أجواء ما قبل اتفاق الرياض تخيم على علاقة الشرعية اليمنية بالانتقالي الجنوبي    عمره 111.. اكبر رجل في العالم على قيد الحياة "أنه مجرد حظ "..    رصاص المليشيا يغتال فرحة أسرة في إب    آسيا تجدد الثقة بالبدر رئيساً للاتحاد الآسيوي للألعاب المائية    وزارة الحج والعمرة السعودية تكشف عن اشتراطات الحج لهذا العام.. وتحذيرات مهمة (تعرف عليها)    سلام الغرفة يتغلب على التعاون بالعقاد في كاس حضرموت الثامنة    حسن الخاتمة.. وفاة شاب يمني بملابس الإحرام إثر حادث مروري في طريق مكة المكرمة (صور)    ميليشيا الحوثي الإرهابية تستهدف مواقع الجيش الوطني شرق مدينة تعز    فيضانات مفاجئة الأيام المقبلة في عدة محافظات يمنية.. تحذير من الأمم المتحدة    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بين الغضب والحب
هل تكون المعدة أقصر الطرق إلى الحب؟!
نشر في الجمهورية يوم 07 - 12 - 2014

كلاهما بنفس الأجهزة الحيوية والصفات وكلاهما إنسان وخارطة الأجهزة تتوزع على جغرافيا الجسم بنفس الشكل، ومع ذلك يبقى هناك المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله، و الفرق بين الرجل والمرأة هو في حجم المضغة، فقلب الرجل أكبر وقلب المرأة صغير، لكن الاستغراب ليس عن الحجم وإنما في صحة المثل القائل «قلب الرجل في معدته»! فما صحة تلك المقولة في الواقع ؟! أم أنه لم يعد أقصر طريق لقلب الرجل معدته كما كان من قبل، ويمكن للمرأة أن تفوز بقلب زوجها بالتفاهم الثقافي والصراحة والاحترام وتنظيم حياتها بين منزلها وعملها، ولماذا يعتبر الرجل زوجته التي لا تعرف الطبخ وفنونه أنها مقصرة معه ؟! وهل يزداد مرتادو المطاعم من الرجال تجنباً لغضب الجوع.؟! كل ذلك في استطلاعنا التالي.
الحجة بالحجة.!!
كنا في وليمة نسوية وبدأت المضيفة تستعرض الوجبات أمام الحاضرات وتتغنى باحترافها وفنونها في صنع كافة المأكولات العربية والعالمية وفجأة تحولت الضيافة إلى حلبة لفرد العضلات الصوتية في التباهي، فكل واحدة أصبحت تتفاخر بما لديها وما تمتلكه وفي بلوغ الصراع الحواري سدرة الصراخ والتبرير وفرحة كل واحدة بما لديها، أسكتت الجميع عبارة سيدة المنزل حين قالت «شوفوا يا بنات بصراحة ومن الآخر المرأة التي لا تتقن فنون الطبخ لن تحصل على قلب زوجها فأقصر الطرق لقلب الزوج معدته».
إلا أن أم أيمن – ربة منزل وموظفة - أجابتها بفيض من الاستنكار وأغرقت الجميع في حيرة عندما قالت: «الرجل إذا كان لا يطيق زوجته فهو لا يستلذ الأكل من يديها حتى وإن تفننت في أشكال الطبخ ونجد ذلك جلياً عندما يكون الزوج مستاءً من زوجته فإنه لا تغريه رائحة الطعام المنتشرة في المائدة وربما يقلب المائدة على رأس زوجته ويخرج إلى أقرب مطعم لكن الرجل الذي يعشق زوجته تجده يستلذ الأكل من يديها وإن كان الطعام عادياً ولا يثير شهية الغير...».
كان فيض عبارة أم أيمن يغرق الجميع بين مؤيد ومعارض وتوالت التعليلات والشواهد كل واحدة بحسب التجربة التي مرت بها واقعياً.
