
كأساً معطرة من البن والبخور
إن المحبوبة الأخيرة والأولى في المقطع هي اليمن الواحد لذلك كان الصوت المثقل بالأغنيات إشارة للفرقة، ولأن المبدع مؤمن بالوحدة فإنه يعطي إشارات تاريخية لواحدية ووحدة اليمن بالبن والبخور والتي كانت علامات للحضارة اليمنية الواحدة وليس لجزء أو مكان.
كلمت أطرافي
قرأت السورة.. الأرض
اللقاء
نسيت كل فواصل الجمل السبية
واتجهت بكل أشواقي للتراب
بكل آياتي
وأشواقي.
تتجلى واضحة الوحدة ب”كلمت أطرافي” ليكون الجسد مكتملاً كاملاً ولأن الولاء والانتماء للأرض بلغ حد التقديس والإجلال لذلك تأتي الوحدة “قرأت سورة.. الأرض” إشارة إلى الوحدة الطبيعية في الأرض والإنسان فكان الاتجاه إليها والتقديس لها بوصفها تعكس الوحدة وكانت الفرقة صغيرة ضئيلة بجانب الطبيعة والإنسان “نسيت كل فواصل الجمل السبية”، لذلك كانت إشارة وعلامة للحرية والتلاحم الذي لا ينفصم.
للمتعبين هنا شرانق
من توثبهم
إلى فجر التلاحم
من تراب أكفهم شمخت
للعيد يأتي واحداً
للفجر يشرق واعداً
لوليمة لا فرق
فيما بيننا.
مما سبق، يلحظ القارئ أن الوحدة مطلب شعبي، لاسيما للبسطاء المتعبين وهم الذين يقع عليهم الاستبداد “هنا شرانق توثبهم” أي إشارة للتطلع للحرية، وتأتي المباشرة بالوحدة بفجر التلاحم فالوحدة حاجة ماسة ومن الافتقار إليها “فقد التصق تراب الأرض بألف الإنسان البسيط”، وكأنه يتطابق مع قوله صلى الله عليه وسلم “فاظفر بذات الدين تربت يداك”، حتى تأتي الحضارة بالوحدة “شمخت مناقر شوقنا”، ولذلك كانت أحلام الشاعر المبدع بالوحدة كثيفة ويحلم بالعيد الواحد “للعيد يأتي واحد” فجاء في 22 مايو 1990م ولأن الوحدة تزيل الفرقة ولأن اليمن عائلة واحدة فقد صور الوحدة بالوليمة التي تقام في الأعراس وتكون هذه الوليمة لعرس الوحدة لليمنيين وبذلك ينتهي التحايز والتفريق “لوليمة لا فرق فيها بيننا” ولأن الوحدة عودة للأصل وحق للشعب والجماهير فإن النص:
“الشعب حق..
الوطن حق..
وعلى الأرض يبقى ما ينفع الناس
المجد لمن يعطي الناس حياة”.
إن السطور السابقة تؤكد أن الوحدة وجدت لتبقى وهي حق للشعب، والوطن حق، وهذه إشارات لوحدة الأرض والإنسان ولن يتمكن أحد من المزايدة باسم الشعب والوطن، لأنه خرج عن الحق، لذلك يأتي النص “ربما يبقى ما ينفع الناس”، وهذا التناص مع النص القرآني الخالد ((أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض))، لذلك حقيقة الوحدة في النص خلود وبقاء مصداقاً للنص القرآني واستشرافاً من المفكرين والمبدعين الذين يقرؤون المستقبل، لذلك كانت دلالة الوحدة حياة الأرض والإنسان والتفرق موت وجمود، لذلك من يمجد الوحدة يعطي الحياة للأرض المجيدة ومن يمجد الفرقة يمجد الموت والجمود “المجد لمن يعطي
الناس حياة”.
“لا أحبك إن أتاك العاشقون بصورتين
وأنت ريح في الشمال إلى الجنوب
إن دمي معي فاستمطريه
واسكبيه سحابة تأتي
تؤلف بين أشطار الحنان”.
إن الشاعر ينفي الولاء والانتماء والحب لليمن عن الذين يزعمون حب الأرض والإنسان من خلال الفرقة، فهذا حب وولاء زائف “لا أحبك!! متى؟!”، “إن أتاك العاشقون بصورتين”، وهذا نفي للولاء والانتماء والأصالة اليمنية فكانت “الريح” معادلاً رمزياً للشتات رغم وحدة الأرض واقترابها من الفرقة، فكان الدم وسيلة للتضحية والفداء بخيرها “سحابة تؤلف بين
أشطار الحنان”.
“فأنا آمنت أنك
أنتِ واحدة
يميناً بالشمال والجنوب
ولن أتوب حتى أراك
شمالك في الجنوب”.
إن الوحدة تحولت إلى إيمان وعقيدة “أنت واحدة”، ويأتي القسم ليزيل أي شك ويأتي بحرف الجر “الباء” الذي يدل على الترابط الواحد “بالشمال والجنوب” وكان حرف الجر “في” إشارة إلى ترسب الوحدة في أعماق الإنسان اليمني وتغلغلها فيه وتاريخه وفكره.
وهذا الشاعر لطفي جعفر أمان يتحدث عن الوحدة ولا يختلف عمن سبقه:
“أخي... كبر الفجر في أرضنا
وأجلى الزمان لنا يومنا
أخي بشر النور أنا التقينا وقد وحَّد الحق ما بيننا
أخي كبرياء النهار العقيد تميل اختيالاً بأفواجنا
فقل للزمان حصدنا الحياة بيومٍ يغنى بأعيادنا
أخي جمع الحب في المجد شعباً توحد قلباً فأنت أنا”.
1 - إن تكرار النداء أربع مرات يؤكد واحدية الإنسان اليمني فكراً وسجية وتاريخاً وهذا النداء على سبيل القريب الذي يؤكد عدم الاختلال بين اليمنيين.
2 - كانت الوحدة دلالة على مرحلة جديدة ينتقل الإنسان والأرض إلى تجدد حضارة “كبر الفجر أجلى الزمان يومنا”.
3 - ما الوحدة إلا حق طبيعي وعودة حضارية مضيئة للحضارة اليمنية والعربية فكانت لقاءً والتحاماً التقينا وحد الحق ما بيننا وهي أي الوحدة قدر لها.
4 - إن الوحدة فرحة جماهيرية وشعبية تبعث الخيلاء والكبرياء لضخامة إنجازها في كبرياء “للنهار العتيد تميلا اختيالاً بأفواجنا” فكانت الكبرياء اختيالاً والوحدة علامة قوة “النهار العتيد” وهي حياة بوصفها استقراراً وأمن خصومة “قل للزمان حصدنا الحياة”، وكأن الشاعر يخاطب الوحدة حقيقة بوصفه مفكراً يقرأ المستقبل ويدرك الحق والقوة، فكان قيامها في 22 مايو 1990م عيداً لأعياد اليمنيين ولأن الوحدة تزيل الخلاف والضعف فيحل الحب مكانها وكل اليمنيين ينسبون إلى يمن واحد يذوب فيه الشتات والافتراق “أخي جمع الحب في المجد شعباً توحد قلباً فأنت أنا”.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.