أسهم المسح الأثري في المملكة العربية السعودية، منذ انطلاقه في العديد من الكشوفات الأثرية المهمة، وكشف النقاب عن مواقع مهمة، قدمت إضاءات مهمة عن جوهر الحضارة في جزيرة العرب عمومًا وفي المملكة خصوصًا.. وقد جاء هذا المسح الأثري بطرق علمية وحديثة بمشاركة (15) بعثة أجنبية من (7) دول ممثلة في فرنسا، وإيطاليا، وأمريكا، وبريطانيا، وألمانيا، اليابان، وبلجيكا، مع الهيئة العامة للسياحة والآثار مستهدفة التنقيب في (15) مشروعًا من المواقع التاريخية والأثرية في مختلف مناطق السعودية، ضمن خطط خمسية لعدة مواسم تنفذها فرق سعودية بالتعاون مع هذه البعثات، واشتملت قائمة البعثات التي تم التعاون معها على: مشروع البعثة السعودية - الفرنسية للتنقيب في موقع مدائن صالح في العلا، ومشروع البعثة السعودية - الألمانية للتنقيب في موقع تيماء في منطقة تبوك، ومشروع البعثة السعودية - الفرنسية لمسح المواقع الأثرية في كلوة في منطقة تبوك، ومشروع البعثة السعودية - الأمريكية للتنقيب في موقع جرش في منطقة عسير، ومشروع البعثة السعودية - الفرنسية لمسح مواقع النقوش العربية القديمة في بئر حمى في منطقة نجران، ومشروع البعثة السعودية - البريطانية (مارس) من جامعة إكستير لمسح المواقع الأثرية في جزر فرسان في منطقة جازان وأملج، ومشروع البعثة السعودية - الإيطالية - الفرنسية للتنقيب في موقع دومة الجندل في منطقة الجوف، ومشروع البعثة السعودية - الألمانية للتنقيب في موقع الدوسرية في المنطقة الشرقية، ومشروع البعثة السعودية - البريطانية لعمل مسح للمواقع الأثرية المبكرة في الدوادمي، وجبة، ووادي فاطمة، والمندفن، والنفود، ومشروع البعثة السعودية - البريطانية مع جامعة يورك البريطانية لمسح مواقع ما قبل التاريخ في جزيرة فرسان وسواحل جنوب غربي السعودية، ومشروع البعثة السعودية - الألمانية لمسح موقع أعمدة الرجاجيل في منطقة الجوف، ومشروع البعثة السعودية - البلجيكية لمسح مواقع ما قبل التاريخ في محافظة الغاط في منطقة الرياض، ومشروع البعثة السعودية اليابانية لمسح مواقع العصور الحجرية في الجوفوتبوك، والمشروع السعودي الألماني لمسح الآثار الغارقة في الساحل الغربي من السعودية، والمشروع السعودي البريطاني للتنقيب في موقع قلعة تاروت. وتمّ خلال هذه الفترة حصر وتسجيل عدد من المواقع الأثرية، إذ تمّ اختيار بعض من هذه المواقع لتنفيذ عمليات تنقيب شاملة روعي فيها تنوع الفترات الزمنية ، بحيث تكون الحفريات شاملة لجميع العصور من فترات ما قبل التاريخ إلى الفترات الإسلامية. ومنذ بدء دراسات الآثار في السعودية، وما تم القيام به من جهود وأعمال ميدانية شملت المسوحات والتنقيبات الأثرية في جميع المناطق، أمكن التعرّف على كم هائل من المعلومات والدلائل التي غطّت فترات زمنية بعيدة تمتد من عصور ما قبل التاريخ حتى العصور الإسلامية المتأخرة، وذلك من خلال المكتشفات الأثرية التي وجدت في المدن القديمة، من مساكن ووحدات معمارية وقلاع وحصون وأبراج، وعديد من البرك والسدود والقنوات المائية والآبار، وكذلك المصنوعات الخزفية والفخارية والأدوات المصنوعة من الحجر الصابوني، ومصنوعات زجاجية مختلفة الألوان والأشكال، ومعثورات دقيقة من المسكوكات والحلي المعدنية، وأسلحة مصنوعة من المعادن، وعديد الرسوم الصخرية والنقوش الكتابية مثل الخط النبطي والمسند الجنوبي، وغيره كثير.