فمنال عبدالله - مدرسة تربوية - تُعمِّد حديث أم أيمن بقولها: «بصراحة أنا متزوجة منذ ما يقارب الثمان سنوات وللأسف زوجي يحب أمه أكثر من أي امرأة أخرى ومهما تعلمت الوجبات التي يحبها وحاولت أن أقترب من قلبه بسبب تلك المقولة، لكن حب أمه يجعله يتغاضى عن نسيانها للملح تارةً أو حرق بعض الخبز التي إذا حصلت مني أقام النقد على رأسي ولم يقعد».
أما سوزان محمد - طالبة جامعية - فقالت: «شوفوا يا جماعة أنا أعرف واحدة عز المعرفة كان زواجها تقليدياً وتم فرضها على ابن خالتها الذي يحب فتاة أخرى، وللأمانة الكل يشهد لها أنها أسطورة في الطبخ ومازال إخوتها وأهلها يتحينون الفرص لضيافتها، أما زوجها فهو يحب أكلها ويتغزل بما تصنع يديها وشكواها المتواصلة لي أنه لم يتغزل يوماً بروحها أو قلبها يعني الخلاصة أخذت قلبه من جهة الوريد الواصل إلى المعدة فقط...».
استمر تداول الحديث والحوار حول قلب الرجل ومعدته بين شد وجذب وفرضيات، توالت الضحكات واقترب النهار من توديع الشمس ولم تقترب الحاضرات من الاستكفاء بالثرثرة حول الموضوع وصدح المؤذن بموعد صلاة المغرب فكان الأكثر روحانية في فرض السكوت، ولأن المرأة بطبعها لابد أن تنتصر أمام المقولات التي تعرقل سمو قناعاتها، أنهت سميرة عبدالحق كل تلك المشادات بزخات كلمات هي الأقرب إلى منطق واجه الحجة بالحجة ونال استحسان الجميع بالاتفاق والتصويت بصحة رأيها حين قالت: «إذا كان هناك مثل قائل أقصر الطرق لقلب الرجل معدته» فإن هناك مثلاً آخر يقول: «العين تعشق قبل القلب أحياناً» وتستطيع المرأة جعل زوجها يعشقها لا أن يحبها بقلبه فقط..وحب المعدة زائل بسبب الفقر أحياناً؛ لأنه يتوجب على الزوجين الاكتفاء بكسرة خبز تسد جوعهم».
آدم بين الجوع والحب
ما إن توارد الموضوع إلى رأسي حتى توافدت القراءات العديدة حول الموضوع، وكلما هممت بمقال حتى أرتجي البحث عن مقال أكثر إشباعاً للجوع الفضولي والاستطلاعي حول الموضوع، وبينما كنت منهمكة بقضم المقالات المتناثرة في الأوراق التي أمامي استوقفني مقال للدكتور محمد حسين في إحدى الصحف كتبها بعنوان “الطريق إلى قلبي كزوج وكيف تسلكيه؟” يقول “عند الحديث عن القلوب, خاصة بين الرجل والمرأة في حدودها الشرعية, يجب ألا يُقحم في الموضوع أشياء لا تمت للقلوب في هذه العلاقة بصلة, بعقد مقارنات بين المرأة قديماً وحديثاً, ثم يُحصر هذا القديم في زمن بعينه, ليصب في خانة محددة, إن المرأة كانت غير متعلمة ولا تعمل لذا كانت منشغلة ببيتها وزوجها قديماً ألا فلتعلم النساء أن الرجل هو الرجل عند الحديث عن القلوب, لا فرق بين الرجل قديماً وحديثاً؛ لأن الحديث عن القلوب هو في حقيقته حديث عن المشاعر الدافئة التي تتمناها كل امرأة ورجل, فلنكن صرحاء, ولنقل بصراحة إن قصد المرأة من قلب الرجل هو حبه لها, وعشقه لها, وغزله بها...».
كانت تلك المقالة تجبرني لمعرفة المزيد من الآراء حول الموضوع ولكن كما يقال لابد من شرب الماء من منبعه وإفشاء السؤال في أوساط الرجال لعلي أخرج بما يوضح صحة المقولة من عدمها ..!!
خلال تجولي في رحاب جامعة تعز وجدت الكثير من الرجال يتوافدون إلى الكافتيريا لطلب وجبة الفطور استوقفت أكرم السفياني - طالب جامعي ومتزوج - كما صرح، وعندما سألته يبدو أنك لا تحب زوجتك كونك تأكل خارج المنزل ؟!! فاجأني بمعرفته للشق الآخر من سؤالي قبل أن أمليه عليه حين قال: «أكيد استدللت على حكمك بسبب مقولة أقصر طريق لقلب الرجل معدته، ومع ذلك بحسب وجهة نظري لم تعد الشغل الشاغل لمعظم النساء، حيث تشهد مطاعم الوجبات السريعة والمطابخ في المدينة زحاماً شديداً وقت خروج الموظفين من العمل، في ظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة، لدرجة تكدس السيارات وعرقلة الحركة المرورية أمام المطاعم، فيما تظل أسباب التهافت على المطاعم معروفة، حيث يجد الموظف ضالته في الوجبات سريعة التحضير، لعدم قدرة المرأة العاملة في التوفيق بين عملها وبين متطلبات أسرتها».
اشتد الجوع ليشتعل الشوق
وبينما كنت أستغرب إجابة أكرم التي كما يقال كانت في وادي وما توقعت أن يقوله في واد آخر، أتت إجابة صديقة الجالس بجانبه، سعيد سفيان الزمر والمتزوج أيضاً: «نحن متزوجان، ولكن للأسف الزوجة بالريف ونحن بالمدينة ولو كانت زوجتي بالمدينة لن أحب الأكل إلا من يديها وكم تأسرني عندما أتذكر مذاق العصيد والفطير واللحوح التي لا يتقن أحد صناعتها إلا هي ووالدتي، وللأمانة كلما اشتد الجوع بمعدتي اشتعل الشوق إليها وأتحين أقرب فرصة لأسافر لها، لكن عندما أسد جوعي أرجع لمذاكرتي وأنسى الشوق...».
وجبات المطاعم شر لابد منه
يرى عدد من أهالي مدينة تعز أن الرجال خاصة الموظفين منهم يختصرون وقت الغداء ليخلدوا إلى القيلولة مبكراً دون انتظار الطعام الذي يتأخر عادة، ما يجعل الوجبات السريعة أفضل الحلول لجميع الأطراف.
يقول هاني فؤاد - موظف تربوي: «أصبحت معروفاً لدى أصحاب المطاعم على كافة أنواعها، إذ أتواجد في المطعم بشكل شبه يومي لتوفير وجبتي الغداء والعشاء، متذكراً أيام الماضي حيث كنت أذهب للمطعم مرة كل أسبوع لكي أكسر روتين طعام المنزل، الذي لا غنى عنه فهو يطهى أمام عيني وبمستوى نظافة عال، عكس المطاعم التي لا أحد يعلم ما يدور في كواليسها»، إلا أن الوضع تغير - والحديث لهاني- “انقلبت الموازين فأصبح طعام المنزل هو ما يكسر روتين وجبات المطاعم المملة”، واستطرد: من أهم أسباب زيارتي للمطاعم، هو عدم قدرة الجيل الحالي من النساء على تجهيز الطعام بسرعة ومهارة، بعكس جيل أمهاتنا اللاتي كن يحرصن دوماً على طهو الطعام بالصورة الجيدة والمعروفة عن الأولين، لدرجة أن الأم كانت تحرص في السابق على عدم تذوق الطعام حتى لا يفقد شيئاً من قيمته قبل أن تجتمع الأسرة بكاملها لتناول طعام الغداء أو العشاء».
وتقول أم هاني: «هذا الجيل جيل السرعة فلا يعرف عن الطهو سوى الأشياء البسيطة مثل عمل المكرونة، والبيض بأنواعه، وأغلب الرجال أصبحوا يتواجدون في المطاعم أكثر من تواجدهم في المنازل، وفي الماضي كان الشاب المقبل على الزواج يحرص على اختيار شريكة حياة تجيد فن الطبخ وكان قبل ما يروح يخطب من شخص يبدأ أول شيء يأكل من بيته، وقد أصبح ذلك الزواج عملة نادرة في هذا الزمن -على حد قولها - مؤكدة أن قلب الرجل كان في الماضي أقصر الطريق له معدته، أما اليوم فأقصر الطرق هو التدبير فامرأة مدبر ولا تجارة من عدن..!!».
الجوع ما له صاحب
عندما بدأت الإجابات تحمل في طياتها الكثير في رأسي، جاءت زميلتي بالعمل وجارتي بالسكن تستعجلني للعودة مبكراً فالزحام يتكاثر أكثر وأكثر والوقت يتسارع بين اقتراب موعد الغداء وأبيها المغترب المتواجد، صعدنا التاكسي للإسراع في الوصول، وعندما استنكرت الازدحام الشديد بالمطاعم والمسورة ببائعي القات ..جاءت رؤية نظر أحمد مراد - سائق التاكسي - حين قال: «وجبات المطاعم شر لا بد منه، مثل الزواج، إذ يبدو في البداية شهياً، وترحب به المعدة ولكن سرعان ما يشعر الشخص بعد وجبة المطعم بالجوع، وكأنك يا أبو زيد ما غزيت»، فأكل المطاعم يخلو من البركة والفائدة - حسب قوله- بعكس طبخ المنزل، الذي تملأه البركة، ناهيك عن النظافة والحرص على تقديم ما يطلبه أهل البيت، والزوجة الماهرة في الطبخ ستوفر عليه المبالغ المدفوعة لأصحاب المطاعم، كما أنه سينعم بطعام شهي وبجودة عالية، ولذلك ستكون الأقرب إلى قلبه أكيد».
ويضيف مراد: أصبحت النساء للأسف يهتممن بأشياء ثانوية، كما تتخيل أن الزوج مجرد ماكينة صرف تضغط على السعر ويأتي بالمال مباشرة إليها، دون النظر في معاناته، أو مشاكله، ومثابرته في العمل لكي يؤمن حياة كريمة لعائلته، حيث انحصرت اهتمامات النساء في الأسواق وحضور مناسبات الأفراح، متسائلاً: وما فائدة المرأة في البيت إذن إذا لم تقم بواجباتها كاملة ومنها إعداد الطعام لأسرتها؟، ناصحاً الأمهات أن يحرصن على تعليم البنات فنون الطبخ لكي لا يتورط عريس المستقبل في أمور لا ناقة له فيها ولا جمل، وحتى تستمر الحياة الزوجية على توافق وانسجام، مؤكداً أن أسرع طريق لغضب الرجل معدته.
وبينما ختم مراد مقولته الأخيرة «أن أسرع طريق لغضب الرجل معدته» حتى تجاوزنا ما يقارب أربعة مطاعم وبجانب كل مطعم كان لابد من تواجد عراك طازج يتناثر منه غضب الجوع كما وصفته صديقتي أم شادي ... لتضيف معللة: «أكيد أسرع طريق لغضب الرجل معدته فالجوع ماله صاحب أبداً؟!! ولو كان يحب زوجته ويعشقها بجنون فلن يشفع تواجدها بقلبه كي تسلم من غضب جوعه وخصوصاً إذا انشغلت بأمر يراه هو غير مهم» ، وترسل أم شادي شكرها وتقديرها لأصحاب المطاعم: «حقيقة يشكرون على تخفيف الحمل علينا وخصوصاً المرأة الموظفة، وكذلك تحملهم لفاتورة الكم الهائل من الغضب»، مؤكدةً أن أغلب مرتادي المطاعم هم الغاضبون الذين لا يتحملون الجوع.. ولتثبت تصريحها بأن الجوع ماله صاحب سردت أم شادي كل الأمثلة للنساء اللاتي نشترك في معرفتهن، وكيف أن الجوع كان عاملاً مساعداً لإشعال فتيل المشاكل ودفع فاتورة شرارة الغضب..!!
الرجل بعيون الرجل..!
«إن الجيل الحالي من الأزواج لم يضع في اعتباره في المقام الأول عملية الأكل؛ لأن ضيق الوقت وارتفاع الأسعار لا يساعدان علي إشباع رغباتنا‏»,‏ هذا ما يؤكده د‏.‏ حمدي حافظ - أستاذ الاجتماع جامعة جنوب الوادي - موضحاً: «ومعظم البيوت الآن لم تعد ترفع شعار المائدة العامرة إلا في المناسبات فقط وفي أضيق الحدود‏,‏ وأصبحت السندويتشات تحتل المرتبة الأولى في اهتمام الأبناء؛ نظراً لظروف المذاكرة أو انشغالهم بألعاب الكمبيوتر وغيرها من الأشياء»‏.‏
لكن ليس معنى ذلك أن تنشغل المرأة في أمور أخري وتبتعد على المطبخ أو تجعله علي الهامش‏,‏ كما يقول د. حمدي في حديثه مع صحيفة “الأهرام” المصرية، فلابد أن تشعر زوجها بين الحين والآخر بأنها تدبر وتستطيع إعداد المأكولات الشهية بأنواعها المختلفة‏.‏
على جانب آخر يبدو أن اقتصاد المرأة في الإنفاق وعدم إسرافها خلال موعد غرامي يعتبر نقطة إيجابية تجذب الرجال إليها خلافاً للرجل الذي يعتبر ميله إلى توفير المال في هذه الحالة نقطة سلبية في عيون النساء، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته شركة “أي إن جي دايركت” أنه فيما يعتبر 61 % من الرجال أن المرأة المقتصدة جذابة وذكية، يوافقهم 44 % من النساء فقط الرأي عندما يكون الرجل هو المقصود.
فيما تلعب المرأة على غرائز الرجل وشهواته هذا ما يراه المؤلف الشاب مصطفى شهيب في كتابه “بلد متعلم عليها”، واصفاً المثل القائل “أقرب طريق لقلب الرجل معدته” بأنه منطق قذر ودنيء يعتبر الرجل “كرش” ماشي على الأرض، ويؤكد أنه إذا كان أقرب طريق لقلب الرجل معدته، فإن أقرب طريق لقلب المرأة هو جيب الرجل.
يقول شهيب إن الرجل يتزوج “لأنه يبحث عن حضن المرأة واحتوائها تلك الكتلة الرومانسية الساخنة التي تتلقاه من شقاء الدنيا وقرفها، يتزوج الرجل ليبحث عن الحنان والحنية التي افتقدها وودعها منذ أن بلغ العاشرة وأصبح عيباً عليه أنه يقعد على حجر أمه، أو ينام في حضنها.. واستقل بغرفته بعيداً عن إخوته البنات احتراماً لخصوصياتهم. ومهما تعب عليه أن يتحمل لأنه ولد. ومهما توجع عند المرض لا يصرخ لأنه ولد. حتى إذا مات له صديق أو قريب أو خرج من قصة حب فاشلة، ما ينفعش يفضفض ويبكي؛ لأن ثقافتنا تقول الرجل لا يبكي. مع إن تشرشل رئيس وزراء بريطانيا اللي غيّر العالم في القرن العشرين، الشخصية الجبارة كان يبكي على أقل حاجة!!
ويضيف: الرجل كائن في قمة الرومانسية والإحساس، وليس حيواناً كما تعتقد المرأة. لماذا لا تخاطب فيه مشاعره وأحاسيسه، بل وتحاول طوال الوقت جاهدة أن تراوده عن شهواته؟.
هكذا هو الرجل تربى على مبدأ إن الشقاء له والراحة للبنت، لذلك فهو يظل طوال عمره يبحث عن ذلك الحنان الذي يفتقده، ويحتويه من مشاكل عمله وأزماته النفسية. ينتظر تلك الطبطبة على كتفه.. ويشتاق لكلمة “معلش بكرة حايبقى أحسن” تماماً كالطفل الصغير.
الوصول إلى قلب الرجل ليس معادلة صعبة؛ حيث إن بعض النساء يفعلن الكثير من المحاولات للوصول إلى قلوب أزواجهن، لكنها قد تنتهي بالفشل والعودة إلى نقطة الصفر.
ويذكر الخبراء أن قلوب الرجال ليست واحدة، فمنهم من يسهل الوصول إليه بكلمة حب وبعضهم يفتحه على مصراعيه أمام جمال آسر، أما البعض الآخر فتنطبق عليه مقولة “أقرب طريق إلى قلب الرجل معدته”، مشيرين إلى أن تعامل المرأة مع زوجها بحب ودبلوماسية وأخلاق هو ما يحببه فيها؛ فالرجل يريد من تلبي له طلباته وتهتم به وتشعره بأنه إنسان مميز ومهم في حياتها.
أخيراً....
لكل شيء في الحياة مشوار قد يطول طريقه وقد ينتهي منه سريعاً، وعندما بدأ تأملي يصل إلى أن غالبية الرجال يحيطون أنفسهم بهالة من القوة ربما ليكسب احترام من حوله وخشيتهم، وربما ليهابه الآخرون، لكن الرجل في النهاية في داخله طفل صغير وكسب عواطفه ليس أمراً صعباً ويحتاج إلى معدة غاضبة أو قلب عاشق وإنما فقط يتطلب الأمر من حواء قليلاً من الذكاء للوصول إلى قلب الرجل، كما يؤكد د‏.‏مارك روبنسون - أستاذ علم النفس الأمريكي الشهير - ويقدم للمرأة بعض النصائح التي تساعدها علي ذلك ب:
صفيه بالرجولة واظهري إعجابك بقوته وقدرته علي تحمل المشاق؛ فالرجل يحب أن يشعر بقوته ورجولته‏، اظهري له إعجابك بمظهره وبذوقه الرفيع في اختيار ملابسه واحرصي علي ألا تنتقدي ذوقه‏، احرصي علي أن تؤكدي له أنك في حاجة إلى وجوده وبأنك تسعدين بوجوده معك في المنزل وأخبريه أنك معجبة بذكائه؛ لأنه دائماً يعرف ماذا تحبين وماذا تريدين‏؟ اظهري له إعجابك لمراعاته حقوق الآخرين ومشاعرهم وأنك تتمنين أن يرث أولادكما نفس صفاته من صبر وشجاعة وخلق‏، تملقيه أمام النساء الأخريات فاسأليه عن رأيه في بعض الموضوعات واستمعي إليه‏،‏ وأخيراً احرصي على أن يكون تملقك له وفقاً لاحتياجاته وما يحب أن يسمعه منك‏.‏
إذا أردتِ التمتع بحياة زوجية مستقرة وضمان العيش بعيداً عن مسببات التوتر ومثيرات الغضب فلا تتجاهلي طباع شريكك أو رغباته الخاصة التي قد تبدو غريبة وغير مبررة ، فمع كونها مستفزة لك أحياناً، احرصي على مراعاتها والوفاء بها قدر استطاعتك، فالرجل كالطفل أمام ما يشتهيه من الطعام وما تميل إليه نفسه من الأشياء.
الحب وحده ليس كافياً للتمتع بحياة آمنة ومستقرة، لابد من التضحية ببعض الميزات الشخصية كي تسير الحياة على نحو سليم بعيداً عن الأزمات والخلافات. قد ينشب خلاف بينكما يوماً ما بسبب عدم مراعاتك للنوعيات المحببة إليه من الأطعمة أو تجاهلك لحقيقة عدم استحسانه لبعض الأصناف، وهذا من شأنه خلق مناخ من التوتر والصراع دون مبرر أو سبب مقنع.
وحسب موقع أخبارك، للطعام تأثير واضح على الحالة النفسية للمرء منا، وله فضل كبير في الشعور بالرضا والسعادة في أوقات الضيق والملل، وعند توتر العلاقة الجنسية وإحجام الرجل عن زوجته قد تسهم نوعيات محددة من الأطعمة في دعم الرغبة الجنسية ومضاعفة شعوره بالاستمتاع.
رابط المقال على فيس بوك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.